تطرقت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الخميس لمواضيع تعثر الحوار الوطني بتونس، والرئاسيات المقبلة بالجزائر، وترشيحات الأحزاب السياسية للانتخابات التشريعية المقررة في موريتانيا الشهر المقبل. ففي تونس، انصبت اهتمامات وتحليلات الصحف على المواجهات التي خاضتها القوات الأمنية ، أمس ، مع مجموعات مسلحة بمنطقة سيدي بوزيد، والتي سقط خلالها ستة عناصر من الأمن الوطني. وتوقفت بعض الصحف عند تعثر الحوار الوطني الذي لم ينطلق كما كان مقررا ، أمس ، بسبب التطورات الأمنية والسياسية وميزتها المسيرة التي نظمتها المعارضة التونسية للمطالبة برحيل الحكومة. وفي هذا السياق، كتبت (الصباح) "23 أكتوبر 2013 انتظرنا الحوار فنطق الرصاص. لقد انطلقت مجددا لغة الرصاص في اليوم الذي كان الشارع التونسي يتطلع فيه الى الخلاص من المأزق الخانق الذي يهدد تونس بالدخول في المجهول" ، متسائلة "هل هي الصدفة وحدها التي شاءت أن تتحرك الخلايا الإرهابية النائمة مجددا في ذات اليوم الذي كان يفترض أن يعلن فيه عن انطلاق الحوار الوطني بالتزامن مع إعلان علي العريض استقالة حكومته". وفي المقابل، كتب المحرر السياسي في صحيفة (الضمير) تحت عنوان "هل بتنا أمام تلازم واضح بين الإرهاب والانقلاب"، "مرة أخرى وبطريقة فجة ومكشوفة تتأكد العلاقة الوطيدة بين الإرهاب والانقلاب، وتتكشف المؤامرة الحقيقية". وتحت عنوان "عندما يخطئ الساسة في حق الوطن"، كتبت (الشروق) أن تونس "عاشت يوما أسود وهي تحتفل بالذكرى الثانية لأول انتخابات ديمقراطية إذ ضربت آلة الارهاب مجددا مخلفة استشهاد عدد هام من "حماة الحمى" في سيدي بوزيد". وجاء في مقال للمحرر السياسي بجريدة (المغرب اليوم) "اليوم وبدل أن تدخل البلاد مرحلة جديدة سوف نرى استمرار صراع الطبقة السياسية حول تأويل الخطاب وترتيب الأولويات...وسوف تتحمل حركة النهضة ورئيسها الفعلي علي العريض مسؤولية تاريخية لو فشل الحوار الوطني". وفي الجزائر، نقلت (الخبر) عن الوزير الأول عبد المالك سلال قوله بسيدي بلعباس (أقصى الغرب الجزائري) إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تعهد بتحقيق ثلاثة أمور هي "الأمن واستعادة مكانة الجزائر على الساحة الدولية، وإعادة تأهيل البنية التحتية، على أن يتم تقديم، مع نهاية السنة الجارية، حصيلة المشاريع التي أنجزت في البلاد من 1999 إلى سنة 2014، ثم الذهاب إلى تنظيم الرئاسيات". واعتبرت صحيفة (البلاد) أن تصريحات سلال هذه "كشف ضمني عن تنظيم الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، بعدما أكد أن رئيس الجمهورية سيقدم حصيلة عن إنجازاته في فترة توليه الرئاسة" منذ 15 سنة. ورأت صحيفة (الجزائر نيوز) في ذلك "تلميحا من سلال إلى توجه بوتفليقة نحو عهدة رابعة". وعلاقة بالرئاسيات المقبلة، نقلت (الفجر) عن الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي إقراره "بوجود صعوبة بالغة في حشد توافق حول فكرة مرشح رئاسي تدعمه أحزاب المعارضة لمواجهة مرشح السلطة". أما (الخبر) فذكرت أن سياسيين وأشخاص من خارج جبهة التحرير الوطني أكدوا أن "لا وجود لطرف في السلطة يعارض ترشح علي بن فليس لهذه الرئاسيات". وفي موريتانيا، تصدرت لوائح ترشيحات الأحزاب السياسية للانتخابات التشريعية المقررة يوم 23 نونبر المقبل، والتي سينتهي أجل إيداعها عند منتصف الليل، عناوين وتعاليق الصحف التي ذكرت أن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية (الحزب الحاكم) كان أول حزب يكشف عن اللائحة النهائية لمرشحيه للانتخابات التشريعية المقبلة، والتي تضم 372 مرشحا في 147 مقاطعة على عموم التراب الموريتاني، مشيرة إلى أن عددا من منتسبي الحزب المنتمين لقبائل وازنة أعلنوا انسحابهم من الحزب بعد إعلان لوائح المترشحين لنيابيات 2013. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة ( لوتانتيك) أن موريتانيا تعيش منذ أيام في خضم حملة انتخابية سابقة لأوانها بعدما قررت العديد من الأحزاب المشاركة في الاقتراع المزدوج ليوم 23 نونبر ( انتخابات بلدية وتشريعية) وقدمت لوائح مرشحيها. وقالت " كما كان منتظرا كان عدد المستائين كثيرا لكونهم أبعدوا من لوائح ترشيحات أحزابهم. لكن الأمر الرائع في هذه الوضعية كون الغاضبين عبروا بشكل علني عن شعورهم، بل إن منهم من هدد بالانسحاب من تشكيلته السياسية للالتحاق بأخرى". ومن جهتها تساءلت ( لورينوفاتور) عن مصادر تمويل الحملة الانتخابية، فقالت "المال عصب الحرب بالنظر لدوره في بعض الظروف الخاصة لاسيما السياسية"، معتبرة أن سلطة المال ستحدد بشكل كبير مصير المرشحين في الانتخابات. وأضافت الصحيفة أنه اعتبارا للظرفية التي ستجري فيها الحملة الانتخابية، والتي تتميز بصفة خاصة ب "أزمة اجتماعية واقتصادية"، فإن مسألة تمويل الترشيحات من قبل مختلف التشكيلات السياسية تطرح نفسها بإلحاح. وفي سياق متصل، عرجت الصحف على بيان صادر عن "تجمع المبادرات النسوية من أجل المشاركة السياسية للمرأة"، والذي يستفاد منه أن تمثيل النساء في اللوائح البلدية لم يتجاوز 4 بالمائة، مبديا أسفه على ذلك، ومطالبا بتخصيص "مساحة أكبر للنساء في الانتخابات النيابية، باقتراح نساء على رأس اللوائح الوطنية المختلطة ولوائح مدينة نوكشوط".