لقد أجمع جل المفكرين المرموقين و الباحثين و الدارسين لفكر و مسار الدكتور المهدي المنجرة على اعتبار هذا المفكر الاستثنائي "يتمرد عن أي تصنيف أو تنميط، حيث وصفه البعض ب"رافد من روافد الانسانية… وبأنه تمكن من التحول من ذات علمية إلى مؤسسة علمية قائمة بذاتها" وبأنه ليس بعالم فحسب بل…"ملتقى عوالم…" اعتبارا لتشعب اهتماماته ودراساته وأبحاثه ولتعدد تخصصاته: (البيولوجيا، العلوم الاقتصادية، العلاقات الدولية، الدراسات المستقبلية، علوم الإعلام، التكنولوجيا والإعلاميات، الفن والأدب، الهندسة المعمارية…) وقد نال جوائز عالمية مرموقة في جميع هذه المجالات. كما ركز مفكرون آخرون على وصفه ب"المفرد بصيغة الجمع" حيث تجسد من خلاله العالم المستقبلي والأستاذ والباحث الجامعي والدبلوماسي المحنك والخبير الدولي والكاتب والمثقف الاستثنائي… بل هو كذلك العضو الأبرز في الحركة الوطنية والمناضل الفذ والناشط الحقوقي والمقاوم من أجل تحرير فلسطين وكل الشعوب العربية والاسلامية وباقي دول العالم الثالث… لم يكن باحثا ومفكرا عربيا وإسلاميا فحسب وإنما ارتقى إلى العالمية وأصبح مفكرا كونيا رصد وركز بدقة مثيرة على المشاكل والتحديات التي نواجهها على الصعيد الدولي والعربي والإسلامي و باقي دول العالم الثالث. كما استشرف وأصاب في مقارباته للتحولات الكبرى والعميقة التي سيواجهها العالم إذا لم تغير الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها الغربيين من استراتيجياتهم ومخططاتهم المبنية أساسا على تكريس هيمنة القيم المسيحية اليهودية على باقي القيم الحضارية الأخرى. لقد كان هذا العالم المستقبلي والخبير الدولي سباقا إلى طرح مفهوم "الحرب الحضارية" وهو مصطلح من المصطلحات الفكرية التي أضحت حاضرة بكثافة في كتاباته ومحاضراته ومؤلفاته وأبحاثه. وعلى خلاف موقف صامويل هنتنغتون، فإن مقاربة المنجرة كانت وقائية تحذيرية، ترمي إلى تبني حوار حضاري بين دول الشمال ودول الجنوب لتفادي الصدام الحضاري، في حين أن هنتنغتون كانت أفكاره توجيهية وخطة إستراتيجية في خدمة صناع القرار الأمريكي. لقد كرس الدكتور المنجرة حياته للتصدي للنيولبرالية-الامبريالية والميغاإمبريالية وظل مرابطا ضد العولمة المتوحشة الهادفة الى فرض نمط معين للقيم ورفضها لحمولتها الاستعمارية ولبعدها الاقتصادي الإقصائي ولمرجعيتها اليهودية المسيحية ولرفضها التعدد والتنوع الذي لا مستقبل للبشرية بدونهما. ~ تلميذ البروفيسور المهدي المنجرة.