أضحى سكان عدة دواوير تابعة للجماعة القروية تمزكدوين بتراب عمالة إقليمشيشاوة، تحت وطأة العزلة ،عقب إصلاح الطريق المؤدية من جماعة تمليلت إلى جماعة أسايس التابعة لإقليمالصويرة، وذلك من طرف إدارة المياه والغابات، حيث أصبح أصحاب السيارات التي كانت تضطر للمرور من الطريق المؤدية لهاتين الجماعتين من دواوير أسيف أوزدار، أسيف، أفلا وتزكين، يفضلون سلك الطريق التي أصلحت، مما أدى إلى انقطاع تزويد هذه الدواوير التابعة لجماعة تمزكدوين ، بمتطلباتها اليومية وربط الاتصال بالعالم الخارجي، إذ فضلت هذه السيارات الكبيرة المرور من طريق لا تلحق أعطابا بها ، نظرا لما تعاني منه الطريق المؤدية لهذه الدواوير من مطبات طبيعة ناتجة عن كثرة الأحجار والحفر، حيث أنها لا تصلح بتاتا حتى للعربات المجرورة ،مما جعل السكان يستعملون وسائلهم الخاصة، بعد غياب تدخل جماعتهم، من أجل فك العزلة عنها واستجداء عطف أصحاب سيارات النقل لمعاودة سلك طريقهم، إذ عملوا في مجموعات تتكون من أهل هذه الدواوير ،على إصلاح ما استطاعوا إليه سبيلا ، في تجاهل تام من طرف مسؤولي جماعة تمزكدوين «والتي فقدنا فيها أمل فك العزلة عن أسرنا « يقول أحد سكان دوار أسيف أوزدار. وبسبب هذه الحالة الشاذة والتي أدت إلى عزلة هذه الدواوير، التي تضم تجمعات سكنية مهمة وتشكل نسبة هامة من الكثافة السكانية الممثلة لجماعة تمزكدوين ،عملت العائلات على الاجتماع فيما يعرف بالمنطقة «بالمعروف» ، لتدارس هذا الوضع الكارثي، المتمثل في العزلة التي تعرضت لها هذه الدواوير، والعواقب الوخيمة الناتجة عن ذلك، من انقطاع تزويدهم بالمؤونة التي كانت توفرها سيارات النقل التي كانت تسلك طريقهم المتردي، حيث خلصوا في نهاية اجتماعهم ، إلى الخروج بعدد من المطالب منها «إيجاد حل عاجل، تمثل ، كما سبق الذكر، في القيام بإصلاحات في الطريق التي تربطهم بالعالم الخارجي بوسائلهم البدائية الخاصة ، إضافة إلى الاتفاق على القيام بكل الأشكال الاحتجاجية للفت الانتباه لمعاناتهم ، وذلك من قبيل تنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر عمالة شيشاوة وجماعة تمزكدوين». ويعتبر مشكل إصلاح الطرق والمسالك المؤدية إلى دواوير الجماعة القروية تمزكدوين، من أهم المشاكل التي تؤرق بال السكان ، والذين تستفحل محنتهم في مجالات حيوية أخرى، إذ يقول أحد سكان دوار أسيف أفلا : «إن كيفية تدبير شؤون دواويرنا تجعلنا نحس بأننا مواطنون من درجة أدنى، فمثلا نجد دوار أسيف أفلا يتزود سكانه بالماء الصالح للشرب عبر قنوات وسواقي غير صالحة، إضافة إلى انعدام الإنارة العمومية ،وهو الشيء الذي تعاني منه غالبية دواوير المنطقة». وبخصوص تزويد المنازل بالماء الصالح للشرب، فقد سبق أن تطرقت الجريدة لهذا المشكل في مقال سالف، أوضحت فيه «عيوب ونقائص» الصفقة الخاصة بذلك، إذ أن أبراج الماء التي أنشئت تعد ديكورا لا غير، لأنها معطلة، حيث لم تشغل لحد الساعة، كما هي حالة صهريج الماء بدوار أسيف أوزدار والذي أنشئ منذ 2007 ، وهو الذي يتكون من تجمعات تسمى « كينيت - تنمرت وأمسول»، وتضم كثافة سكانية لا بأس بها تعاني من مشاكل يومية كثيرة، نجملها في المسالك الوعرة وعدم توفير أقل ما يمكن من ضروريات الحياة، مما يجعل الساكنة تطالب الجهات الوصية «بإيفاد لجنة لتقصي الحقائق ومعاينة العزلة التي يعيشونها في ظل التهميش الذي يطالهم ، وكذا التحقق من المشاريع التي تذهب إليها الميزانية المرصودة من طرف من وكلت لهم مهمة تدبير شؤونهم».