كشف الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريح له، عن أهم البيانات العلمية حول المتحور البريطاني لفيروس كوفيد 19 في بلدنا، وذلك بعد الإعلان عن 24 حالة بالمغرب. مؤكدا أن هذه السلالة بنفس أعراض فيروس كورونا، وتستعمل نفس الأدوات للكشف عنه، لكن تعتبر هذه السلالة أكثر تفشيا، وربما أكثر شراسة، إذ تهدد قدرة النظم الصحية والحملة الوطنية للتلقيح. وأشار المتحدث ذاته، أن اللقاحات المعتمدة ببلادنا لا زالت فعالة ضد هذا المتحور البريطاني، ولا يزال تعزيز الالتزام بتدابير الحواجز الفردية والجماعية، والمراقبة الوبائية واستطلاعات الجينوم، والتعجيل بحملة التطعيم، من ركائز الاستجابة. حيث عرف هذا الفيروس العديد من الطفرات، وصلت لأزيد من 4000 طفرة، مند بداية ظهوره في العالم نهاية 2019 بووهان، وهذه الطفرات ليس لها أي تأثير يذكر، مؤكدا أن التحورات الثلاثة التالية لها أهمية كبيرة جدا: المتحور البريطاني "501Y. V1 B.1.1.7."، والمتحور الجنوب أفريقي "501Y. V2) B.1.351″، والمتحور البرازيلي "P1 501Y. V3" من B.1.1.248، وهناك تحورات أخرى بكل من "كاليفورنيا، اسكتلندا، ألمانيا …." بالإضافة إلى المتحور البريطاني لديه 19 طفرة رئيسية، مقارنة مع السلالة التقليدية، منها 8 طفرات على مستوى البروتين S. وأبرز الطيب حمضي، أن أعراض فيروس كورونا هي نفس أعراض العدوى مع المتحور الجديد هي نفسها مثل السلالة التقليدية، كما يمكن للإصابة أن تكون بدون أعراض، وتستعمل للكشف عن الفيروس نفس الوسائل الكشف عن السلالة المهيمنة التي لا تزال صالحة للكشف عن العدوى بالسلالة الجديدة، وهي اختبارات PCR، والدم …. أما بخصوص تسلسل الجينوم، أكد الطيب حمضي، أن اختبارات الفحص الروتينية يمكن أن تؤكد العدوى بالإصابة، دون أن تتمكن من تحديد السلالة التي يصاب بها الشخص الذي يجري اختباره، ويتطلب تحديد السلالة إجراء فحص تسلسل الجينوم الفيروسي، وهي عملية لا تستطيع القيام بها سوى القليل من المختبرات المرجعية، مبرزا أن تسلسل الجينومي للأشخاص المصابين أنفسهم لا يهم، لأن التكفل والعزل والعلاج هو نفسه بالنسبة للسلالتين، ولكن تحديد مدى ومكان انتشار السلالات الجديدة مهم جدا بالنسبة للسلطات الصحية لرصد التحورات الجديدة واتخاذ إجراءات للحد من انتشارها. وبخصوص معدل تفشي الفيروس المتحول، فتتراوح تقديرات الزيادة في معدل انتقال العدوى من 50 إلى 70٪ أكثر، ويقدر الخبراء درجة ارتفاع معدل التكاثر ب 0.4 إلى 0.7 نقطة أعلى من السلالة التقليدية، حسب المتحدث ذاته. مفسرا هذه القدرة الكبيرة على العدوى، مرتبطة بعدة فرضيات لم تتأكد بعد، يمكن أن تكون الحمولة الفيروسية، ويمكن أن يكون ارتباطها بالخلايا أكثر سهولة، أو أن يتوالد الفيروس بسرعة أكبر، حيث أشارت دراسة أجراها باحثون في جامعة هارفارد الأمريكية، تفيد بأن المتحور البريطاني يمكن أن يسبب عدوى تستمر لفترة أطول، بين متوسط مدة العدوى 13 يوما للمتحور البريطاني مقارنة ب 8 يوما للسلالة التقليدية. فيما تبقى مدة تخلص الجسم من الفيروس أطول، حيث وجدت هذه الدراسة نفسها أن متوسط المدة التي يستغرقها جسم المصاب للتخلص من الفيروس هي 8 أيام للمتحور البريطاني، مقابل 6 أيام للسلالة التقليدية، أما فترة عزل فهي أطول مقارنة مع مدة العزل لفيروس كورونا، إذ يستنتج الباحثون أيضا أن الأمر يتطلب فترة عزل أطول من الأيام العشرة الموصى بها حاليا.