الخميس 02 يناير 2014م صدر العدد الجديد من أسبوعية "السبيل" المغربية(ع:160)، واشتمل على ملف مهم عن «محنة الإسلاميين في بنغلاديش على يد العلمانية المتطرفة»، ويضم محطات ووقائع مرت بها الحركة الإسلامية في هذا البلد الذي فصله الغرب عن باكستان سنة 1971، مع ورقة عن إعدام الشيخ المجاهد عبد القادر ملا رحمه الله، وفي الملف مقالات تحليلية تاريخية تكشف المؤامرة التي يتعرض لها المسلمون في بنغلاديش. وجاء في توطئة الملف: «مساء يوم الخميس 8 صفر 1435ه/12 دجنبر 2013، ووسط صمت عربي وإسلامي ودولي رهيب، أعدمت الحكومة العلمانية في بنغلاديش البروفيسور عبد القادر ملا -رحمه الله-؛ ومَثّل هذا العمل الوحشي والحادث المأساوي إحدى أبشع صور محاكم التفتيش العلمانية، هذه المحاكم التي نصبت مقاصلها من جديد، وتأهب جلادوها للإجهاز على الأعداء والخصوم الدينيين. هذا الحدث الذي شهدته بنغلاديش ليس أمرا شاذا عما يحدث في بلاد أخرى، كسورية ومصر وبورما وسريلانكا وأفريقيا الوسطى.. إنها حرب علمانية ضد الإسلام والمسلمين.. حرب تزداد ضراوة يوما بعد آخر.. حرب تبين ضعف المنظومة العلمانية التي لا تستطيع إثبات وجودها إلا بالقهر وقوة الحديد والنار. إن قرار إعدام الزعيم عبد القادر ملا وعدد من قادة الجماعة الإسلامية وكوادرها بعد محاكمة صورية، قرار جائر ينم عن المرجعية العلمانية المتطرفة لقادة بنغلاديش، هؤلاء القادة أنفسهم الذين حكموا من قبل بالإعدام على كل من الزعيم الإسلامي دلوار حسين، رئيس حزب الجماعة الإسلامية، وعلى البروفيسور عبد الكلام آزاد، الزعيم السابق للجماعة الإسلامية، وينتظر ستة آخرون من الإسلاميين أحكاما مشابهة. وللتذكير فكل هؤلاء يحاكمون بتهم مرَّ عليها أكثر من أربعين عاما (40)، وهي ارتكاب جرائم خلال حرب الاستقلال عام 1971 (انفصال بنغلاديش عن باكستان)، ومحاولة إعاقة استقلال بنغلاديش عن باكستان وإجبار هندوس على اعتناق الإسلام! في تلك الأجواء المعتمة كان الشعب البنغالي يعيش محنة كبرى على أيدي حكومة "عوامي" العلمانية المتطرفة المدعومة من كل القوى المعادية للإسلام، فقد فاجأت هذه الحكومة شعب بنغلاديش المسلم (87% مسلمون) بانقلاب على الدستور ليصبح علمانيا بعد حذف كل ما يشير فيه إلى الإسلام من قريب أو بعيد، ولإنجاز ذلك الانقلاب على هوية الأمة البنغالية ودينها الإسلامي الحنيف، شن النظام العلماني الحاكم حملة شرسة ضد الجماعة الإسلامية ثاني أكبر القوى شعبية في بنغلاديش، وذلك لإزاحتها من الطريق، وتغييبها عن الساحة حتى ينفذوا مخططاتهم. فقد قامت قوات الأمن باعتقال قادة الجماعة الإسلامية، وفى مقدمتهم مؤسسها البروفيسور غلام أعظم (90 عاما)، وأميرها الحالي الشيخ مطيع الرحمن نظامي، وكل قيادات الجماعة، وستة آلاف وخمسمائة (6.500) من كوادرها؛ لإفساح الطريق أمام تلك الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين، والتمكين للفكر العلماني والتغريبي والهندوسي أيضا، وقد سبق ذلك عملية تجفيف ممنهجة لمنابع التعليم الإسلامي، وإغلاق العديد من المؤسسات التعليمية والخيرية، وأعلنت وزيرة الخارجية البنغالية بصراحة: "إن بنغلاديش دولة علمانية وليست دولة مسلمة"! إنها حرب لم تعد خفية بل علنية ودموية في الآن نفسه، تتخذ صورا وأشكالا متعددة ويتم تنفيذها بآليات متباينة، وبدعم غربي صهيوني هندوسي، ترمي في النهاية إلى محاولة اقتلاع الإسلام وإبادة أهله في دولة بنغلاديش.. ولكشف جانب من معاناة الشعب البنغالي، وللتعريف بقضيتهم ارتأت جريدة السبيل فتح هذا الملف». كما يتضمن العدد مقالات متنوعة وقيمة، نذكر من بينها: – ص.2 / كلمة العدد: الكفر والتكفير بين الحداثة والدين.. قضية إدريس لشكر والشيخ أبي النعيم – ص.5: تغطية لفعاليات المؤتمر الوطني الأول للغة العربية – ص.5: تغطية لحملة مؤسسة عطاء الخيرية «لننعم جميعا بالدفء» – ص.6: من يجرم شرع الله أولى بالتجريم – ص.7: قصة مغني الراب العالمي الذي اعتنق الإسلام – ص.8 / سلسلة: وقفات مع كتابات ومقالات في الممارسة السياسية والأنظمة المعاصرة – ص.9: العلمانيون.. و«جهاد الطلب اللاديني» – ص.9: وقفة تأملية في مسلك الخصوصية الدينية – ص.ص.10-11: علماء السلفية وجماعة الإخوان المسلمين – ص.15 / قراءة في كتاب: الفتاوي / للعلامة الفقيه محمد كنوني المذكوري – ص.ص.16-21: ملف العدد – ص.22 / سلسلة الرد على عصيد: الحرية بين التوحيد والشرك – ص.23: الديمفراطية لا الديمقراطية – ص.23: شريعة الزمان والمكان والإنسان – ص.24: الوجه الآخر لفلاسفة الغرب – ص.25: أهمية اللغة العربية وعلاقتها بالعلوم الشرعية – ص.26 / سلسلة منهج السلف في تربية الأطفال: الجانب الأخلاقي إضافة إلى أخبار وطنية ودولية، ومواضيع مختلفة في الأدب، والتاريخ، والملل والنحل، ومعلومات طبية؛ وفي الصفحة الأخيرة تقرؤون مقالا بعنوان: «وليعفوا وليصفحوا».