إذا كان العديد من المسؤولين، خاصة الجماعيين، يقومون بعملهم بشكل عاد ويُسخِّرون أنفسهم قصد خدمة جماعاتهم، فإن البعض الآخر سلك هذا الطريق من أجل المنفعة الشخصية وقضاء المآرب الخاصة في المقام الأول ، وتفشي مثل هذه المسلكيات يجعل سكان بعض الجماعات يئنون تحت وطأة التهميش، خاصة بالجماعات القروية النائية، إذ يجد هؤلاء أنفسهم محاصرين من عدة جوانب، حيث تحاصرهم الطبيعة القاسية من جهة وتجاهل المسؤولين من جهة أخرى، وهو التجاهل الذي يحرمهم من أبسط حقوق العيش الكريم... إذا كان العديد من المسؤولين، خاصة الجماعيين، يقومون بعملهم بشكل عاد ويُسخِّرون أنفسهم قصد خدمة جماعاتهم، فإن البعض الآخر سلك هذا الطريق من أجل المنفعة الشخصية وقضاء المآرب الخاصة في المقام الأول ، وتفشي مثل هذه المسلكيات يجعل سكان بعض الجماعات يئنون تحت وطأة التهميش، خاصة بالجماعات القروية النائية، إذ يجد هؤلاء أنفسهم محاصرين من عدة جوانب، حيث تحاصرهم الطبيعة القاسية من جهة وتجاهل المسؤولين من جهة أخرى، وهو التجاهل الذي يحرمهم من أبسط حقوق العيش الكريم... حرمان من الماء الشروب من نماذج إهمال الشأن العام، نذكر المعاناة التي يتخبط فيها سكان جماعة تمزكدوين التابعة لإقليمشيشاوة، خاصة دوار تزكين آيت خطاب،والتي يمكن اعتبارها نموذجا لسوء التسيير من طرف القائمين على الشأن المحلي بالمنطقة ،حيث يعيش السكان ظروفا أقل ما يقال عنها إنها بعيدة كل البعد عن توفير الكرامة المطلوبة التي يضمنها الدستور، الشيء الذي يجعلهم مواطنين من درجة دنيا. فمعاناتهم تبتدئ من أهم ضروريات الحياة المتمثلة في الماء، إذ لا تتوفر الدور على ربط بالمياه الصالحة للشرب، بل يضطر السكان للتنقل مسافات طويلة قصد جلبه، مع العلم أن هناك عدة مشاريع صُرفت ميزانيتها على أشغال إيصال الماء إلى هذه الدواوير، وبالتالي إلى منازل السكان، لكن هذه الأشغال لم تكتمل أو أنها لم تنجز بالطريقة الصحيحة، إذ نجد الأنابيب التي كان من اللازم أن تمر تحت الأرض، بارزة فوقها وبادية للعيان، دون أدنى احترام للمواصفات التقنية المعمول بها في هذا المجال، مما أدى إلى حرمان عدد كبير من الدواوير، خاصة دوار تزكين آيت خطاب، من المياه الصالحة للشرب. وعورة المسالك همّ آخر ينضاف إلى مشاكل السكان التي لا تنتهي، فزيادة على العزلة التي تسببها، يفرض عليهم مسؤولو الجماعة عزلة أخرى كعقاب لهم، بسبب مقاطعتهم للانتخابات الأخيرة نتيجة عدم رضاهم عن تسيير شؤونهم الجماعية، حسب ما صرح به أحد سكان دوار تزكين، إذ أن ربط دوارهم بالطريق الوطنية لا يزال في خبر كان والميزانية التي رصدتها عمالة الإقليم منذ ما يزيد عن سبع سنوات لإصلاح الطريق وتعبيدها يُجهل مصيرها، يضيف أحد السكان بحسرة كبيرة،ويبقى الدوار معزولا عن العالم الخارجي، خاصة في فصل الشتاء حين يستحيل استعمال المسلك الوحيد غير المعبد الذي يعتبر المتنفس الفريد لساكنة الدوار، إذ حتى العربات المجرورة بالدواب تجد صعوبة كبيرة لتجاوزه مما يحرم الساكنة من التزود بالوسائل الضرورية للحياة من مواد غذائية وغيرها، لكون السيارات الكبيرة التي كانت تزودهم بها لم تعد تجرؤ على استعمال هذه الطريق التي تسبب أعطابا كثيرة لسياراتهم مما يجعلهم يُحرمون من المواد الغذائية وغيرها من احتياجاتهم اليومية. تدهور صحي وطرقي.. ونقائص أخرى تعاني المنطقة أيضا من عدم توفر الجماعة على مستوصف يلجأ إليه السكان، وحتى إذا تكرمت الجماعة بنقل المرضى إلى مستشفى إمنتانوت أو شيشاوة، فإنها تجبر الساكنة على أداء ثمن الكازوال، مع العلم أن سيارة الإسعاف تسخر في كثير من الأحيان للقيام بمهمات لا علاقة لها بنقل المرضى. العلاجات الضرورية بالنسبة لساكنة دوار تزكين آيت خطاب شيء صعب المنال، بل مستحيل أحيانا، ليترك المرضى يعانون في صمت رهيب يتبعه صمت غريب للمسؤولين عن شؤونهم. معاناة سكان دوار تزكين ايت خطاب لا تقف عند هذا الحد، بل حتى يوم السوق الأسبوعي يعد جحيما لا يطاق بالنسبة لهم، لكون المسلك الذي يؤدي إلى هذا السوق لا تسلكه الدواب إلا بصعوبة كبيرة، زد على ذلك أن الجماعة لا تتوفر دواويرها على ممرات على الطريق السيار، الشيء الذي يجبر السكان على المرور من مجاري المياه كالدواب، مع ما يعنيه ذلك من تعرضهم وقطعان ماشيتهم، إلى عمليات سرقة محتملة في الساعات الأولى من الصباح،ومما يؤزم الوضع انعدام الإنارة بجل دواوير الجماعة، التي لا يستفيد سكانها من الثروات التي تتوفر عليها والتي تجني أموالا طائلة لا يعلم قاطنوها أين تصرف، إذ أن هناك محميات قنص تدر ربحا على الجماعة لكنه لا يستغل في رفع العزلة عن هذه المناطق النائية التي تئن تحت وطأة تدبير يعاكس تيار التنمية. وبالرجوع إلى مشكل الماء والذي يعد من النقائص التي تعرفها جماعة تمزكدوين، فإن الاحتجاجات الصادرة عن السكان تبقى حبيسة المنطقة ولا تتعداها إلى الأجهزة الوصية، وحتى إذا تسربت أخبار الاحتجاجات ولو مكتوبة إلى العمالة، فإنها تقبر في مهدها بقدرة قادر، يقول أحد سكان دوار تزكين، الأكثر تهميشا بسبب مواقف سكانه غير الراضية على تسيير أمور الجماعة. ومن جهة أخرى، تبقى تساؤلات السكان بخصوص عدم الاستفادة من مداخيل الجماعة دون إجابة، بالمقارنة مع مداخيل جماعات أخرى مجاورة تتوفر على الحد الأدنى من وسائل العيش الكريم لمواطنيها من قبيل الإنارة العمومية، التي ذكرنا سابقا، حيث أن دواوير تزكين تعيش في ظلام دامس بسببها رغم توفره على خمسة أعمدة كهربائية تبقى مجرد ديكور يؤثث وحشة الدوار وعزلته لا غير، بحجة أن تشغيل هذه المصابيح يكلف الجماعة مصاريف مهمة. يضاف إلى ذلك مشكل تزويد الدوار بالماء الصالح للشرب، وهذه معضلة يجب بشأنها إيفاد لجنة لتقصي الحقائق، لكون برج الماء الذي شيد يبقى خارج الخدمة بسبب عدم انتهاء الأشغال،و بحجة عدم اقتناء الشركة التي فازت بالصفقة للمضخة الكهربائية، مع العلم أن إدارة المياه والغابات التي توجد محمية للغزلان قربه هي التي قامت بحفر البئر لفك العزلة عن دوار تزكين الذي توجد به المحمية المذكورة، لكن الغريب في الأمر أن تقنيي الجماعة آنذاك ،وحسب مصادرنا من هناك، أشَّروا على صفقة ربط مساكن الدوار بالماء الصالح للشرب في صفقة أثارت الكثير من التساؤلات، مع العلم أن الخراطيم المستعملة غير مطابقة لمشاريع من هذا النوع، خصوصا بالنسبة لحجمها وطريقة وضعها بشكل مكشوف فوق سطح الأرض، بدلا من دفنها تحته، كما تقتضي المعايير التقنية لمثل هاته الأشغال. خلاصة القول أن قدر سكان جماعة تمزكدوين التابعة لإقليمشيشاوة دائرة إمنتانوت قيادة دمسيرة، وخاصة سكان دوار تزكين أيت خطاب المغضوب عليهم من طرف رئاسة الجماعة لمواقفهم الاحتجاجية المعقولة، هو العيش تحت وطأة تدبير مسؤولين لا تهمهم المصلحة العامة، حيث تغيب عن أجنداتهم معاناة السكان الذين لا يرغبون إلا في عيش كريم وتوفير أدنى ضروريات الحياة الآدمية وتحقيق مطالبهم المشروعة التي يضمنها الدستور، لكل هذا فإنهم يتوجهون إلى الجهات الوصية، في شخص عامل المنطقة المعين مؤخرا على إقليمشيشاوة، قصد الالتفات إلى ما يجري في هذه الجهة المنسية والعمل على رفع الضرر عنهم وجعل الاطمئنان يعود إلى قلوبهم ، بعيدا عن أي شطط كيفما كانت طبيعته ، علما بأن عزمهم كبير على طرق كل الأبواب واتخاذ جميع الأشكال الاحتجاجية السلمية من أجل لفت الانتباه إلى أوضاعهم القاهرة.