عاد ممثلو سكان «تيزي نسلي»، الذين خرجوا، صباح الاثنين الماضي، في مسيرة احتجاجية في بني ملال، (عادوا) في وقت متأخر من مساء الاثنين، بعد حوار جمعهم مع والي جهة تادلة أزيلال. وقد شارك في الحوار أعضاء من مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في بني ملال، إلى جانب ممثلي السكان، الذين كان يزيد عددهم على 20 شخصا، من بينهم امرأة واحدة، في حوار امتد إلى ما بعد السابعة والنصف من مساء الاثنين، ورافق أعضاء الجمعية ممثلي السكان إلى معتصمهم في جماعة «ناوور»، بعد توقف مسيرتهم، بسبب محاصرتها من طرف قوات الدرك والقوات المساعدة بعد ساعات من خروجها منتصف يوم الاثنين الماضي من «تيزي نسلي»، احتجاجا على وعود لسكان جماعة «أغبالة» حول مكان بناء مقر الدائرة، بعد مسيرة قاموا بها بدورهم، في نهاية الأسبوع الماضي، في اتجاه مدينة خنيفرة. وأوضحت مصادر من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي حضرت الحوار، أن والي جهة تادلة أزيلال شكَّل لجنة مختصة من المنتظَر أن تكون قد حلت، صباح أمس الثلاثاء، بتراب الجماعتين القرويتين، للتوصل إلى حل يرضي كلا الطرفين، كما وعد بالاستجابة الفورية لبعض مطالب السكان الاجتماعية، التي طرحوها على هامش نقاشهم ومطلبهم الأساسي ببناء مقر الدائرة وسط تراب جماعة «تيزي نسلي». وخرج أزيد من 3000 شخص في مسيرة على الأقدام، صباح الاثنين الماضي، من سكان جماعة «تيزي نسلي»، في اتجاه مدينة بني ملال على بعد أكثر من 100 كيلومتر، ردا على مسيرة سبق وقام بها سكان جماعة «أغبالة» مساء الخميس الماضي، والذين توجهوا نحو عمالة خنيفرة، مطالبين بإلحاقهم بعمالة خنيفرة، بدل عمالة بني ملال بعد تسرب أنباء عن بناء مقر للدائرة في «تيزي نسلي»، وبعد تفجر الخلاف بين سكان القبيلتين حول أحقية كل واحدة منهما باحتضان مقر الدائرة. ويأتي الخلاف بين سكان جماعتي «أغبالة» و»تيزي نسلي» في بني ملال، أياما قليلة بعد خلاف مماثل كاد أن يحرم سكان أيت عبدي في أزيلال من الربط بشبكة (ريزو) اتصالات هاتفية. وكانت شركة الاتصالات قد اختارت منطقة "تيزي نبالاك"، التابعة لأرض سلالية لتثبيت تجهيزات الشبكة لربط سكان مهددين بالموت بسبب حصار الثلوج في منطقة أيت عبدي في جبال الأطلس الكبير، والذي سيغطي عدة قبائل (منها أيت عبدي، تالسنت وأيت عبي، أيت عطا وتافروت). لكن عواقب محتملة بسبب نزاعات بين قبيلتي أيت حساين وآيت عطا وتحذيرات السلطات المحلية في تيلوكيت وزاوية أحنصال حال دون تثبيت الشبكة في أنسب مكان لها. واضطرت شركة الاتصالات الهاتفية، في 20 من دجنبر الماضي، إلى عقد لقاءات مع المصالح المتدخلة، وتم الاتفاق على تحويل موقع المشروع إلى منطقة "أغنبو نتزرومت" بمبلغ كراء سنوي يصل 17 ألف درهم، ويتفادى الصراعات التي تغذيها النعرات القبلية الحادة في المنطقة.