وفاة ولي عهد السعودية خسارة لشركات الأسلحة في العالم أعلن الديوان الملكي السعودي يوم السبت 22 أكتوبر، عن وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي. وأصبح الأمير سلطان الذي يعتقد أن عمره نحو 86 عاما وليا للعهد منذ عام 2005 لكنه كان وزيرا للدفاع منذ عام 1962 . وساءت حالة الأمير سلطان الصحية في السنوات الأخيرة وأمضى فترات طويلة خارج المملكة العربية السعودية للعلاج. وكانت برقية دبلوماسية أمريكية مؤرخة عام 2009 نشرها موقع ويكيليكس وصفت الأمير سلطان بأنه "عاجز من جميع النواحي العملية". ومن المتوقع الآن أن يدعو الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية هيئة البيعة إلى عقد جلسة لاختيار ولي جديد للعهد والذي من المتوقع أن يكون وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز. والأمير نايف وزير للداخلية منذ عام 1975 وعين نائبا ثانيا لرئيس الوزراء عام 2009 . ويعتقد أن الأمير نايف محافظ بشكل أكبر من الملك عبد الله أو الأمير سلطان وهو في أواخر السبعينات من العمر وأدار شؤون المملكة اليومية في غياب كل من الملك عبد الله والأمير سلطان. والملك عبد الله في أواخر الثمانينات من عمره وخضع لجراحة في الظهر في وقت سابق من الشهر الحالي ولكن جرى تصويره منذ ذلك الوقت وبدا في صحة جيدة. اختيار سري بعيدا عن الشعب وللمرة الأولى في تاريخ السعودية التي تأسست العام 1932، لن يخلف ولي عهد الملك وستختار هيئة البيعة التي تضم عددا من أمراء آل سعود ولي عهد جديدا خلفا للأمير سلطان بن عبد العزيز. ويعتبر وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز (78 عاما) الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الاحتمال الأبرز اثر تعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء في مارس 2009. وضمن آليات الخلافة التي أقرت قبل بضعة أعوام، عين الملك عبد الله أعضاء هيئة البيعة ووضع على رأسها أخيه غير الشقيق الأمير مشعل بن عبد العزيز. وتضم الهيئة 35 أميرا من أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز مهمتهم تامين انتقال الحكم ضمن آل سعود لا سيما عبر المشاركة في اختيار ولي العهد. والهيئة مكونة من أبناء الملك المؤسس. وينوب عن المتوفين والمرضى والعاجزين منهم، احد أبنائهم يضاف إليهم اثنان من أبناء كل من أبناء الملك المؤسس يعينهما الملك وولي العهد. ويقوم نظام الهيئة على "اختيار الأصلح للحكم من أبناء الملك المؤسس" عبد العزيز آل سعود، وذلك من ضمن اقتراحات الملك، الذي يقترح اسما أو اسمين أو ثلاثة أسماء لمنصب ولي العهد. ويمكن للجنة أن ترفض هذه الأسماء وتعين مرشحا لم يقترحه الملك. وإذا لم يحظ مرشح الهيئة بموافقة الملك، فان "هيئة البيعة" تحسم الأمر بالغالبية في عملية تصويت سرية يشارك فيها مرشحها ومرشح يعينه الملك وذلك خلال مهلة شهر. وذلك في معزل عن المجتمع وتغييب تام للشعب. خسارة كبيرة لشركات السلاح كان ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي توفى يوم السبت شخصية محورية في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وهيمن على سياستها الدفاعية وكان ينظر إليه منذ فترة على انه ملك المستقبل. وشغل الأمير سلطان منصب وزير الدفاع لنحو نصف قرن وفي عام 2005 أصبح وليا للعهد للعاهل السعودي الملك عبد الله وتكمن قوته في سيطرته على القوات المسلحة الرسمية. واشرف على مشتريات أسلحة ضخمة جعلت من المملكة واحدة من أكبر دول العالم من حيث مشتريات السلاح. فخلال توليه منصب وزير الدفاع انفق الأمير سلطان مئات المليارات على تحديث القوات المسلحة وضاعف عدد أفرادها ليتجاوز مئة ألف واشترى أسلحة متطورة من سائر أنحاء العالم. وكانت السعودية من أكبر دول العالم من حيث مشتريات الأسلحة في العقود الماضية وعادت في السنوات الأخيرة للإنفاق السخي مع تنامي دخلها من النفط ليملا خزانة الدولة. وغالبا ما تودد قادة أوروبيون لشخصيات بارزة في الأسرة الحاكمة في السعودية ولاسيما الأمير سلطان للترويج لعتادهم وتوفير وظائف في بلادهم. وفي سبتمبر 2010 قال مسؤولون أمريكيون انهم يتوقعون طلبية أسلحة سعودية تصل قيمتها إلى 60 مليار دولار. علاقات متميزة مع الغرب كان الأمير سلطان حريصا على إقامة علاقات وثيقة مع الغرب وبصفة خاصة الولاياتالمتحدة رغم انه نأي بنفسه مثل بقية أفراد الأسرة الحاكمة عن الهجوم الذي قادته الولاياتالمتحدة على العراق في عام 2003. وقال دبلوماسيون انه وأشقاءه قاوموا بعض الإصلاحات التي أراد الملك عبد الله تنفيذها عقب هجمات 11 ستبمبر عام 2001 التي سلطت اهتماما غير مرغوب على السعودية لان معظم منفذي الهجوم كانوا من السعوديين. وكان احد أبنائه السبع الأمير بندر سفيرا للمملكة لدى الولاياتالمتحدة في الفترة من عام 1983 إلى عام 2005 وقد بذل قصاري جهده لتخفيف حدة التوتر الذي طفا على سطح التحالف الاستراتيجي بين البلدين عقب هجمات 11 سبتمبر. --- تعليق الصورة: الراحل سلطان بن عبد العزيز (يمين) في قصره بأكادير وإلى جانبه أخوه نايف المرشح لخلافته