في تطور جديد، على مستوى الاحتجاجات التي تعيشها مناطق اغبالة آيت سخمان وتيزي نسلي، إقليمبني ملال، عاشت المنطقة مجددا على إيقاع مسيرة شعبية حاشدة نظمها سكان تيزي نسلي، مشيا على الأقدام، وتضم أكثر من 3000 شخص، وقد انطلقت، يوم الاثنين 3 يناير 2011 باتجاه عمالة بني ملال، في سبيل إثارة انتباه الجهات المسؤولة لأحقية منطقتهم في احتضان مقر دائرة بترابها، ولأجل إيصال محنهم اليومية إلى السلطات الإقليمية مع التهميش والعزلة والفقر، وأوضاعهم المزرية المتجلية أساسا في هزالة البنيات التحتية، مثل الحالة التي توجد عليها الطريق الرابطة بين بلدتهم والقصيبة، إلى جانب معاناتهم جراء انعدام المرافق الاجتماعية والإدارية، منها أساسا محكمة وبريد ونقطة لأداء فاتورة الكهرباء عوض التنقل من أجل ذلك لأغبالة على حساب عيشهم الضيق. المسيرة الحاشدة تم تطويقها، على مشارف ناوور، من طرف القوات العمومية، وأمام إصرار المحتجين على مواصلة مسيرتهم تمت مواجهتهم بالعنف، حيث أصيب ثلاثة منهم بجروح متفاوتة الخطورة، أحدهم نقل على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاج، وبعدها طالبتهم السلطات بانتداب عشرة ممثلين عنهم لطاولة الحوار، قبل صدور تعليمات بنقل ممثلي السكان إلى بني ملال حيث استقبلهم والي جهة تادلة أزيلال، وعرضوا أمامه لائحة مطالبهم، وبعد تدارس النقاط الواردة فيها وعد الوالي بحل ما يمكن من المشاكل والانتظارات العالقة، وأنه سيقوم بزيارة لعين المكان في هذا الشأن، أما بخصوص مقر الدائرة فوعد بإيجاد حل مناسب يرضي ساكنتي أغبالة آيت سخمان وتيزي نسلي، في حين ما تزال الأوضاع غير مستقرة بالمنطقة أمام تمسك السكان بالتصعيد في حال عدم الاستجابة لمطالبهم. وقد سبق لعدد كبير من ساكنة تيزي نسلي، قبل ذلك بيومين، أن تظاهروا أمام مقري الجماعة والقيادة، في حين نزل بعضهم إلى الشارع للاحتجاج، وأغلقت المتاجر والمقاهي أبوابها، حسب ما ورد من معلومات، ولحظتها انتدب المحتجون ممثلين منهم لإبلاغ السلطات بمطالبهم التي لم يجدوا بدا من حملها لولاية الجهة عبر تنظيم مسيرة باتجاه بني ملال. وتأتي مسيرة سكان تيزي نسلي مباشرة، بعد أربعة أيام، من مسيرة على الأقدام نظمها سكان جماعة أغبالة آيت سخمان، مساء الخميس 30 دجنبر الماضي، انطلاقا من آيت حمامة باتجاه عمالة خنيفرة، التي تبعد عنهم بحوالي ستين كيلومترا، وتم تطويقها بالقوات العمومية على مشارف تغسالين بإقليمخنيفرة، ثم بلغة الحوار التي تمكنت من احتواء غضب المتظاهرين، حيث طالب سكان أغبالة بإعادة التقسيم الإداري، وضم قبائلهم رسميا بإقليمخنيفرة، على اعتبار أن الجهات المسؤولة بإقليمبني ملال تتعامل مع مطالبهم بمنطق التجاهل واللامبالاة، رغم احتجاجاتهم المتكررة على ما تتخبط فيه قبائل منطقتهم من معاناة مع مظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعي، والاستخفاف السافر بمطالبهم المتمثلة أساسا في المطالبة بشبكة لقنوات الصرف الصحي، وبناء إعدادية وثانوية ومركز صحي بجميع المواصفات، وثكنة نموذجية للوقاية المدنية، مع إحداث مشاريع مدرة للدخل تغني الساكنة عن التفكير في استنزاف الموارد الغابوية، كما طالب السكان بإصلاح الطريق الرابطة بين اغبالة والقصيبة وبينها والقباب إقليمخنيفرة. وذكرت مصادر متطابقة من المنطقة أن النقطة التي أفاضت كأس غضب سكان أغبالة تتعلق بوعد قدمه المسؤولون لسكان تيزي نسلي في شأن ما يتعلق بإحداث مركز دائرة بجماعة تيزي نسلي، ما جعلهم يعتبرون الأمر شكلا من أشكال الإقصاء الممنهج وإبعاد الإدارة عنهم.