يعول ساكنة دوار أولاد علي المدنة بجماعة سوق الطلبة على عامل إقليمالعرائش ليرفع عنهم المعاناة اليومية التي يكابدونها يوميا من أجل الحصول على الماء الشروب. بحيث يعتبر هذا الدوار هو الوحيد المحروم من الربط بشبكة الماء الصالح للشرب التي شملت تزويد 27 دوارا بالجماعة، رغم كونه أكبر الدواوير بالجماعة ويتوفر على دائرتين انتخابيتين. هذا الاستثناء والحرمان من أبسط الحقوق التي يجب أن يتوفر عليها المواطن جعل غالبية الساكنة يحسنون " بالحكرة " وينتظرون من يخلصهم منها ليحسوا بأنفسهم مواطنين كباقي ساكنة الجماعة، ومما يزيد في هذا الاحساس السلبي لديهم هو الصعوبات التي يعيشونها يوميا للتزود بالماء الصالح للشرب من الآبار والعيون، والتي لا تف بالغرض وخاصة في هذا الفصل الحار. والصورة اليومية التي تجدها قرب مصدر التزود بالماء هو الهرج وجموع النساء والأطفال والرجال حول الآبار والعيون ينتظرون وصول دورهم للظفر بنصيب من الماء. وحتى أولئك الذين يفضلون التزود بالماء ليلا هروبا من الازدحام، يضطرون للانتظار الساعات الطوال حتى تتجمع المياه بقاع البئر أو العين . مشكل ساكنة الدوار مع الماء يعود لسنوات، ورغم كونه يتوفر على مرشحين، ورغم مطالبتهم للمجالس التي تتناوب على تسيير الجماعة فلم يلبي أحد طلبهم هذا، ليبقى دور ممثلي الدوار هو رفع أصابعهم في الدورات للتصويت على الميزانيات والحسابات الإدارية أو رفضها ، مما بات يسبب لهم مشاكل مع الساكنة بكونهم لا يستطيعون الدفاع عن قضايا الدولر. وعن المبررات التي حالت دون ربط الدوار بشبكة الماء أفادنا عدد من الساكنة أن الشركة المكلفة بإعداد الطريق قامت بقطع أنبوب الماء الذي كان سيزود الدوار ولم تقم بإصلاحه، مما دفع الشركة المكلفة بالربط بالماء بإنهاء أشغالها، وتدخل في نزاع مع الشركة الأخرى. هذا النزاع المروج له بين الساكنة والذي تجاوز عمره أكثر من أربع أو خمس سنوات ضاعت بسببه مصالح الساكنة التي يطالها العطش والنسيان. لكن هذا المبرر حسب محمد أحد أبناء الدوار يبقى غير معقول ولا أساس له من الصحة، واعتبره مجرد كذب على الساكنة، واستغلالا لبراءتهم وأميتهم وطيبوبتهم لتصديق مثل هذه الخرافات :" أيعقل أن قطع الأنبوب والنزاع حول من يصلحه هو السبب؟ ، هذا كذب على الساكنة، لابد أن الأمر فيه اختلالات شابت المشروع لا يعلمها إلا الساهرون على تسيير الجماعة من مجالس سابقة وحالية وسلطات محلية وأصحاب الشركتين..". وأضاف آخر " دوارنا محكور، أي مشروع تنموي لا يستفيد منه أو لا يتم حسب المعايير والمواصفات، فالربط بالماء هو الدوار الوحيد الذي لم يستفد ، تهيئة مسالك الدوار هاهي تعرف بدورها مشاكل كبيرة بين المقاول والمجلس القروي وأحد ممثلي الدوار، وبلغ المشكل إلى المحاكم وتمت التنازلات في انتظار إنجاز المسالك وفق المواصفات والمعايير كما هو منصوص عليه في كناش التحملات، البناية التي أنشئت من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كمركز متعدد التخصاصات قد تحولت إلى مدرسة علما أن الدوار به مركزية المجموعة المدرسية، كأن الساكنة لا حاجة لها بتفعيل هذا المركز.." وبخصوص مشكلة الماء هذه أثار انتباه بعض الساكنة في وثيقة سابقة لمشروع برنامج عمل الجماعة أن المجلس قد خصص مبلغ مالي من فائضه لربط الدوار بالماء ، وجعله من ضمن الأولويات، ليفاجأوا مؤخرا أن المجلس جاء بمشروع برنامج جديد يتضمن أن عملية الربط ستقوم به شركة إسبانية في إطار التعاون الدولي. وأتساءل بدوري كما يتساءل ساكنة الدوار كيف للمجلس الذي له فائض يقارب 200 مليون يغير ما خصصه من مبالغ مالية( 35 مليون سنتيم) لربط الدوار بدعوى كون التعاون الدولي هو من سيقوم بعملية الربط؟ وأمام تعذر إيجاد حل لمشكلتهم مع الماء الصالح للشرب باتت بعض الأصوات من داخل الساكنة تفكر في القيام بمبادرات احتجاجية لإبلاغ معاناتهم إلى المسؤول الأول بالإقليم. ويبقى أمل الساكنة كبير في أن يسمع عامل الإقليم مطلبهم ويزيح عنهم هذه "الحكرة "التي يحسون بها منذ سنين.