واصلت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء اهتمامها بمشروع إصلاح قانون الهجرة الأمريكي٬ والمشاورات الجارية بالكونغرس من أجل اعتماده٬ علاوة على التطورات الأخيرة للنزاع السوري المسلح٬ والموقف الأمريكي من هذه الأزمة. وهكذا٬ كتبت يومية (واشنطن بوست) أن الخلافات بين الزعماء المحافظين بالحزب الجمهوري بدأت تطفو على السطح بخصوص العبء المالي الذي سيشكله مشروع إصلاح قانون الهجرة على الميزانية الفيدرالية٬ وذلك على بعد بضعة أيام فقط على النقاش المرتقب بمجلس الشيوخ حول هذا الإصلاح الهام٬ الذي سيقنن وضعية نحو 11 مليون مهاجر غير شرعي يعيشون فوق التراب الأمريكي. وأبرزت الصحيفة٬ في هذا الصدد٬ أن العديد من المحافظين سارعوا إلى معارضة نتائج الدراسة٬ التي نشرتها أمس مؤسسة (هيريتاج)٬ والتي أكدت من خلالها أن هذا المشروع سيكلف ميزانية الدولة نحو 6.3 مليار دولار٬ معتبرين أن هذه المؤسسة لم تأخذ بعين الاعتبار الدور الذي سيضطلع به العمال المهاجرون في إنعاش الاقتصاد الأمريكي. من جهتها٬ كتبت صحيفة (لوس أنجلس تايمز) أن السيناتور الشاب عن ولاية فلوريدا والنجم الصاعد بالحزب الجمهوري ماركو روبيو انخرط في توضيح مزايا إصلاح قانون الهجرة لأعضاء حزبه٬ مضيفة أن روبيو يريد أن يكون المتحدث باسم حزبه بخصوص هذا الإصلاح٬ الذي ظل الجناح المتطرف للحزب الجمهوري دائما سببا مباشرا في نسف كل محاولات إصلاح نظام الهجرة الأمريكي. وبخصوص الأزمة السورية٬ أبرزت صحيفة (وول ستريت) أن التطورات الأخيرة لهذا النزاع المسلح٬ التي شهدت انضمام بعض المقاتلين من حزب الله اللبناني إلى صفوف قوات نظام بشار الأسد٬ أثارت قلق الولاياتالمتحدة التي تعتبر هذه الحركة٬ التي تدعمها طهران٬ منظمة إرهابية. ولاحظت الصحيفة ٬ في هذا الصدد٬ أن هذه التطورات الجديدة دفعت المسؤولين الدبلوماسيين والمخابرات الأمريكية إلى مراجعة حساباتهم٬ في وقت كانوا يحاولون تحديد المدة الزمنية التي سيواصل خلالها بشار الاسد التمسك بالسلطة. أما يومية (نيويورك تايمز)٬ فقد أبرزت أن البيت الأبيض أعرب عن إرادته مواصلة اعتماد نفس المقاربة الحذرة بخصوص الأزمة السورية٬ وذلك على الرغم من الهجمات الأخيرة التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي ضد الأراضي السورية٬ وبروز احتمالات باستعمال الأسلحة الكيماوية في إطار هذا النزاع المسلح.