هوية بريس – وكالات ركزت خطب صلاة جمعة اليوم في مساجد دول الخليج، على مكانة القدس وأهمية حمايتها، وذلك بعد يومين من اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفي خطبة المسجد النبوي بالمدينة المنورة غربي السعودية، قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد: "إن الدفاع عن الوطن والبلاد الإسلامية دفاع عن أعراض المسلمين وممتلكاتهم". وأضاف: "المسلمون بنيان واحد وأمة واحدة، وأي عدوان يمس بناء المسلمين وبلادهم فإنه اعتداء على حرمات المسلمين". واعتبر البعيجان أنه "حان الوقت ليعرف العالم أجمع بأن مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو مكان لكل موحد على وجه الأرض". وأكد أن "السعودية لن تتنازل عن مبادئها وقيمها الإسلامية والإنسانية حول القضية الفلسطينيةوالقدسالمحتلة". وبين البعيجان أن المملكة "ستواصل جهودها في حل المشكلة (بشأن قرار ترامب)". بدوره، أكد الشيخ ماهر بن حمد المعيقلي إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام بمكة المكرمة غربي السعودية، معاني الوفاء في الدين الإسلامي. بين "أن وفاء المسلم يتجاوز أرضه ووطنه إلى مقدسات وقضايا المسلمين في كل مكان، تحقيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". وقال إن "السعودية كانت ولا تزال، وفية لقضايا المسلمين الكبرى، وتقود زمام المبادرات للتضامن مع المسلمين، وحماية مقدساتهم، ورعاية أحوالهم". وبين أنه تعاقب ملوك هذه البلاد خاصة على نصرة قضية فلسطين، والدفاع عن المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث المسجدين الشريفين، ومسرى نبينا صلى الله عليه وسلم". وقال إنه "كانت المملكة العربية السعودية، ولا تزال تؤكد على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الكريم". واختتم خطبته بالدعاء لفلسطين وهو يبكي قائلا: "اللهم أصلح حال إخواننا في فلسطين، اللهم اجبر كسرهم وقوّ ضعفهم، اللهم احفظ مسرى نبيك، اللهم اجعل المسجد الأقصى شامخا عزيزا إلى يوم القيامة، اللهم احفظه من كيد الكائدين وظلم الظالمين". وفي قطر، أعرب الداعية القطري الشيخ عبد الله النعمة في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، أكبر جامع في قطر، عن أسفه لحال الأمة الأسلامية، وتفرق كلمتها، وانصرافها عن قضاياها الكبرى، وخاصة القدس والمسجد الأقصى. وقال النعمة: "ها هم المسلمون يجنون ثمار صمتهم الجبان، وسكوتهم الذليل عن نصرة إخوانهم والدفاع عن قضاياهم". وأردف: "ها هي بلد المقدسات، ومهد النبوات، بلد مبارك فيه، أولى قبلة في الإسلام، وفيها ثاني مسجد بني في الأرض، وهو المسجد الذي بناه نبي الله سليمان عليه السلام، وسكنه الأنبياء من بعده، وصلوا فيه، وأسري برسولنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم إليه، وصلى بالأنبياء فيه، ليكون ذلك إيذانا بأن الإسلام سيدخله". وبين أنه "حافظ المسلمون عليه عبر العصور، مصونا في ظل الإسلام، حتى شاء الله تبارك وتعالى أن يصير في أيدي الغاصبين، ليدنسوا أرضه المباركة الطاهرة، وليعيثوا فيه وفي أرضه الفساد، وليسوموا المسلمين من حوله سوء العذاب". وأردف: "لقد خدع العرب ومن يدعون الإسلام بالسلام مع الأعداء، وصدقوا عهودهم الزائفة، ووثقوا في مواعيدهم الكاذبة، وسلامهم المعسول". وتابع: "أيها المسلمون… ضيع المسلمون المسجد الأقصى، وغفلوا أو تغافلوا عنه، وتركوه أسيرا في قبضة الغاصبين". وبين "أن جسد هذه الأمة المسلمة جسد مثخن بالجراح والطعنات (…) إن الصراخ والنواح، والشجب والاستنكار لا يرفع ظلما، ولا يرد مغتصبا، ولا يحمي أحدا، ولا يقمع عدوا، إنما هو حيلة الضعيف الجبان، ما لم يتوج بالعمل والأفعال، وإنه لا عزة لجبان، ولا حياة لضعيف، وسيجني المسلمون آثار هذا السكوت المرير، والتخاذل المشين عن نصرة قضاياهم والوقوف في وجه عدوهم علقما مريرا". وأضاف "أن النصر من الله وقد وعد عباده، وهو سيأتي ذلك اليوم بإذن الله، ولكن بعد أن يعود المسلمون إلى دينهم، ويجاهدوا عدوهم"، وفقا للأناضول.