تمكن القيادي الأسبق في جماعة الشبيبة الإسلامية، لخضر بكير (وسط الصورة)، من العودة صباح اليوم إلى المغرب، بعد أن قضى أزيد من 28 سنة في منفاه بطرابلس الليبية، حيث سبق لغرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء أن أصدرت عام 1985 حكمها الغيابي بالإعدام في حقه، رفقة ما سمي آنذاك "مجموعة بلقاسم الحاكمي"، التي ضمت 26 قياديا في الجماعة. واستُقبل لخضر بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، إضافة إلى زوجته وأخته، كل من عبد الله عماري، القيادي في حزب النهضة والفضيلة، وعبد الرحيم مهتاد، القيادي الأسبق في الشبيبة الإسلامية، إضافة إلى معتقلين يساريين سابقين، هما عبد السلام شفشاوني ومبارك افكوح، تم إيفادهما لاستقبال لخضر بإسم المجلس الوطني لحقوق الإنسان، فيما سيتوجه العائد إلى مسقط رأسه بوجدة بعد إقامة حفل خاص بعودته. ويعد لخضر بكير، 49 سنة، من القيادات البارزة في جماعة الشبيبة الإسلامية التي حوكمت غيابيا بالإعدام عام 1985، بتهم ارتكاب جناية "المس بأمن الدولة الداخلي عن طريق الاعتداء الهدف منه إحداث التخريب والتقتيل"، قبل أن يشمل المجموعة وباقي أعضاء الجماعة المنفيين، المقدر عددهم حوالي 20 شخصا، العفو الشامل بمقتضى "طيّ صفحة الماضي". من جهته، قال عبد الله عماري، في تصريح لهسبريس، إن العفو شمل المنفيين الإسلاميين واليساريين على السواء عام 1994، "إلا أن ملف الإسلاميين المنفيّين ظل عالقا لوحده"، مشيرا إلى أن تفعيل العفو عاد ليطبق على الفئة المذكورة خلال السنوات العشر الأخيرة. وأضاف عماري أن قيادات الجماعة ظلت تتوافد بشكل فردي وفق إجراءات شخصية وتسوية قضائية استنادا على مبدأ تقادم الأحكام الجنائية، مشيرا أن ظروف عودة لخضر بكير وسمت بالعادية ودون أي إحراج، "لخضر الآن حر طليق داخل وطنه، بعد أن عاش ظروفا صعبة في ليبيا بعد الأحداث الأخيرة.. وسيعود إلى أهله بعد أن فقد أبويه دون أن يراهما".