الأمير سلطان بن عبد العزيز ظل وليا للعهد بالسعودية فترة طويلة (الفرنسية) توقعت صحيفة لوس أنجلوس الأميركية نقلا عن تقارير حديثة أن تسارع الأسرة الحاكمة في السعودية بتعيين ولي عهد جديد بعد وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود الذي شغل ذلك المنصب فترة طويلة. وأجمعت الصحف الرئيسية بالولاياتالمتحدة، وتحديدا نيويورك تايمز وواشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز، على أن الاختيار لولاية العرش سيقع على الأمير نايف بن عبد العزيز، الأخ غير الشقيق للأمير الراحل ووزير الداخلية الحالي. وكان الملك عبد الله البالغ من العمر 87 سنة قام عام 2009 بترفيع نايف ليصبح النائب الثاني لرئيس الوزراء، وهو منصب عادة ما يشغله الشخص الثاني في ترتيب المؤهلين لتولي العرش الملكي. وتقول لوس أنجلوس تايمز إن نايف (76 سنة) هو من ظل يقود الحملة الصارمة ضد "المسلحين الإسلاميين" ومع ذلك فهو شخصية محافظة أكثر من الملك والأمير الراحل على ما يُعتقد. وتضيف أن نايف "يرتبط بعلاقات وثيقة بعلماء الدين الوهابيين الذين يؤيدون الفصل بين الرجال والنساء، وظلوا يقاومون محاولات إجراء إصلاحات متواضعة مثل إقامة أول جامعة للتعليم المختلط في البلاد، ومنح النساء حق التصويت". ومع أن السلطة المطلقة في أمور العرش تقع على عاتق الملك، فإن الملك عبد الله ربما يدعو هيئة البيعة للانعقاد، وهي كيان يضم أفراد العائلة المالكة أنشئ بغرض إضفاء شفافية أكبر لعملية الاختيار. الاختيار على أن اختيار ولي عهد جديد ربما يكتنفه بعض التعقيد بسبب أمور خاصة بالعائلة بالإضافة إلى تقدم أعمار كبار الأمراء ومرضهم، وفق لوس أنجلوس تايمز. وهو رأي تتفق معه نيويورك تايمز الواسعة الانتشار، إذ ترى أن وفاة سلطان ستثير قضايا الخلافة المعقدة في وقت تمور فيه المنطقة العربية بالاضطرابات السياسية. وقالت إن الأمير الراحل هو واحد من "السديرين السبعة"، وهم الأبناء السبعة الأشقاء من حصة السديري الزوجة التي كانت أثيرة لدى الملك عبد العزيز آل سعود، الذي أسس المملكة عام 1932. وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء السبعة شكلوا ما يُشبه العشيرة الصغيرة داخل الأسرة الحاكمة، وغالبا ما عملوا على عرقلة إجراءات الملك الإصلاحية. غير أن الصحيفة لا تتوقع ثمة تحديا خطيرا يواجه اختيار نايف لمنصب ولي العهد، خصوصا وأنه ظل يدير شؤون المملكة أثناء الغياب المتكرر للملك والأمير سلطان لتلقي العلاج. ويريد النظام الملكي السعودي أن يظهر بمظهر النظام المستقر في بحر السياسة العربي المتلاطم الأمواج في الوطن العربي. ويرى مسؤولون وخبراء أن وفاة الأمير سلطان لن تغير شيئا في وضع علاقات السعودية بالولاياتالمتحدة. وقد اتسمت العلاقات بين البلدين بتوتر متزايد السنوات الأخيرة، وزادتها سوءا الانتفاضات الشعبية التي عمت المنطقة هذه السنة، حيث يرى السعوديون أنها تهدد استقرار بلدهم. وبالرغم من أن الأمير سلطان كان من الموالين نسبيا للولايات المتحدة بينما كان نايف أكثر ميلا لانتقادها، فإن الخبراء لا يعزون ما اعترى العلاقات من توتر إلى نفوذ نايف المتعاظم، وفق صحيفة لوس أنجلوس. وفي معرض تعليقها على وفاة سلطان وتداعياته المحتملة على العلاقات الأميركية السعودية، نقلت واشنطن بوست عن جون أولترمان –مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأميركي- أن تلك العلاقات ظلت تتعرض لتوتر متزايد. واستشهد أولترمان في هذا السياق بخلافات البلدين بشأن العراق وإيران، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والانتفاضات الشعبية في العالم العربي. وقال إن السعوديين "يعتقدون أن الولاياتالمتحدة ظلت غير فعالة وتلحق الضرر بمصالحها ومصالح السعودية، ولا أظن أن نايف يملك القدرة على قلب تلك الأوضاع".