قتل 16 شخصا، على الأقل، بينهم 11 عسكريا، وجرح 26 آخرون فجر الاثنين في اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلحين إسلاميين في بنغازي (شرق ليبيا) حيث يشن اللواء المتقاعد خليفة حفتر منذ منتصف مايو الماضي حملة ضد الجماعات الاسلامية. قال العقيد طيار سعد الورفلي، أمير قاعدة بنينا الجوية، المتحالف مع حفتر، إن مقاتلين من جماعة أنصار الشريعة، وبدعم من عناصر مجموعتين إسلاميتين آخريين "قصفوا القاعدة 21 في وقت مبكر من اليوم الاثنين، ما أسفر عن مقتل واصابة جنود علقوا في الداخل". واضاف إن "اشتباكات عنيفة جرت بين الجيش ومجموعات من كتائب الثوار السابقين من ذوي التوجه الإسلامي في محيط معسكر الكتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة قاريونس بجانب الجامعة وسط مدينة بنغازي". وردت القوات الجوية الليبية عبر شن غارات جوية على المعتدين, وفق الورفلي. وذكر مراسل فرانس برس ان دوي الانفجارات توقف نسبيا ظهر الإثنين فيما سمعت أصوات الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بشكل متقطع في أماكن متفرقة من المدينة. وقالت مديرة مكتب الإعلام في مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث فاديا البرغثي لوكالة فرانس برس ان "المستشفى استقبل حتى الBن تسعة قتلى بينهم ستة عسكريون و15 جريحا معظمهم من العسكريين ولكن بينهم مدنيون". من جهته قال مدير مكتب الإعلام في مركز بنغازي الطبي خليل قويدر لفرانس برس أن "المركز تلقى جثث سبعة قتلى بينهم اثنان مدنيان إضافة إلى 11 جريحا إصاباتهم متفاوتة الخطورة". وأضاف أن "بين القتلى المدنيين امرأة أصيبت بطلق مضاد للطيران في بيتها في منطقة الكيش, ونجل مدير مركز بنغازي الطبي الدكتور فتحي الجهاني الذي قتل جراء اصابته بشظايا قذيفة صاروخية سقطت على منزلهم فجر الإثنين". وتعد هذه الحصيلة أولية رسميا إذ تعذر الحصول على عدد الجرحى والقتلى الذين نقلوا إلى المستشفيات الخاصة إضافة إلى أن عددا منهم علق في محيط الاشتباكات مما تعذر نقله الى المستشفيات. وخشية من تفاقم العنف وانتشاره, دعت المستشفيات السكان للتبرع بالدم في حين اغلقت وزارة التعليم المدارس لتؤجل بذلك برامج الامتحانات النهائية. وسمع دوي الانفجارات بشكل متواصل وشوهدت طائرات ومقاتلات سلاح الجو الليبي تحلق في محيط الاشتباكات وفي مناطق متفرقة من مدينة بنغازي بحسب مراسل وكالة فرانس برس. اما السكان فلزموا منازلهم واغلقت العديد من المحال. وبحسب شهود عيان فان بعض العائلات علقت في حي سيدي فريج في غرب المدينة, وهو احد معاقل انصار الشريعة. ودعا محمد الحجازي المتحدث باسم قوات حفتر شبه العسكرية السكان الى مغادرة مناطق القتال. وتصنف الولاياتالمتحدة جماعة انصار الشريعة بالارهابية, ودعمها في هجومها الاخير, وفق الورفلي كتيبة شهداء 17 فبراير التابعة لزعيم سابق للثوار هو راف الله السحاتي بالاضافة الى قوات درع ليبيا الاسلامية. لكن كتيبة شهداء 17 فبراير نفت في بيان على صفحتها على موقع فيسبوك اي تورط لها في معارك اليوم الاثنين. ودعمت القاعدة الجوية ونخبة القوات الخاصة في بنغازي اللواء حفتر الذي اطلق الشهر الماضي حملة عسكرية ضد الاسلاميين المتهمين بشن اعمال عنف متكررة في بنغازي, اكبر مدن شرق البلاد. وتأتي المواجهات الاخيرة بعد يوم واحد على شن قوات حفتر لغارات جوية ضد الاسلاميين في بنغازي, حيث استهدفت اجتماعا لجماعة انصار الشريعة, بحسب ما قال الجنرال صقر الجروشي قائد العمليات الجوية. فليل الأحد الاثنين قصفت قوات من الجيش مزرعة الفريق الراحل أبو بكر يونس جابر قائد أركان قوات نظام العقيد الراحل معمر القذافي في منطقة الهواري ومزارع أخرى في منطقة سيدي فرج والقوارشة في ضواحي مدينة بنغازي قال الجيش إنها تتخذ "أوكارا للجماعات الإرهابية". وكان ثوار سابقون قالوا إن مقاتلات في سلاح الجو التابع لقوات اللواء المنشق عن الجيش الليبي خليفة حفتر نفذت الأحد ثلاث غارات جوية على أهداف لكتائب الثوار في مدينة بنغازي لكن غارتين أخطأتا أهدافهما وأصابتا مواقع مدنية سقط على إثرها جريحان. إلى ذلك قالت مصادر عسكرية إن "أرتالا عسكرية خرجت من المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني باتجاه مواقع الاشتباكات". وكان تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي دعا الليبيين الى مقاتلة حفتر وما يطلق عليه "الجيش الوطني"، ووصف اللواء المتقاعد ب`"عدو الاسلام". أما السلطات الليبية فاعتبرت ان حفتر خارج عن القانون, وذلك برغم أن حملته حظيت بدعم العديد من الوحدات العسكرية على رأسها سلاح الجو والقوات الخاصة والصاعقة كما أيدها عدد كبير من الأهالي. وهو يقول إنه يريد سحق "الإرهاب" في بنغازي. ومنذ الاطاحة بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي في 2011 بدعم من قوات حلف شمال الاطلسي, تشهد المدينة هجمات شبه يومية تستهدف القوات الامنية ويتهم الاسلاميون بالوقوف خلفها. وأعمال العنف الأخيرة هي الأكثر دموية منذ اطلاق حفتر في 16 مايو "عملية الكرامة" لسحق الاسلاميين في شرق ليبيا, واسفر القتال منذ ذلك الحين عن مقتل 76 شخصا على الاقل..