الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد، فإن إفساد اليهود في أرض المسلمين قد تجاوز كل الحدود، خاصة في بلاد فلسطين التي تعتبر عند كل مسلم جزءً من بلاد الشام التي بارك الله حولها، ولا يتم فضل الشام ولا فلسطين إلا ببيت المقدس والمسجد الأقصى الذي هو مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم وثالث المساجد التي تشد الرحال إليها. فقد قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1))، وروى البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى" رواه البخاري ومسلم. وإن ضعف المسلمين وتشتتهم، وانشغالهم بما يجري في أقاليمهم، جعل أعداء الله ورسله من الذين كفروا من أهل الكتاب يتمادون في عدوانهم، حتى ضيقوا على المسلمين صلاتهم و عباداتهم، وتجرأوا على انتزاع المسجد الأقصى من أيديهم واحتلاله بالقوة، وتدنيسه بإدخال عساكرهم، وإن هذا لوصمة عار في جبين المسلمين حكاما ومحكومين. إن الواجب على الأمة اليوم يقتضي من كل من يجد الاستطاعة أن ينصر قضية الأقصى بالدعاء الخالص والخطب والدروس وبالأموال والأنفس والعتاد، وهو آكد في حق الدول والحكومات، التي أناط الله بها واجب الجهاد في سبيله ذبا عن الحرمات والمقدسات وتحكيما لشرع الله. وعلى العلماء وقادة الأمة الموقعين عن الله أن يوفوا بالعهود التي أخذها الله عليهم؛ فيدعوا الدول للدفاع عن الأقصى وما حوله، وعن المسلمين المضطهدين الذين يقتَّلون وتنتهك حرماتهم. كما عليهم أن يستنهضوا همم عموم المسلمين وخاصتهم للعمل على بذل الجهد في سبيل تحرير الأقصى وفلسطين وكل ربوع المسلمين المحتلة. فاللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك و يذل فيه أهل معصيتك. والحمدلله رب العالمين. الرابطة العالمية للاحتساب – احتسب – 25 شوال 1438 ه