واصلت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، متابعة الشأن السياسي الداخلي الجزائري في أفق الانتخابات الرئاسية المقبلة ، وكذا احتمالات وحظوظ نجاح أو فشل الحوار الوطني، المنتظر انطلاقه بتونس خلال هذا الأسبوع، بين الائتلاف الحاكم والمعارضة للخروج من الأزمة السياسية، إلى جانب انطلاق جلسات "التشاور" السياسي بين الأغلبية الرئاسية ومنسقية أحزاب المعارضة الديمقراطية وافتتاح الدورة البرلمانية الاستثنائية بموريتانيا. ففي الجزائر، استوقف الصحف مغازلة حزب جبهة التحرير الوطني (الحاكم) لجبهة القوى الاشتراكية (أعتد حزب معارض)، على خلفية رسالة تلقاها الزعيم التاريخي لهذا الأخير حسين آيت أحمد من عمار سعيداني الأمين العام لجبهة التحرير المعروفة باسم "الأفلان". وتساءلت (الجزائر نيوز) عما تخفيه هذه الرسالة التي حملت المناشدة ب"البقاء معنا والالتحاق بالديناميكية السياسية التي تفعم بها البلاد من أجل حشد وتجنيد صفوف أولئك الذين يحبون وطنهم، ويخدمون الصالح ويعملون من أجل المصلحة الوطنية والحفاظ على مكتسبات المصالحة الوطنية". ونقلت الصحيفة عن سعيداني تأكيده أن هذه الرسالة "لا علاقة لها بالتحالف الرئاسي ولا بالتحالفات الحزبية، بل هي رسالة عرفان بنضال المجاهد (آيت أحمد) التاريخية". إلا أن (الشروق) لا تستبعد "وجود مفاوضات لصفقة كبيرة بين جبهة القوى الاشتراكية والرئيس بوتفليقة تحسبا للفترة المقبلة، إما بتمديد فترة حكمه أو دعمه لعهدة رابعة أو ترتيب البيت لخليفة بوتفليقة بما يعرف بمرشح إجماع". ولاحظت صحيفة (البلاد) أن هذه الرسالة "تأتي في وقت تطرح وضعية أقدم حزب معارض في الجزائر، حيث كثر الحديث عن سر خطاب الموالاة الذي تبنته جبهة القوى الاشتراكية في المدة الأخيرة وتخليه عن خطاب المعارضة، في ظل الانتقادات التي وجهت للحزب بسبب التزامه الصمت تجاه ما شهدته الساحة مؤخرا على غرار التعديلات التي قام بها رئيس الجمهورية، وهو ما اعتبره البعض أنه نوع من الرضى ودخول الجبهة في خط السلطة، بينما يرى بعض المتتبعين للشأن السياسي بأن الحزب منهمك بملفات تنظيمية داخلية من أجل مشروع داخلي جديد"ø، خاصة بعد استقالة زعيم الجبهة حسين آيت أحمد السنة الماضية. وفي تونس، تناولت الصحف، من خلال تعاليقها، احتمالات وحظوظ نجاح أو فشل الحوار الوطني المنتظر انطلاقه خلال هذا الأسبوع بين الائتلاف الحاكم والمعارضة للخروج من الأزمة السياسية. وأبرزت هذه الصحف ردود فعل عدد من القوى والأوساط السياسية وتقييماتها لموقف حركة النهضة من "خارطة الطريق"، حيث ما يزال البعض منها يعتبره "موقفا غامضا ومتناقضا وتكتيكيا". فتحت عنوان "مؤتمر الحوار الوطني...انفراج ..أم مدخل لنفق جديد"، كتبت صحيفة (الصباح) أنه "رغم قبول الترويكا الحاكمة مبادرة الرباعي الراعي للحوار الوطني لحلحلة الأزمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد منذ أسابيع إلا أن المشهد السياسي ما يزال يتسم بالغموض والضبابية في ما يتعلق بتفاصيل بعض البنود في خارطة الطريق وخاصة المرتبطة باستقالة الحكومة". وبدورها، كتبت صحيفة (المغرب)، تحت عنوان "تشويش صقور النهضة يعكر انطلاقة المشاورات...مهمة رباعي الحوار تزادا عسرا"، أن تضارب مواقف بعض قيادات النهضة من شأنه التأثير سلبا على مسار المفاوضات، وبالتالي سيعقد الوضع السياسي المتدهور أصلا. وتحت عنوان "ما هي حظوظ نجاح الحوار الوطني"، أفردت صحيفة (الشروق) ملفا حول آراء عدد من القيادات السياسية والمواطنين من الحوار الوطني، بين من يعلق عليه "آمالا كبيرة"، وبين من "فقد الثقة في كامل المسار السياسي". وفي موريتانيا، انصب اهتمام الصحف على انطلاق جلسات "التشاور" السياسي بين الأغلبية الرئاسية ومنسقية أحزاب المعارضة الديمقراطية وافتتاح الدورة البرلمانية الاستثنائية والدخول المدرسي لموسم 2013-2014. فقد تصدر الصفحات الأولى لصحف اليوم حدث انطلاق "التشاور السياسي"، كما تسميه الأغلبية الرئاسية، أو "الحوار" السياسي"، كما تطلق عليه منسقية أحزاب المعارضة الديمقراطية، أمس الاثنين بقصر المؤامرات بنواكشوط بدون مراسيم رسمية، لبحث الآليات الكفيلة بتأمين مشاركة واسعة في الانتخابات التشريعية والبلدية المقررة يوم 23 نونبر المقبل من جهة، وضمان نزاهتها وشفافيتها من جهة أخرى. ونقلت عن المتحدث باسم وفد الأغلبية قوله بأن الجلسة الأولى كانت "إيجابية ومثمرة"، فيما أكد رئيس حزب اتحاد قوى التقدم، رئيس وفد منسقية المعارضة، أن المنسقية عرضت خلال هذه الجلسة ما تراه ضروريا من الإصلاحات والتحسينات للعملية الانتخابية، ونشرت في هذا الصدد نص الوثيقة التي تقدمت بها المنسقية لتكون أرضية لهذا الحوار. وفي سياق ذي صلة، تطرقت الصحف إلى افتتاح الدورة الطارئة للبرلمان، أمس الاثنين، لدراسة أو متابعة دراسة جملة من المشاريع تتعلق على الخصوص بانتخاب النواب في الجمعية الوطنية وأعضاء مجلس الشيوخ، إضافة إلى مشروع قانون يتعلق بخفر السواحل الموريتانية وآخر بتمويل المرحلة الثانية من مشروع برنامج البني التحتية الإقليمية للاتصالات في غرب إفريقيا- موريتانيا. وأبرزت دعوة رئيس مجلس الشيوخ الفاعلين السياسيين ومنظمات المجتمع المدني إلى مضاعفة الجهود لمواصلة التعبئة من أجل الإقبال على الإحصاء الإداري ذي الطابع الانتخابي للمشاركة في اقتراع يوم 23 نونبر، فيما نقلت عن النائب الأول لرئيس الجمعية الوطنية قوله إنه يأمل في أن يفضي "الانفراج الذي تشهده الساحة السياسية" إلى نتائج ترضي كل الأطراف وتضمن مشاركة الجميع في استحقاقات 23 نونبر المقبل "خدمة للمصلحة العليا للبلد". وعلى صعيد آخر، تناولت الصحف الدخول المدرسي للموسم الدراسي 2013-2014 المقرر اليوم الثلاثاء، فأشارت، على وجه الخصوص ،إلى أن السنة الدراسية الماضية تميزت بارتفاع ملحوظ في مؤشرات نمو هذا القطاع، حيث بلغ عدد التلاميذ 568 ألفا و898 ، بينما بلغت نسبة التلاميذ الناجحين في مسابقة دخول السنة الأولى إعدادي 6ر55 في المائة.