يبدو أن قدر سكان دوار تزكين المكون من تجمعات "إمهاشن" التابع لجماعة تمزكدوين yقليم شيشاوة، هو التهميش والمعاناة طيلة أوقات السنة بفصولها الأربعة وفي كل المجالات. فإذا كان بناء صهريج المياه الذي استبشر به السكان خيرا بظنهم أنهم سيستفيدون من المياه الصالحة للشرب بصنابير منازلهم والذي أصبح أطلالا معرضا لتعرية الزمن بسبب عدم تشغيله بالرغم من الميزانية الهائلة التي صرفت على مشروع تشغيله، والذي يظل يطرح علامة استفهام كبيرة خاصة من طرف الساكنة التي تعاين الأنابيب البلاستيكية الظاهرة فوق الأراضي دون ربطها بالصهريج المذكور أو المنازل، وتتساءل عن تلك الأموال ومصيرها مطالبة الجهات المسؤولة المركزية بالتحقيق في صفقة صهريج مياه دوار تزكين ومشروعه الموقوف التنفيذ والذي يجعل معاناة السكان تزيد يوما بعد آخر في تجاهل تام من طرف من أوكلت إليهم إدارة شؤونهم. تهميش دوار تزكين مع سبق الإصرار من طرف القائمين على أمره لا يقف عند هذا الحد، بل أشكاله أنواع وألوان، فالطريق أو المسلك -بتعبير أدق- الذي يربط الدوار بالعالم الخارجي؛ وبالتالي بدوار أسيف أفلا والمسمى بأسدرم، والذي كان قد أعطى عامل إقليمشيشاوة السابق منحة لجماعة تمزكدوين برئاسة الرئيس الحالي قصد تعبيد الطريق وإصلاحه والذي رصدت له ميزانية قدرت ب140 مليون سنتيم تبخرت دون أن تنجز طريق اسدرم التي تعد جحيما لكل من تجرأ وسلكها بسيارته والتي يبقى مصير ميزانيتها مجهولا لحد الساعة ومنذ 2007 دون أن تحرك الجهات الوصية ساكنا، إذ أصبح المال العام مستباحا دون حسيب أو رقيب، يعلق أحد الناشطين الجمعويين بدوار تزكين. وإذا كان مصير سكان تجمعات امهاشن بدوار تزكين مواجهة مصيرهم خاصة في ظل الظروف المناخية الحالية التي تعرفها جل مناطق المملكة وخصوصا المناطق الجبلية، وذلك بإجبارهم على سلك طريق غير صالحة بتاتا حتى للعربات المجرورة بالدواب قصد قضاء أغراضهم بالسوق الأسبوعي، فإن جماعة تمزكدوين. ومع إثارة الجريدة، سابقا، لبعض النقائص التي تعرفها الجماعة ومنها طريق اسدرم، أقدمت الجماعةعلى جلب شاحنات رمال أفرغت في بعض جنبات هذه الطريق لذر الرماد على العيون، إلا أنه سرعان ما جرفتها أمطار الخير وجعلت الطريق خارج الخدمة لأيام، معرية بوضوح الحلول الترقيعية لهذه الجماعة التي يطالب سكانها الجهات المسؤولة بإيفاد لجن لتقصي الحقائق وافتحاص كل الصفقات التي أنجزتها الجماعة على مدى العشر سنوات الأخيرة والتي صرفت ميزانيتها دون إنجاز على أرض الواقع. أما التعليم بدوار تزكين فيعد معضلة أخرى، إذ أن المدرسة، عفوا القسم الوحيد الموجود والذي بني على أرض هبة من أحد سكان الدوار، فإنه يضم جميع المستويات الابتدائية مما يجعل مبدأ تكافؤ الفرص والحق في التعليم يحرم منه أطفال الدوار المذكور في مدرسة-قسم بدون مرافق صحية أو إضاءة. "نأمل أن تصل آهاتنا وآلامنا، يقول أحد السكان، إلى من يهمهم الأمر، قصد تخليصنا من هذه المعاناة والتهميش الذي يفرض علينا ممن وكلناهم إدارة شؤوننا صونا لكرامتنا، وحتى نحس بأننا مواطنون كباقي المغاربة، وحتى نعلم أننا فعلا في دولة الحق والقانون، وإعمالا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة".