فاز الباحث المغربي الدكتور محمد بنلحسن أستاذ التعليم العالي مؤهل بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاسمكناس، ورئيس المركز المغربي للأبحاث اللغوية والأدبية والتربوية، بجائزة أحسن بحث حول فكر المهدي المنجرة؛ دورة 2017، والتي نظمت مسابقتها "أماكن"؛ الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم"؛ بمدينة آسفي؛ بمناسبة إحياء الذكرى الثالثة لرحيل المفكر الكبير المهدي المنجرة المصادف ليوم الرابع عشر من يونيو 2017. أما البحث الفائز فعنوانه: "علاقات الشمال بالجنوب من منظور الدراسات المستقبلية: أبحاث المهدي المنجرة أنموذجا". وقد قدم الباحث الدكتور محمد بنلحسن عرضا حول موضوعه الفائز بالجائزة الأولى، ركز فيه أساسا على منزلة المفكر المغربي الكبير، والعالم المستقبلي المهدي المنجرة، وجلال موقعه في خريطة الدراسات المستقبلية؛ ليس على الصعيد الوطني أو العربي؛ ولكن على مستوى العالم؛ بالنظر إلى الوظائف السامية التي تقلدها المهدي المنجرة، ثم بحكم الصدى الواسع الكبير؛ الذي خلفته دراساته وأبحاثه؛ التي استطاعت أن ترسي لنفسها موطئ قدم راسخة في هذا المجال. وكشف الأستاذ الباحث، تميز كتابات المهدي المنجرة ذات الحمولة الاستشرافية، والأبعاد المستقبلية، بحكم ديمومة صلاحيتها، واستمرار مصداقيتها التوقعية، وكفاياتها التنبئية؛ لاسيما في مجال موضوع البحث المشارك في المسابقة؛ أي علاقات دول الشمال الغني، بدول الجنوب السائر في طريق النماء. ثم انتقل الباحث لتعرية حقيقة رؤية الشمال للجنوب كما شرّحها المهدي المنجرة؛ من خلال ما يسميه المهدي المنجرة نفسه، الحرب الحضارية؛ كما شخّصها في كتابه: " الحرب الحضارية الأولى مستقبل الماضي وماضي المستقبل، 1991″؛ الذي تلا حرب الولاياتالمتحدةالأمريكية والتحالف الدولي بقيادتها؛ ضد صدام حسين من أجل تحرير العراق إبان غزوه لها في غشت 1990. وبعدما أكد الباحث محورية توصيف " الحرب" على شبكة العلاقات الشمالية الجنوبية؛ بكل ما يعنيه حقلها المعجمي والدلالي من حمولات قدحية تحيل على: التضاد والصراع والصدام والهيمنة والغطرسة والتحكم وفرض الأمر الواقع، مع الاعتماد الكلي والمطلق على القوة أجل الغلبة والتخويف؛ وضّح الباحث الفائز، كيف أن حرب الشمال على الجنوب عامة، وحرب الولاياتالمتحدةالأمريكية خاصة؛ باعتبارها زعيمة الشمال، ضد العالم العربي والإسلامي، لاسيما خلال ما يسميه المهدي المنجرة ب" مرحلة ما بعد الاستعمار" والتي تبدأ منذ تاريخ غزو العراق للكويت في 2 غشت 1990، تتخذ أشكالا وتمظهرات متعددة؛ على الرغم من كونها في الجوهر، حربا بكل ما تحمل الكلمة من معاني سلبية . وقد مثل الباحث لأنواع هذه الحرب؛ كما تتجسد خصيصا في الاقتصاد؛ من خلال شبح العولمة، والتي عرفها المهدي المنجرة بكونها " ببساطة الأمركة"، وكما تتبدى من خلال الثقافة عبر الصراع القيمي حول سعي الغرب، وأمريكا خصوصا إلى فرض قيمها على دول الجنوب؛ سواء بالقوة أو بالتخيير؛ من خلال أسلحة متنوعة، ليست المساعدات إلا إحدى أوجهها البئيسة. وفي ختام عرضه؛ قدم الباحث توصيات عديدة تصب جميعها في منهجية الاحتفاء بهذا المفكر المغربي المرموق الذي غادرنا بجسده؛ ولايزال حيا معنا بفكره ومؤلفاته وأقواله وتصريحاته ورؤاه الاستشرافية الجديرة بأن تكون منارات؛ لذا التمس ضرورة إحياء فكر المهدي المنجرة وسط الأجيال الصاعدة، وذلك بإدراجه في المناهج التعليمية، كما أوصى بضرورة استحضار الوصفات العلمية والاقتصادية والتنموية والثقافية والاجتماعية التي حبلت بها كتب المهدي المنجرة، والتفكير في تأسيس مراكز البحوث في الدراسات المستقبلية؛ تثمن تراث المهدي المنجرة وتبني عليه؛ من أجل القضاء على الأمية وتسريع قطار النماء بدولنا العربية خاصة.