لم يكن يرى فيها يوما زوجة يريد أن يكمل حياته معها، بل كان منذ بداية زواجهما يعتبرها الخادمة التي ستحمل هَم الأشغال المنزلية عن والدته،فكانت النهاية لعلاقة زوجية فاشلة منذ البداية بالطلاق ،لكن بخسارة كبيرة وهي الطفلة التي ستعيش بدون أبْ . "" إنها حالة من بين مئات الحالات التي تنتظر أمام محاكم القضاء الأسري داخل المجتمع المغربي للنظر في قضياها التي خرجت من بيت واحد ومن طرفين كان من المفروض أن يكونا طرف واحداً،فتنتهي الحياة المشتركة كما يتم تسميتها بين شخصين ،إلى بداية صراع مابعد الزواج ،الصراع الذي يكون بشكل علني وبين أحضان المجتمع خاصة إذا ماتدخلت عائلة كل من الزوج والزوجة ،فلا أحد من الجهتين سيرضى بأقل الخسائر حتى يحصل كل من الطرفين على الحرية من جديد،الزوج يعود إلى حياة ماقبل الزواج و الزوجة تبدأ حياةً جديدة وكأنها ولدت من جديد،لكن بهوية لم يكتب عليها سوى كلمة واحدة"المطلقة"وتنضاف بدورها إلى لائحة الفاشلات وكأن هذه الحياة تعتمد فقط على المرأة لكي تحقق النجاح . وهذا بالطبع يجعلنا نتوقف كثيرا ونتسائل عن الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة الطلاق داخل المجتمع المغربي في الآونة الأخيرة0هل لأن المدونة المستحدثة أعطت مجالاً من الحرية للمرأة لكي تقرر ماذا تريد؟أم هي أسباب نفسية تجعل كل من الزوج والزوجة يفشلان في التعاطي مع بعضهم البعض؟أم أن قوة انفتاح المجتمع جعلت البعض ينجرف وراء هذا الانفتاح على حساب العلاقة الزوجية ؟أم أن امرأة واحدة لرجل واحد لا تكفي ورجل لامرأة واحدة لا يكفي؟. قد تكون الأسباب متعددة ومختلفة من علاقة إلى أخرى، لكن دائما نتائج الطلاق واحدة في جميع مناطق العالم ولعل أهمها ولادة ظواهر اجتماعية أخرى ، يستغرب دائماً لها المجتمع ويرفضها وينسى بأن هو من صنعها بنفسه ومهد لها الطريق لكي تنتشر لأنه لم و لن يجد البديل لنساء هنّ أيضاً لم يجدن البديل عن العالم الذي يقتحمهم قبل أن يقتحمنه ،وهذا لا يعني بالطبع أن جميع المطلقات هن امرأة واحدة فكما هناك من تختار الطريق السهل ،هناك من تختار الأصعب لكي تكسب في الأخير المرأة التي بداخلها. لكن الدعارة لا تكون دائماً النتيجة التي يخلفها الطلاق فهناك مشاكل أكبر وأعقد وخاصة تلك التي يعاني منها الأطفال ،والتي يحملوها معهم في أي زمان ومكان وبالطبع دون أي حل ،وفي وسط هذا الضجيج نسمع صوتاً يهمس لنا بفتوى أو بقرار جديد يقضي بجواز زواج الفتاة التي تبلغ تسع سنوات،وكأن هذا هو الحل الذي سيخلي باب المحاكم من المشاكل الزوجية أو ربما الطفلة التي تبلغ تسع سنوات أصبحت تملك خبرة عن الزواج أكثر من التي تكبرها ،أو ربما لأنها مازالت لم تعرف أين مصلحتها ،فالزوج سيكون هنا بمثابة الزوج والأب وهذا ضمان لطفلة أو لزوجة لا تشتكي ولا تطالب لا بالقليل ولا بالكثير.