واصلت الصحف الأمريكية الصادرة ٬ اليوم الثلاثاء٬ اهتمامها بالتحقيق الجاري بشأن أحداث بوسطن الإرهابية٬ وانعكاسات هذه التفجيرات٬ التي قام بها شقيقان من أصول أجنبية٬ على مشروع إصلاح قانون الهجرة الأمريكي٬ إضافة إلى النزاع السوري المسلح. وهكذا٬ ذكرت يومية (واشنطن بوست) أن المحققين الفيدراليين حددوا أمس الاثنين التهم الموجهة للمشتبه بضلوعه في ارتكاب هذا الحادث٬ والذي لا يزال بالمستشفى يتلقى العلاج على إثر الإصابات التي تعرض لها خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة٬ أسفر عن مقتل شقيقه وشريكه في هذا الاعتداء. وأوضحت الصحيفة أنه تم استجواب المتهم٬ جوهر تسارناييف (19 سنة) بالمستشفى بحضور قاض فيدرالي والعديد من المحامين٬ مضيفة أن المتهم الشاب٬ الذي تعرض لطلقة نارية على مستوى العنق٬ تواصل مع المحققين عن طريق الكتابة بعد أن تعذر عليه الكلام. ومن جهتها٬ سلطت يومية (وول ستريت) الضوء على أحداث بوسطن كما وصفها المحققون٬ الذين أكدوا أن المتهم وضع عبوة ناسفة تقليدية الصنع وسط الجماهير التي حجت لمشاهدة ماراطون بوسطن الدولي٬ في وقت عمد شقيقه على وضع عبوة ثانية في مكان آخر غير بعيد عن المكان الأول. ومن جانبها٬ أبرزت صحيفة (دو هيل) أن المخاوف الأمنية التي أثيرت بعد هذا الحادث تهدد بتأخير المصادقة على مشروع إصلاح قانون الهجرة٬ الذي يؤكد معارضوه أنه عاجز عن تأمين حدود البلاد. وأبرزت أن الزعماء الجمهوريين بالكونغرس اعتبروا أن هذا المشروع الإصلاحي يتضمن ثغرات في مجال الأمن الوطني٬ وهي الحجة التي اكتسبت زخما غداة تفجيرات بوسطن٬ التي حصل أحد مرتكبيها على الجنسية الأمريكية٬ والثاني على الإقامة الدائمة. وفي الشأن الدولي٬ اهتمت يومية (نيويورك تايمز) بالتطورات الأخيرة للنزاع السوري المسلح٬ الذي خلف إلى حدود الساعة أزيد من 70 ألف قتيل٬ وأكثر من مليون لاجئ ومرحل. واعتبرت الصحيفة٬ واسعة الانتشار٬ أن سياسة الرئيس باراك أوباما "تقود بشكل حذر لكن ملائم نحو دعم أكبر لقوات المعارضة السورية"٬ مبرزة أن الرئيس الأمريكي عالج بحكمة كل النداءات التي دعت إلى تزويد المعارضة السورية بالأسلحة٬ والتدخل بشكل مباشر في هذا النزاع٬ وهو الأمر الذي ينبغي أن يواصل القيام به. وفي كندا٬ خصصت اليوميات حيزا هاما من مواضيعها وتعاليقها للحديث عن المؤامرة الإرهابية التي أحبطتها الشرطة الكندية والاتهامات بتسييس هجمات بوسطن. وركزت الصحف الكندية على عملية توقيف الإرهابيين المفترضين٬ أمس الاثنين٬ بتورنتو ومونريال٬ واللذين كانا يتلقيان الأوامر- بحسب الشرطة الكندية- من عناصر محسوبة على تنظيم القاعدة بإيران. ونقلت صحيفة (ناشيونال بوست)٬ عن مصالح الدرك بكندا أن هذين الشخصين كانا يعتزمان تنفيذ اعتداء إرهابي ضد قطار للمسافرين بمنطقة تورنتو٬ مضيفة أنهما سيواجهان بموجب القانون الجنائي تهم التآمر لارتكاب عمل إرهابي لصالح أو بأمر من جماعة إرهابية٬ أو بتآمر معها. وسجلت وسائل الإعلام الكندية أنها المرة الأولى التي تشير فيها السلطات الكندية إلى تنظيم القاعدة عند توجيه الاتهامات٬ مضيفة أنه جرت مناقشة مشروع قانون مكافحة الإرهاب في نفس اليوم الذي أحبطت فيه الشرطة الكندية هذه المؤامرة.