اهتمت صحف أمريكا الشمالية الصادرة اليوم الأربعاء بإصلاح نظام الهجرة٬ والاقتطاعات التي تهدد ميزانية الدفاع والوكالات الفيدرالية٬ إضافة إلى الأزمتين المصرية والمالية. وهكذا٬ كتبت (واشنطن بوست) أن الرئيس الأمريكي "نزل بكل ثقله من أجل تمرير قانون للهجرة يمكن نحو 11 مليون مهاجر غير شرعي من الحصول على الجنسية الأمريكية". وأبرزت الصحيفة أن أوباما٬ الذي ينحدر بدوره من أب مهاجر كيني وأم أمريكية٬ لم يتوقف عن التذكير بالدور الذي اضطلع به المهاجرون على مر تاريخ الولاياتالمتحدة٬ مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي يؤكد بالموازاة مع ذلك على ضرورة تأمين حدود الولاياتالمتحدة٬ ومعاقبة المقاولات التي تشغل المهاجرين غير الشرعيين. واعتبرت جريدة (وول ستريت جورنال)٬ من جهتها٬ أن الرئيس أوباما تعمد التركيز في خطابه على موضوع الهجرة من أجل إثارة المزيد من الحماس بين مؤيديه٬ مع الحرص على عدم التفريط في الجمهوريين الذين يترددون في دعم مشروع قانون يرتبط بشكل كبير برئيس البلاد. على صعيد آخر٬ توقفت صحيفة (لو هوفينغتون بوست) عند الاقتطاعات المالية التي تهدد قطاع الدفاع والوكالات الفيدرالية الأمريكية٬ مذكرة بالتوقعات المتشائمة التي أعلنها في هذا الصدد زعيم الجمهوريين٬ ورئيس لجنة الميزانية بمجلس النواب الأمريكي٬ بول ريان. ونقلت الصحيفة عن ريان قوله "إننا نعتقد أن هذه الاقتطاعات قادمة لا محالة٬ لأن الديمقراطيين يعارضون جهودنا دون اقتراح بدائل"٬ مضيفا أن الاقتطاعات ستتم بشكل تلقائي ابتداء من الفاتح مارس المقبل في غياب اتفاق حول رفع السقف الدين العمومي الأمريكي. ومن جهة أخرى٬ استأثرت الأزمة المصرية باهتمام الصحافة الأمريكية٬ التي سلطت الضوء على التحذير الذي أطلقه وزير الدفاع المصري والجنرال عبد الفتاح السياسي حول احتمال إفلاس الدولة المصرية. وتناقلت بعض الصحف تصريحات هذا المسؤول المصري التي أكد خلالها أن "الاختلافات القائمة بين الزعماء الإسلاميين والمعارضة بشأن تدبير شؤون البلاد تقود نحو الإفلاس٬ وتهدد مستقبل الأجيال القادمة". ولا حظت (نيويورك تايمز)٬ في هذا السياق٬ "أن الرئيس محمد مرسي بدا عاجزا أمس الثلاثاء عن وقف العنف على طول قناة السويس٬ التي تعد ممرا بحريا حيويا". وأضافت أن "حلفاءه داخل حركة الإخوان المسلمين وكذا المعارضة بدوا غير فعالين في مواجهة هذه الأزمة٬ واكتفوا بالتراجع إلى الوراء وتبادل الاتهامات". وحول الأزمة المالية٬ أوردت صحيفة (لوس أنجلس تايمز) تصريح الرئيس الفرنسي٬ فرانسوا هولاند٬ الذي أكد من خلاله أن المتطرفين يعيشون حالة من الفوضى٬ وأن قوات بلاده ستسلم قريبا مالي إلى القوات الإفريقية. وبعد أن ذكرت بالدروس المستخلصة من تدخل البلدان الغربية بليبيا٬ منذ سنتين٬ حذرت الصحيفة من الانسحاب السابق لأوانه للقوات الفرنسية وحلفائها الأمريكين والأوروبيين من المسرح المالي. وأكدت (لوس أنجلس تايمز)٬ نقلا عن خبراء عسكريين أمريكيين٬ أنه ينبغي على فرنسا أن تحتفظ بتواجد رمزي بمالي٬ بشكل يمكنها من تقديم الدعم الجوي واللوجيستي٬ وتدريب القوات المسلحة المالية وجمع المعلومات". وفي كندا٬ اهتمت الصحف الصادرة اليوم بالقضايا ذات الطبيعة الاجتماعية٬ والفساد٬ والقضايا الدولية بما في ذلك إصلاح نظام الهجرة في الولاياتالمتحدة٬ وزيارة العمل التي تجريها رئيس وزراء كيبيك لاسكتلندا ودعم كندا لمالي. وهكذا٬ فإن صحافة كيبيك تابعت عن كثب جلسات الاستماع التي تنظمها لجنة التحقيق حول تدبير الصفقات العمومية في قطاع البناء. وكتبت صحيفة (لو دوفوار) أن نطاق الفساد اتسع ليشمل أكثر من حالتي المقاول لينو زامبيتو والمهندس ميشيل لينو لالوند. وواصلت صحف كيبيك أيضا التعليق على الزيارة التي تقوم بها رئيسة وزراء كيبيك٬ بولين ماروا٬ إلى اسكتلندا حيث اعتبرت (لو دوفوار) أن "رئيس الوزراء الاسكتلندي أليكس سالموند لا يعرض علاقات بلاده مع كندا إلى الخطر". على الصعيد الدولي٬ ركزت الصحافة الكندية على إصلاح نظام الهجرة في الولاياتالمتحدة ودعم كندا لمالي. وفي هذا السياق٬ أوردت الصحف الكندية أن أوتاوا قدمت 13 مليون دولار إضافية من أجل تحسين الأمن الغذائي وتوفير الرعاية الصحية في حالات الطوارئ في مالي٬ وكذلك مساعدة 150 ألف لاجئا فروا من العنف الذي تشهده البلاد نحو دول غرب إفريقيا.