تعيش مجموعة من الدواوير التابعة لجماعة سيدي لامين كهف النسور بخنيفرة أوضاعا مزرية نتيجة غياب أي رؤية استشرافية للمستقبل بفعل التهميش والتجاهل المستمر وخاصة ما يتعلق بالبنى التحتية، فبالرغم من تصنيف الجماعة من ضمن الجماعات ذات المداخيل تبقى جل الدواوير حبيسة ما هي عليه. ونورد ضمن هذه المقالة منطقتي "بويبنغار" و "تادارت" حيث تعاني الساكنة الأمرين من سوء أوضاع الطرق والقناطر، فالمنطقتين تبعدان عن مركز كهف النسور على التوالي بمسافة 15 كلم و10 كلم، وكلها غير معبدة وتعرف أسوأ الأحوال في الفترة الشتوية والعواصف الرعدية، هذه الطريق توجد فيها على بعد أربع كيلومترات من المركز قنطرة تحمل اسم "قنطرة أسيف ن أيت بنعلا" وهي مبنية بطريقة تطرح أكثر من علامة استفهام، إذ أنه بمجرد سقوط قطرات مطرية يصعب على أي عربة نقل أن تصل إلى ظهرها نتيجة الوحل والحفر التي توجد على أطرافها والفيديو أسفله يشخص الوضعية. وأمام هذا الوضع الكارثي تضطر ساكنة المنطقتين وهم في غالبهم من قبيلة أيت عمو عيسى إلى الاستعانة بالدواب والجرارات من لأجل نقل المؤونة والأعلاف الخاصة بالماشية، مما جعل العديد منهم يقررون الرحيل والهجرة، إما ناحية مركز كهف النسور أو مركز زاوية الشيخ أو نحو مدينة خنيفرة، الشيء الذي يؤثر سلبا عن المنطقة وعن الفرص الحقيقية للإقلاع الفلاحي الجيد الذي تعد المنطقة أرضا خصبة ووجهة للاستغلال الناجح، لذلك فالأحوال المزرية للبنى التحتية وغياب الدعم والمساندة للأسر المحلية التي تمارس الأنشطة الفلاحية جعلها تضطر إلى الارتماء في أحضان خيار الهجرة قسرا. وعلى صعيد آخر يعاني تلاميذ وأطر فرعية "تادارت" التابعة لمجموعة مدارس "أبرقي" من ذات الظروف المذكورة، لتتزايد المآسي داخل محيط التدريس بسبب البنية المتهالكة للمدرسة وغياب أي دور من أجل الحفاظ عليها وإصلاحها، فهي توجد في العراء دون حارس دون أن يتم تسييجها بسور يحفظها من عبث العابثين ومن السرقات المتكررة. وبالعودة إلى جماعة سيدي لامين قيادة كهف النسور يظهر أن المصالح الجماعية التي توجد تحت إمرتها هذه الدوائر لا تقوم بأدوارها خاصة إذا علمنا أن منطق المصالح الشخصية يسود على المصلحة العامة، ويظهر ذلك في التوزيع العنصري للخدمات على فئات نافذة.