أفاد تقرير صادر عن مراكز النجدة التابعة لجمعية اتحاد العمل النسائي، المختصة بمساعدة النساء والأطفال ضحايا العنف، بأن هذه المراكز استقبلت خلال الفترة الممتدة من فاتح نونبر 2023 إلى 31 أكتوبر 2024 حوالي 2254 حالة عنف، وكشف التقرير عن تصاعد ملحوظ في حالات العنف الإلكتروني الموجه ضد النساء والفتيات. وأشارت عائشة ألحيان رئيسة اتحاد العمل النسائي،خلال لقاء صحفي نظم يوم أمس، إلى أن العنف الرقمي يشهد تناميا مستمرا، مشددة على أن الفتيات غالبا ما يترددن في الإبلاغ عن هذا النوع من العنف مما يفسر العدد المحدود للحالات الواردة إلى شبكة النجدة. وخلال لقاء صحفي نظمته الجمعية بالرباط لتقديم التقرير، جرى تسليط الضوء على تعرض النساء لمختلف أشكال العنف في الفضاءات الخاصة والعامة والرقمية وأوضح التقرير أن العنف النفسي يأتي في المرتبة الأولى بنسبة 26 بالمئة، يليه العنف اللفظي والعنف الاقتصادي والإجتماعي بنسبة 20بالمئة لكل منهما ثم العنف الجسدي بنسبة 19 بالمئة كما أشار إلى العنف القانوني الناتج عن التمييز واللامساواة في التشريعات المغربية. ووصف التقرير العنف الجنسي بما يشمله من تحرش واغتصاب بأنه من أخطر الانتهاكات التي تواجه النساء، لما يترتب عليه من آثار نفسية عميقة يصعب تجاوزها، أما العنف الإلكتروني، فأفاد التقرير بتزايد انتشاره، خصوصا بين الشابات اللواتي يستخدمن وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة. وبين التقرير أن هذا النوع من العنف يتميز بسرعة انتشاره وصعوبة التخلص من آثاره بسبب الوصم الاجتماعي وضعف الإطار القانوني المنظم له، وأوضح أيضا أن النساء غالبا ما يعانين من أشكال متعددة من العنف بشكل متزامن مما يعقد عملية التوثيق والرصد. وأشار التقرير إلى أن الفئة العمرية الأكثر تعرضا للعنف هي النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و34 سنة، تليهن الفئة بين 35 و50 سنة، وهو ما يعزى إلى كون هذه الفئات الأكثر نشاطا اجتماعيا ومهنيا. أما من حيث التوزيع الجغرافي، فإن أغلب الحالات التي وردت إلى شبكة مراكز النجدة 57 بالمئة تنحدر من المناطق الحضرية، وفسر التقرير ذلك بتمركز مراكز النجدة في المدن وصعوبة التنقل من المناطق القروية بسبب الأوضاع الاقتصادية الهشة ومستوى التعليم المحدود. وتقدم هذه المراكز خدمات متنوعة تشمل الاستقبال المواكبة القانونية والنفسية تعزيز القدرات، والتوعية بالحقوق القانونية، وتعد مراكز الاستماع التابعة للجمعيات النسائية الوجهة الأولى التي تقصدها النساء ضحايا العنف قبل التوجه إلى الجهات الرسمية كالأمن والمحاكم.