انصب اهتمام صحف أمريكا الشمالية الصادرة ٬ اليوم الأربعاء٬ على الخطاب السنوي حول وضعية الاتحاد٬ الذي ألقاه مساء أمس الرئيس باراك أوباما٬ والذي استعرض خلاله برنامجه برسم السنوات الأربع المقبلة٬ واستقالة البابا بنديكت ال16٬ والتجربة النووية لكوريا الشمالية٬ إلى جانب اهتمامها باستئناف أشغال الجمعية الوطنية بكبيك والتورط الكندي في مالي. وهكذا٬ أبرزت صحيفة (وول ستريت)٬ المقربة من أوساط الأعمال٬ أن الرئيس الأمريكي قدم "أجندة طموحة" تهدف إلى إعادة النظر في الرواتب الدنيا٬ ورفع النفقات المخصصة للبنيات التحتية٬ ومواجهة إشكالية التغيرات المناخية٬ واعتماد قانون يقيد الولوج إلى الأسلحة. وأوضحت أن أوباما جدد التأكيد أيضا على ضرورة تقليص العجز المالي من خلال رفع الضرائب وإجراء اقتطاعات مالية٬ مع القيام بإصلاحات "متواضعة" في نظام التغطية الصحية على أساس يساهم الأمريكيون الأغنياء بحصصهم. ومن جانبها٬ سلطت صحيفة (بوسطن غلوب) الضوء على النداء الذي وجهه الرئيس أوباما إلى الكونغرس من أجل اعتماد سياسات جديدة تنعش الاقتصاد الذي يتقدم ببطء٬ وإصلاح القوانين حول الهجرة٬ علاوة على المصادقة على قوانين صارمة بخصوص حمل السلاح. وأضافت أن أوباما٬ الذي سعى إلى انتهاز هذه اللحظة المواتية جدا منذ إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية٬ جدد التأكيد على نفس المواضيع التي كان قد تطرق لها خلال خطاب إعادة تنصيبه في يناير الماضي٬ من خلال الدعوة إلى إصلاحات وتغييرات تعود بالنفع على الطبقة المتوسطة التي تواجه صعوبات جمة. ومن جهتها٬ أبرزت يومية (لوس أنجلس تايمز) المقاربة التي اعتمدها أوباما في خطابه حول وضعية الاتحاد٬ مؤكدة أن هذا الأخير ينبغي أن يعتمد نظام حكامة خاص في هذه الظرفية التي تشهد انقسامات. ولاحظت أن أوباما خصص تسعة دقائق من هذا الخطاب لتفصيل مقاربته حول المفاوضات المقبلة مع الجمهوريين حول موضوع الميزانية٬ مستعرضا مقترحاته لتفادي التقليص التلقائي للنفقات العمومية المرتقب بحلول مارس المقبل. وأشارت إلى أنه "على العكس٬ لم يخصص إلا دقيقتين للموضوع الذي يعتبره أولى أولويات إدارته٬ والمتعلق بإصلاح نظام الهجرة٬ حيث حرص على عدم تقديم أي مقترح٬ والاكتفاء بالإشادة بالعمل الذي أنجزه في هذا الصدد الفريق المكون من عدد من المنتخبين الجمهوريين والديمقراطيين بمجلسي الكونغرس٬ و الذي يعمل بلا كلل من أجل إعداد مشروع قانون" في هذا الاتجاه. على صعيد آخر٬ سلطت صحيفة (بوليتيكو) الضوء على رد السيناتور الشاب عن ولاية فلوريدا٬ ماركو روبيو٬ على خطاب باراك أوباما٬ مؤكدة أن هذا النجم الصاعد بالحزب الجمهوري كان يهدف بالأساس إلى التبرؤ من الإرث الذي خلفه رومني للحزب. وكتبت اليومية٬ في هذا السياق٬ أن "اختيار روبيو للرد على أوباما يشكل محاولة مفتوحة من الحزب الجمهوري على درب إعادة تأهيله منذ الانتخابات الرئاسية الاخيرة". على صعيد آخر٬ تطرقت (نيويورك تايمز) إلى استقالة البابا بنديكت ال16٬ مبرزة أن هذا الأخير أعلن في أول ظهور له بعد استقالته٬ أنه "تصرف بحرية تامة من أجل صالح الكنيسة" الكاثوليكية٬ لأنه لم يعد قادرا على تأمين المهام الموكولة له. أما يومية (واشنطن بوست)٬ فتوقفت عند التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية٬ مؤكدة أن هذه الأخيرة تشكل خطرا على أمريكا وحلفائها في المنطقة. وسجلت اليومية أن "توقيت هذه التجربة النووية ينظر إليه بواشنطن على أنه محاولة من الرئيس الكوري الشمالي لسرقة الاضواء من أوباما٬ الذي كان يستعد لإلقاء خطابه السنوي حول وضعية الاتحاد"٬ مذكرة بأن الرئيس الامريكي كان قد وصف هذه التجربة ب"العمل المستفز". وفي كندا اهتمت الصحف بالتجربة النووية الثالثة لكوريا الشمالية٬ والتي أكدت بيونغ يانغ أنها نفذتها بíœ"نجاح" أمس الثلاثاء. وجاء في عناوين الصحافة أن "كوريا الشمالية تستفز العالم" بتجربتها النووية٬ وكتبت " لودوفوار" أن "في ذهن كيم جونغ اون - البقاء في السلطة عن طريق الابتزاز النووي". وأضافت الصحيفة "في خطوة على ما يبدو متهورة ٬ أخذ نظام كوريا الشمالية من جديد٬ المجتمع الدولي للمواجهة عن طريق إجراء اختبار نووي ثالث" . وبخصوص استئناف أعمال الجمعية الوطنية لكيبيك٬ ركزت عناوين الصحف على "إحراج الدخول البرلماني" ٬ مشيرة إلى أن عدم الانتباه أدى بحكومة بولين ماروا إلى التصويت أمس الثلاثاء ضد التخفيضات في الميزانية التي هي بذاتها فرضتها على الجامعات. وكتبت الصحف أن حكومة حزب كيبيك تواجه اتهامات متنوعة بالارتجالية خلال الدخول البرلماني٬ مبرزة أن حزب كيبيك (استقلالي)٬ والوزير الأول أيضا لكيبيك٬ حاول أن يقدم تطمينات مؤكدا أنه بالرغم من التخفيضات٬ فإن زيادة ميزانية الجامعات ستزداد في 2013-2014. وعادت الصحف الكندية ٬ من جانب آخر٬ إلى موضوع تورط كندا في مالي٬ مشيرا بهذا الخصوص إلى تأكيد قائد الدبلوماسية الكندية جون باير أمام اللجنة الدائمة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس العموم أنه "لا يوجد جنود كنديون في مالي". وتحت عنوان "دعم كندي لمالي -بيرد يرفض أفغانستان أخرى٬ كتبت جريدة "لو دفوار" أن "الأزمة في مالي تشكل واقعا ليس غريبا على كندا التي ترفض إرسال قواتها إلى أفغانستان أخرى". وأضافت الصحيفة أن اوتاوا في الوقت الراهن "لا تقوم سوى بتأكيد موقفها الرافض لارسال قوات كندية الى مناطق القتال٬ وأن الحكومة تواصل تقديم المساعدات الانسانية".