كشف الدكتور الطيب حمضي، طبيب، باحث في السياسات والنظم الصحية، أن السلالة الجديدة أكثر تفشيا، وربما أكثر شراسة، تهدد قدرة النظم الصحية والحملة الوطنية للتلقيح، وبما أن المغرب كشف عن 24 حالة من المتحور البريطاني من فيروس كوفيد 19، لابد من معرفة أن اللقاحات المعتمدة ببلادنا فعالة ضد هذا المتحور البريطاني، ولا يزال تعزيز الالتزام بتدابير الحواجز الفردية والجماعية، والمراقبة الوبائية واستطلاعات الجينوم، والتعجيل بحملة التطعيم، من ركائز الاستجابة، وتسلسل الجينوم يمكن أن تؤكد اختبارات الفحص الروتينية العدوى بالإصابة، دون أن تتمكن من تحديد السلالة التي يصاب بها الشخص الذي يجري اختباره. ويتطلب تحديد السلالة، وفقا لما ذكره الباحث في النظم الصحية يوم أمس الأربعاء، إجراء فحص تسلسل الجينوم الفيروسي، وهي عملية لا يستطيع القيام بها سوى القليل من المختبرات المرجعية. ولا يهم تسلسل الجينوم الأشخاص المصابين أنفسهم، لأن التكفل والعزل والعلاج هو نفسه بالنسبة للسلالتين، ولكن تحديد مدى ومكان انتشار السلالات الجديدة مهم جداً بالنسبة للسلطات الصحية لرصد التحورات الجديدة واتخاذ إجراءات للحد من انتشارها. كما كشف حمضي أن سبب اعتبار أن السلالة الجديدة أكثر تفشيا، و ربما أكثر شراسة، بحيث وجدت البيانات الأولية من الحكومة البريطانية والدراسات الأولية أن خطر الوفيات تصل إلى 35 في المائة أعلى من السلالة التقليدية، وخاصة لدى كبار السن والهشاشة الصحية ، كما يعتبر المتحور أكثر ضغطا على النظم الصحية، وذلك بسبب انتشاره السريع، بحيث سيؤدي إلى زيادة في الحالات، ودخول المستشفيات والحالات الحرجة والوفيات أكثر بكثير من السلالة التقليدية، بسبب سرعة انتشاره والتضاعف للحالات الجديدة التي يولدها. في المغرب، يضيف الطبيب، ومع اكتشاف المزيد من حالات هذا المتغير، لن تكون هيمنة هذا النوع ببلادنا سوى مسألة أسابيع قليلة، تبعاً لدرجة الامتثال للتدابير الحاجزية، فقط حملة وطنية للتطعيم سريعة وناجحة، في سياق احترام صارم للتدابير الوقائية الفردية والجماعية، من شأنها أن تحمينا من هذا السيناريو.