في رد فعل جديد على أوضاع التهميش و«الحكرة» والإقصاء الاجتماعي، عاشت كروشن، إقليمخنيفرة، على إيقاع مسيرة شعبية حاشدة نظمها المئات من سكان المنطقة مشياً على الأقدام باتجاه خنيفرةالمدينة، في سبيل إيصال محنهم اليومية إلى السلطات الإقليمية، وكيف تجاوز صبرهم القدرة على تحمل أوضاعهم المزرية، الاجتماعية منها والاقتصادية والثقافية والبيئية والتعليمية، إلى جانب معاناتهم مع تردي البنى التحتية، والعزلة التي تتخبط فيها جل دواوير ومداشر المنطقة، علاوة على انعدام شروط الولوج للخدمات الأساسية ودعم مجالات التنمية. في رد فعل جديد على أوضاع التهميش و«الحكرة» والإقصاء الاجتماعي، عاشت كروشن، إقليمخنيفرة، على إيقاع مسيرة شعبية حاشدة نظمها المئات من سكان المنطقة مشياً على الأقدام باتجاه خنيفرةالمدينة، في سبيل إيصال محنهم اليومية إلى السلطات الإقليمية، وكيف تجاوز صبرهم القدرة على تحمل أوضاعهم المزرية، الاجتماعية منها والاقتصادية والثقافية والبيئية والتعليمية، إلى جانب معاناتهم مع تردي البنى التحتية، والعزلة التي تتخبط فيها جل دواوير ومداشر المنطقة، علاوة على انعدام شروط الولوج للخدمات الأساسية ودعم مجالات التنمية. المسيرة السكانية الحاشدة، التي أطلق عليها منظموها اسم «مسيرة الكرامة ورفع التهميش»، تم إيقافها، وهي في طريقها لخنيفرة، من طرف رئيس الجماعة القروية ورئيس الدائرة وعناصر أخرى من السلطة المحلية، في محاولة للتحاور السلمي، وأمام إصرار المحتجين على مواصلة مسيرتهم تم انتداب ممثلين عنهم لاستكمال الطريق نحو طاولة الحوار مع الجهات المسؤولة في الصحة والتعليم والتجهيز وعمالة الإقليم كمرحلة أولى، حيث استعرضوا أمام بعض هذه الجهات مطالب وهموم المنطقة، وعادوا بوعود لم يفتهم التشديد على ضرورة تفعليها بما يستجيب لتطلعات وأمال منطقتهم وحقهم في ضروريات الحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية، والمؤكد أن الأحوال بكروشن ما تزال غير مستقرة بسبب تمسك السكان بالتصعيد في حال عدم الاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة، وقد أعلنوا علانية أن المسيرة التي استجاب لها ما يربو عن ستمائة شخص ستكون بالآلاف في المرة المقبلة. وتأتي مسيرة سكان كروشن، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، من أجل المطالبة بإصلاح الطريق الرابطة بين القباب وأغزديس عبر كروشن، على خلفية عدم صلاحيتها للاستعمال ولا استفادتها من برامج «تقوية الطرق القروية»، وأنها لم تعد سوى أشبه بمسلك بري مليء بالحفر والأتربة التي تتحول في الأيام الماطرة إلى أوحال تعرقل مرور المواصلات بالأحرى الراجلين، وكم يطول الحديث عما يسمى ب «القناطر» هذه التي يصعب تسميتها إلا مجرد «معابر تقليدية» آيلة للانهيار في أية لحظة، ومنها قناطر تسفولة وبويسفراون وآيت علي وموسى، ثم قنطرة أروكو التي فات أن أنجزت في شأنها صفقة إلا أن عملية بنائها، على ما يبدو، لم تحترم الشروط التقنية، ما كشف عن غشها، وسهل على فيضانات وادي سرو جرفها بسهولة دون مساءلة أو محاسبة أو تحديد المسؤوليات. أما عن قنطرة آيت علي وموسى التي يعود تاريخها إلى الحقبة الاستعمارية، فقد للوادي أن جرفها هي الأخرى، وظل أمرها عرضة للإهمال إلى حين بادر أحد المواطنين المتضررين إلى تعويضها بقطع من شجر الأرز في سبيل مساعدة السكان على العبور، وعوض أن تخجل الجهات المسؤولة أو تتدخل لتجديد القنطرة، فوجئ الجميع بمتابعة المواطن المذكور بأداء ذعيرة على أساس استعماله قطع خشبية من شجر الأرز، علما أن القنطرة المعنية بالأمر تعتبر لدى الساكنة بمثابة المتنفس الوحيد لقضاء الأغراض والرابط الأساسي بالعالم الخارجي. وفي ذات السياق، حمل المحتجون إلى الجهات المسؤولة «ملف التعليم»، من خلال انشغالهم المستمر بمشكل انعدام ثانوية بالبلدة، ما يجبر أبناءهم وبناتهم على متابعة دراستهم إما بالقباب أو خنيفرة، مع ما يترتب عن ذلك من أعباء مادية، وفي غالب الأحياء لا ينتج عن الوضع سوى مظاهر الهدر المدرسي ومسالك الانحراف، وفات لتلاميذ كروشن أن خاضوا عدة معارك احتجاجية للمطالبة بإحداث الثانوية غير أن مطالبهم ظلت عالقة دون أذان صاغية، وبينما استبشر السكان خيرا بمشروع لبناء «دار الطالب»، تعاني البلدة من غياب «دار للفتاة» يمكنها المساهمة في إيواء المتمدرسات بمستوى الإعدادي وحمايتهن من الهدر الناتج عن التقاليد والأعراف المتخلفة، ولم يفت المحتجين التعبير عن تنديدهم بالحالة المتردية التي توجد عليها العديد من الحجرات الدراسية بمجموعات مدارس أمرهان وتسفولة وترگة. وإلى جانب باقي المرافق الأساسية التي تعرف وضعا صعبا، احتج المشاركون في المسيرة السكانية حيال الوضع الصحي المزري، إذ يجمع سكان كروشن على استحالة القبول باستمرار وجود مركز صحي فقير لحوالي 10 آلاف نسمة من السكان، وكم هي المعاناة كبيرة في توفر هذا المركز على طبيب واحد شبه غائب على الدوام، وربما تتأكد استقالته من العمل بكروشن، إضافة إلى ممرضين لا يقومان بالمداومة المطلوبة، ثم الخصاص الحاد في البنيات الأساسية والتجهيزات الضرورية، ومن حق المحتجين التعبير عن سخطهم إزاء انعدام أية مولدة مقابل حديثهم عن مولدة سبق تعيينها بكروشن ولم يظهر لها أي اثر بالمنطقة بدعوى عدم وجود دار للولادة قبل ظهورها، وهي تعمل بكهف النسور، ما يجعل النساء الحوامل يواجهن متاعب كبيرة، أو يجبرن على وضع مواليدهن بالطرق التقليدية التي يمكن أن تعرض بعضهن للموت أحيانا، ولا ينسى السكان حكاية عسكري متقاعد كان قد تقدم ليلا للمركز الصحي بكروشن، ولم يجد بهذا المركز من يسعف حالته الحرجة، فمكث يصارع الموت إلى أن فارق الحياة في صمت. وصلة بسمسيرة الكرامة»، يشمل الملف المطلبي للمحتجين، حسب تصريحاتهم ل«الاتحاد الاشتراكي»، المطالبة بإحداث دار للشباب تحتضن أبناء وبنات كروشن، واحتواء النقص الحاصل في الماء الشروب وصيانة الخزان والشبكة المائية، وتوفير فرص قمينة لتشغيل المحتاجين، ومناصب شغل لحاملي الشهادات، مع مساعدة الفلاحين على تطوير وسائل إنتاجهم، وخلق أوراش ومرافق اقتصادية تساهم في التخفيف من الظروف الاجتماعية القاسية، ومشاريع تنموية مدرة للدخل قصد الحد من نزيف الهجرة القروية وإغناء الساكنة عن التفكير في استنزاف الثروة الغابوية التي يطول الحديث عن مظاهر التخريب التي تتعرض إليها، وبينما أكد المحتجون على ضرورة تدخل الجهات المسؤولة لمعالجة حياة منطقتهم، خصوصا أن منطق الوعود المتكررة أثبتت فشلها، طالبوا من مسؤولي المصالح التي جمعتهم وإياهم طاولة الحوار أن يلتزموا بوعودهم التي قدموها إليهم.