يُنظم منذ سنوات مهرجان "تامونت" بتيغسالين، على غرار باقي جماعات المنطقة، من ميزانية الجماعة وبدعم من الدولة من خلال وزارتي الداخلية والثقافة ومتدخلين آخرين، لا لشيء سوى لتكريس الاستخفاف بطاقات المنطقة وتحسيسها بالنقص والتهميش، لأن المسؤولين عن المهرجان و"التخطيط" له يعتقدون أنهم باستقدامهم لشخصيات مُكلفة وفناني المركز المشهورين، والتباهي بهم أمام ضعفاء تيغسالين بالصور، هو رقي بالمنطقة لا احتقارا لها واختزالا لمن فيها. تيغسالين بلدة غنية بالمواهب والطاقات الشابة والطموحة، القادرة على الاحتراق ليل نهار من أجلها، لكنها مهمشة تماما وملغاة إلى أجل غير مسمى من طرف منظمي المهرجان. فميادين فنية كثيرة وفاعلة في المنطقة جُعِلَت لها إطارات جمعوية تم ثقبها منذ البداية بالتجاهل والتغييب في برنامج "الفيشطة"، لأن المنظمين يعتبرون أن مطرب الحي لا يطرب وهكذا أصبح مهرجان "تامونت" المبتذل لا يُضحك إلا المبذرين لميزانياته في فلكلرة ثقافة أهل المنطقة، والسطو على هويتهم الأمازيغية واستبدالها بهوية المركز، وفي استحمارهم "على عينك أبن عدي". تناقلت مؤخرا ألسنة ما يفيد أن أغلبية أعضاء المجلس الجماعي صوتوا على تنظيم "الفيشطة" السنوية وألغو مشروع بناء ملعب رياضي بالبلدة، وهذا أمر عادي جدا، لأن الربح السريع وغير الخاضع للمراجعة والتثبت من المصادر، يتحقق بتنظيم مهرجان مرتجل ذو برنامج سطحي حتى الخواء ولا يحتاج إلى جهد ومصاريف كبيرين. و بالمقابل بناء ملعب لكرة القدم سيدخل أجهزة أخرى في القضية وبالتالي يكثر المتدخلون والملاحظون، وتنحصر الإستفادة المادية في مستوى قد لا يطاله أعضاء المجلس الجماعي وهكذا يحرمون من الرقص و "تَاشْيَّاخْتْ". فلماذا الاستغراب من تصويتهم لصالح مصالحهم الذاتية ؟ نعم مهرجان "تامونت" بتيغسالين يحقق "الفْرَاجَة" ويكون متنفسا يخفف من هول ضغوطات الحياة على الناس ولو أياما قليلة، لكنه مطلقا لا يحقق الفُرجة والإفادة ولا يداوي جروح المجتمع بل يخدرها فقط، والوضع لا يحتاج إلى مزيد من المخدرات بقدر ما يحتاج إلى وعي بالآلام وسعي إلى مداواتها، ومهرجانكم لم يزدنا غير الإحساس بالاغتراب والغرابة. لقد اقتربت الانتخابات أيها الناس ! فتيقظوا وعوا وأبصروا صنائع هؤلاء، واعزفوا عن بيع أصواتكم لمن هب ودب أو كان له جذر ما في المنطقة أو اسم يتردد على الأسماع، حتى كاد يكون الله في معتقدات المستغفلين من البسطاء والتقليديين والتقليدانيين.