الأحد 18 ماي 2014 قال مدير مطار بنغازي إن السلطات الليبية أغلقت المطار الجمعة بسبب اشتباكات بين قوات غير نظامية تابعة لما يسمى بالجيش الوطني الليبي وجماعات ثورية إسلامية. وشن مسلحين يتبعون لرئيس الأركان الليبي السابق خليفة حفتر هجمات ضد كتيبة "راف الله السحاني" الإسلامية التي يتزعمها إسماعيل الصلابي، وبلغ عدد القتلى جراء الهجوم الذي شنته قوات حفتر على الكتيبة حوالي 13 شخصا، بينما نقلت صحيفة "الوسط" الليبية عن مصدر بمركز بنغازي الطبي أن حصيلة القتلى بلغت 18 قتيلا، مشيرا إلى أن العدد مرشح للزيادة في ظل استمرار الاشتباكات. وذكرت وكالة أنباء الأناضول، أن الحصيلة ارتفعت إلى 23 قتيلا و124 جريحا، مضيفة بأن قصف مروحي مجهول استهدف كتيبة ثوار 17 فبراير في مدينة بنغازي شرق ليبيا. من جهة أخرى، قال مصدر مسئول بقاعدة بنينا الجوية في بنغازي، للوكالة الليبية، إن "طائرات عسكرية أقلعت صباح الجمعة من القاعدة وقامت بقصف عدة مواقع محددة في ضواحي مدينة بنغازي". واعتبرت السلطات الليبية هجوم حفتر هذا الذي حظي بتأييد قائد منطقة طبرق العسكرية بمثابة "انقلاب" عسكري على الشرعية في ليبيا. واللواء حفتر قاد محاولة انقلاب قبل عشر سنوات ضد العقيد معمر القذافي انطلاقا من تشاد بدعم من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التي دربت قواته في معسكرات تدريب خاصة اشرف عليها ضباط من الجيش الأمريكي، ولكن المحاولة فشلت وعندما انطلقت شرارة الثورة الليبية انضم اليها وتولى رئاسة هيئة أركان الجيش الليبي بعد إطاحة نظام القذافي. وقالت صحيفة "رأي اليوم" أنه من غير المستبعد أن يكون انقلاب حفتر وحربه على الإسلاميين هو بمثابة تكوين جماعة "صحوات" ليبية على غرار نظيرتها العراقية لمحاربة الجماعات الإسلامية التي شكلت مجموعات تسيطر على معظم المدن الليبية الرئيسية وخاصة طرابلس والزاوية في الغرب وبنغازي ودرنة في الشرق. وقال العقيد سالم الرفادي، آمر منطقة طبرق العسكرية (شرق)، إنه "على استعداد لدعم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بالرجال والذخيرة" ضد كتائب الثوار، في المعارك الدائرة منذ صباح الجمعة، في مدينة بنغازي، شرقي البلاد . وأكد الرفادي، في تصريح لوكالة الأناضول، اعترافه بالعملية العسكرية التي تقوم بها قوات حفتر ضد كتائب الثوار التابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي. وجاء الهجوم الذي نفذه حفتر وهو عقيد محال للتقاعد ضمن عملية عسكرية أسماها "كرامة ليبيا" تهدف لإخلاء مدينة بنغازي من الكتائب المسلحة التي تتهم بالوقوف وراء تردي الوضع الأمني، حسبما قال مصدر مقرب من اللواء حفتر للأناضول في وقت سابق. ونفى إسماعيل الصلابي، سيطرت قوات حفتر على الكتيبة في اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، وقال إن :"أحد الثوار المنتسبين للكتيبة قتل خلال الاشتباكات، ولكن المعركة ما زالت تجري بشكل جيد على الأرض، ولا يوجد أي اقتحام للكتيبة". ومن جهته قال رئيس أركان الجيش الليبي، اللواء عبد السلام العبيدي، اليوم الجمعة، إن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي تقاتل الآن كتيبة تابعة للجيش في مدينة بنغازي، شرقي البلاد، هي قوات "غير شرعية تسعى للانقلاب على الشرعية"، داعياً سكان المدينة والثوار إلى "التصدي لها". وتضم كتيبة "راف الله السحاتي"، ثوار من ذوي التوجهات الإسلامية، قاتلوا جيش الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي خلال ثورة فبراير 2011، وانضمت هذه الكتيبة إلى رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، لكن بعض سكان بنغازي يتهمونها ب"مساندة" بعض الكتائب الإسلامية مثل كتيبة أنصار الشريعة.