يحبل الخطاب العمومي ، خاصة خلال الحملات الانتخابية، لدى أحزاب سياسية «مناسباتية «، بالوعود المتعلقة «بتنمية العالم القروي وإخراجه من العزلة التي يتخبط فيها منذ عقود «، حيث يعمل دائما سماسرة الانتخابات على استغلال بساطة مطالب ساكنة هذه النواحي ممن تشبثوا بالبقاء بأرض أجدادهم وعدم مغادرة مسقط الرأس، عبر إغرائهم بأوهام كثيرة تتبخر بمجرد الوصول إلى مراكز القرار، رغم أن جل مطالب هذه الساكنة تتجسد أساسا في توفير أدنى ظروف العيش التي تضمن كرامتهم، من إنارة، ماء شروب، طرق معبدة أو مسالك تسمح لهم بقضاء أغراضهم بشكل معقول، توفير مراكز صحية، ووسائل نقل لفك العزلة عنهم، إلى غير ذلك من مطالب سهلة التحقيق ولا تتطلب رصد ميزانية ضخمة. يحبل الخطاب العمومي ، خاصة خلال الحملات الانتخابية، لدى أحزاب سياسية "مناسباتية "، بالوعود المتعلقة "بتنمية العالم القروي وإخراجه من العزلة التي يتخبط فيها منذ عقود "، حيث يعمل دائما سماسرة الانتخابات على استغلال بساطة مطالب ساكنة هذه النواحي ممن تشبثوا بالبقاء بأرض أجدادهم وعدم مغادرة مسقط الرأس، عبر إغرائهم بأوهام كثيرة تتبخر بمجرد الوصول إلى مراكز القرار، رغم أن جل مطالب هذه الساكنة تتجسد أساسا في توفير أدنى ظروف العيش التي تضمن كرامتهم، من إنارة، ماء شروب، طرق معبدة أو مسالك تسمح لهم بقضاء أغراضهم بشكل معقول، توفير مراكز صحية، ووسائل نقل لفك العزلة عنهم، إلى غير ذلك من مطالب سهلة التحقيق ولا تتطلب رصد ميزانية ضخمة. إن سكان هذه المناطق، في معظم أنحاء البلاد، لا يطالبون بالكماليات، بل همهم الوحيد هو توفير أقل ما يمكن من ضروريات الحياة الكريمة ،وطالما انتظروا من نوابهم تحقيق ذلك، بل منهم من ازداد أمله، رغم خيبة رجائه، بعد إعطاء صوته لمن يمثله، ولاية بعد أخرى، عسى أن يستحيي هذا النائب وينظر بعين الرحمة لإنقاذ هؤلاء السكان من معاناتهم، حيث غالبا ما يستغل هذا الرئيس أو ذاك طيبوبة الساكنة التي لا تريد نشر غسيل منطقتها للعموم، لأنها تحافظ دائما على روابط القبيلة والدم، باعتبار أن أغلب نوابها يكونون عادة من أبناء المنطقة! نهج تدبيري يعاكس مصالح السكان تعاني ساكنة الجماعة القروية تمزكدوين التابعة لعمالة اقليمشيشاوة دائرة امنتانوت قيادة دمسيرة، والتي تتكون مما يقارب 18 دوارا يطلق عليهم آيت خطاب، من نهج رئاسة الجماعة، المتهاونة في تنفيذ مشاريع مسطرة،حيث يتساءلون عن ميزانية الولايات الثلاث التي قضاها الرئيس أين ذهبت، "لأنه خلال خمس عشرة سنة لم يقدم لنا شيئا يذكر، اللهم بعض الترقيعات لذر الرماد على العيون، إذ مازالت الساكنة تعيش في ظروف كارثية "يصرح بعض سكان داور أيت خطاب لجريدة الاتحاد الاشتراكي. مع أولى الخطوات بالطريق المؤدية إلى الدوار السالف الذكر، يلاحظ أن هناك طريقا لا تصلح حتى للعربات المجرورة بالدواب لكثرة الحفر وتآكل جنباتها ، وذلك على طول 11 كيلومترا، إذ تشاهد على طول هذه الطريق حفرا مملوءة بتراب أحمر، وهي عملية لاتتم بواسطة عمال الجماعة التي يرأسها "العدالة والتنمية"، ولكن من طرف أطفال لم يبلغوا سن الرشد بعد، يعملون طيلة اليوم ويستجدون دراهم من طرف مستعملي هذه الطريق التي تلحق، رغم مجهودات أطفال المنطقة، أعطابا بالسيارات التي "تجرؤ"على المرور بها. تحملنا حفر هذه الطريق التي تؤدي إلى دوار آيت خطاب كنموذج لما تعيشه ساكنة الجماعة ، لكن مرافقنا من هذا الدوار كان طيلة 11 كيلومترا يعدنا للأسوأ، حيث بمجرد الوصول إلى علامة تشوير تحدد اتجاه محمية للعزلان لتزكين، يبدأ مسلسل رعب حقيقي مع طريق أو مسلك حجري طوله 18 كيلومترا للوصول إلى دوار آيت خطاب،إذ تطلب منا الوصول إلى الدوار ساعة بالتمام والكمال. إنها معاناة يومية لسكان دوار تزكين، وهو واحد من أكبر دواوير آيت خطاب بجماعة لا يقل عدد سكانها عن 10 آلاف نسمة. معاناة ساكنة تزكين مع هذه الطريق غير المعبدة، طالت لسنوات، حيث، حسب مرافقنا الذي فضل عدم ذكر اسمه، بعد أن استبشروا خيرا مع زيارة لعامل اقليمشيشاوة آنذاك في 2007، إذ استفسر العامل رئيس الجماعة بشأن المشكل المطروح في عدم تعبيد هذه الطريق والتي لا يتجاوز طولها 18 كيلومترا "فكان الجواب أمام أعيان القبيلة، أن ميزانية الجماعة غير قادرة على تحمل مصاريف انجازها لأنها لا تتوفرإلا على 80 مليون سنتيم والطريق لا يمكن أن تنجز بأقل من 140 مليون سنتيم"، ووفق المصدر ذاته"فقد تكفلت العمالة بصرف 60 مليون سنتيم قصد إنجازها، إلا أن الرئيس بعد ذلك ولما استفسره بعض سكان الدوار عن عدم انجاز المشروع أجاب أن المبلغ أعيد للعمالة من أجل أعمال خيرية". و"هو جواب غير مقنع وغير منطقي، حسب السكان، الذين يطلبون من الوزارة الوصية،إيفاد لجنة تفتيش، قصد افتحاص ميزانية الجماعة منذ تولي رئيسها إدارة شؤونها والتي بلغت الآن ثلاث ولايات تحت غطاء لونين حزبيين ". وحسب بعض أبناء المنطقة " فالسكان يلحون على ضرورة معرفة مصير الميزانية المخصصة لإصلاح الطريق، مع العلم أن الجماعة المحاذية لجماعتنا عملت على إتمام دراسة مشروع تهيئة الطريق رقم 2238 ،والتي تربط اقليمشيشاوةبإقليمالصويرة، عبر طريق مؤدية إلى تمنار مما سيفك العزلة عن دواوير هذه الجماعة، والتي عرض رئيسها على رئيس جماعة تمزكديوين المساعدة في إنجاز هذه الطريق وفك العزلة كذلك عن دواوير جماعته، إلا أنه رفض بحجج واهية». مسالك وعرة من زمن آخر إلى جانب الطريق غير السالكة، والتي تعتبر المنفذ الوحيد لدوار تزكين ومحمية الغزلان، والتي ساهمت بشكل فعال في إصلاح بعض مقاطعها، خاصة تلك القريبة من المحمية، المديرية الإقليمية للمياه والغابات، هناك مسلك آخر وعر يضطرالسكان إلى سلكه، لأنه الوحيد المؤدي إلى السوق الأسبوعي للجماعة، وهنا يحس السكان بكل أنواع التهميش ،لأنهم يضطرون إلى عبور قناة تصريف المياه الضيقة، والتي توجد تحت الطريق السيار المؤدي إلى أكادير، إذ يعمدون إلى عبورها مثنى مثنى بمعية دوابهم، علما بأنها لاتسع سوى شخص واحد في المرور مع ما يحفهم من مخاطر التعرض للسرقة والاعتداء ،خاصة في الساعات الأولى من الصباح، قصة هذا المعبر هي الأخرى يتحسر من روايتها سكان الدوار المذكور، والذين طالبوا الرئيس أثناء أشغال إنشاء الطريق السيار، على غرار الجماعات المجاورة، بحث الشركة المكلفة بأشغال الطريق السيار على برمجة قنطرة لعبور الساكنة نحو السوق الأسبوعي، وبالتالي لمقر جماعتهم، وهو الشيء الذي وعدهم به الرئيس إلا أن المفاجأة كانت مدوية لما انتهت الأشغال ولم تنجز القنطرة ،وما كان من تبرير لذلك من طرف رئيس الجماعة أن الشركة نسيت أن تنجزها؟ تبرير عجيب يستغل بساطة وحسن نية السكان، علما بأن المشاريع الضخمة، خاصة بالنسبة لبناء طريق سيار من حجم الذي يربط مراكشبأكادير، لابد أن يخطط مسبقا لكل شيء ولا مجال هنا للنسيان. نقائص بعيدة عن الأضواء إضافة إلى ذلك، يستغل مسؤولو الجماعة كون أن الاحتجاجات التي قد تصدر من بعض ساكنة دواوير جماعة تمزكدوين، تبقى حبيسة المنطقة ولا تتعداها إلى الأجهزة الوصية، وحتى إذا تسربت إلى «العمالة» أخبار عن مثل هذه التجاوزات، «فإن جميع الشكايات تقبر بقدرة قادر في مهدها»، يقول مصدرنا. ومن جهة أخرى يتساءل سكان جماعة تمزكدوين عن مدى استفادتهم من مداخيل الجماعة والتي تعد مهمة بالمقارنة مع الجماعات المجاورة، إذ أن الإنارة العمومية مثلا بدوار تزكين لا تتعدى خمسة مصابيح، ولكن لا تستخدمها الجماعة بحجة أن الإنارة تكلفها مبالغ مهمة، ليبقى السكان في ظلام دامس بمجرد غروب الشمس» . وتبقى أعمدة الإنارة العمومية عبارة عن ديكور يؤثث وحشة وعزلة الدوار. يضاف إلى ذلك وضع تزويد الدوار بالماء الصالح للشرب، وهذه معضلة أخرى من معضلات هذه الجماعة، حيث أن «برج الماء « CHATEAU D›EAU، والذي شيد منذ أكثر من خمس سنوات، لا يشتغل، إذ أن المضخة الكهربائية لم توفر من طرف الشركة التي فازت بالصفقة، مع العلم أن البئر أنجز من طرف إدارة المياه والغابات لفك العزلة عن دوار تزكين. ولكن الأدهى من ذلك أن تقني الجماعة أشر على صفقة ربط مساكن الدوار بالماء الصالح للشرب في صفقة أثارت التساؤلات، دائما حسب مصدرنا، لكن الخراطيم المستعملة تبدو غير مطابقة لمشاريع من هذا الشكل ،خصوصا بالنسبة لحجمها وطريقة وضعها بشكل مكشوف فوق الأرض، بينما ينبغي أن تدفن في الأرض، إضافة إلى أن جل الأشغال المرتبطة بهذا المشروع غير ملائمة،كما لاحظنا في عين المكان. وبالنسبة للصحة، فإن السكان استبشروا خيرا لاقتناء الجماعة لسيارة إسعاف، لكن أملهم يخيب عندما يريد أحدهم الاستفادة منها، لأن التسعيرة التي يفرضها السائق عليهم تكون مرتفعة حيث صرح لنا شخص من دوار تزكين، أنه أراد نقل زوجته إلى أكادير فأدى مجبرا مبلغ 700 درهم، بينما آخر كان مضطرا لنقل أمه لتعالج بوجدة لأداء مبلغ 2500 درهم ثمن الكازوال. كما يؤدي من أراد التنقل إلى المركز الصحي بإمنتانوت مبلغ 450 درهما ، علما بأن الرئيس ونوابه ينتقلون بكازوال الجماعة دون حسيب أو رقيب ،وفق ما صرح به معظم ساكنة دوار تزكين آيت خطاب. كما أن آليات الجماعة مركونة بمقر هذه الأخيرة بذريعة أن الكازوال يستنزف ميزانية الجماعة، والتي كان الأجدر بها مثلا إصلاح المسلك الذي يربط الدوار بالعالم الخارجي حتى يصبح نوعا ما صالحا للاستعمال. هنا يطرح سؤال كبير: كيف يتم إلزام مواطنين بسطاء بأداء ثمن كازوال سيارة الإسعاف، علما بأن حالتهم المادية جد مزرية بهذه المناطق الجبلية ؟ منطقة غنية لا يستفيد سكانها من مؤهلاتها جماعة تمزكدوين تعد من الجماعات «الغنية» طبيعيا، لكونها تجني من المنطقة الغابوية التي تتواجد بها أرباحا مهمة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك مناطق للصيد المؤجر والذي يدر على الجماعة مبالغ كثيرة، إضافة إلى المشاتل والأغراس. لكن يبدو أن قدر ساكنة دوار تزكين آيت خطاب التابع لجماعة تمزكدوين إقليمشيشاوة ، جعلهم تحت وطأة تدبير مسؤولين لا يبحثون إلا عن المنفعة الشخصية، دون استحضار معاناة السكان الذين لا يرغبون إلا في عيش كريم وتوفير أدنى ضروريات الحياة الآدمية، وتحقيق مطالبهم المشروعة، التي يضمنها الدستور، لهذا فهم يتوجهون إلى الجهات الوصية، قصد الالتفات إلى ما يجري في منطقتهم المنسية، والعمل على رفع الضرر عنهم وجعل الاطمئنان يعود إلى قلوبهم، بعيدا عن أي شطط كيفما كانت طبيعته.