اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس بالخصوص بالمبادرة العربية الجديدة للسلام في منطقة الشرق الأوسط٬ وبالتفجيرات الإرهابية التي شهدتها منطقة جبل الشعانبي بولاية القصرينالتونسية٬ فضلا عن آخر التطورات التي تشهدها الأزمة السورية٬ إلى جانب مستجدات التحقيق في قضية تفجيرات بوسطن وتطورات الشأن الاقتصادي والمشهد السياسي في مصر. ففي الأردن كتبت صحيفة (الرأي)٬ تحت عنوان "المبادرة العربية..لماذا الآن"٬ أنه "من حيث المضمون٬ وباستثناء القبول بتبادل الأراضي قبل البدء بالمفاوضات٬ لا يوجد تغيير على جوهر المبادرة العربية التي طرحت عام 2002٬ حينذاك لم يفلح العرب باقناع اسرائيل بمجرد التعاطي معها"٬ متسائلة عن "الجديد الآن الذي يستدعي إعادة إحياء المبادرة في ظل تفاقم الأزمة السورية والعراقية٬ وتراجع قدرة مصر عن لعب أي دور مؤثر في الملف الفلسطيني قياسا بقدرتها عام 2002 ". واعتبرت أن "حقوق الشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية هما الخاسر الأكبر من هذا السيناريو٬ فالسلطة الآن في أضعف أحوالها بفعل التغيير السياسي الذي حدث بمصر٬ وهي الحليف والرافعة الرئيسية للسلطة الفلسطينية٬ والادارة الامريكية حريصة على تقديم مكاسب لاسرائيل على حساب السلطة الفلسطينية٬ ذات صلة بحسابات سياسية دولية وإقليمية". من جهتها٬ كتبت صحيفة (الغد)٬ أن "هناك فرضيات مختلفة لتفسير المبادرة العربية. أولاها٬ أنه كما هو معروف٬ تعتني واشنطن بأن يظهر دائما وجود عملية سياسية٬ بغض النظر عن جوهر العملية ومدى تحقيقها أهدافها. وثانيها هي أنه حراك٬ حتى لو كان شكليا٬ لتبرير البدء بعملية ما. والفرضية الثالثة أن هذا التغيير مجرد بداية وجس نبض٬ ليكون بإمكان الوفد العربي تثبيت مبدأ صلاحياته بإحداث تغييرات أخرى. أما الفرضية الرابعة٬ والشبيهة جزئيا بالثالثة٬ فهي أن المطلوب أن يصبح العرب جزءا من المفاوضات". من جانبها٬ ذكرت صحيفة (الدستور)٬ أن الفلسطينيين أبدوا تباينا إزاء ما أعلنه الوفد الوزاري العربي في واشنطن بشأن تعديل مبادرة السلام العربية٬ حيث نقلت عن السلطة الفلسطينية قولها إن "الموقف العربي هو جزء من عملية تفاوضية سابقة مع إسرائيل ولا يضر بحل الدولتين٬ فيما اعتبرت فصائل معارضة لها٬ أنه تضمن تنازلات مجانية للحكومة الإسرائيلية". وبدورها٬ أشارت صحيفة (السبيل)٬ إلى أن المبادرة "قوبلت بردود فعل متباينة في الجانب الإسرائيلي٬ ومن أبرزها دعوة أكثر من خمسين نائبا في الكنيست لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى مخاطبة ومناقشة البرلمان الإسرائيلي خلال الأيام المقبلة بهذا الشأن٬ مع التأكيد على أهمية التجاوب مع هذا الموقف الجديد". وفي سياق متصل٬ تطرقت الصحف القطرية بدورها للجهود المبذولة من أجل تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط٬ حيث كتبت صحيفة (الشرق) القطرية أن الموقف العربي الجديد بشأن التعديل المحدود لمبادرة السلام العربية والذي عبر الوفد الوزاري العربي رفيع المستوى الذي زار واشنطن قبل يومين٬ "يأتي في مرحلة دقيقة تمر بها القضية الفلسطينية حيث تتواصل عمليات الاستيطان والتهويد والحصار والقمع في الأراضي الفلسطينية٬ في حين لا تزال عملية السلام مجمدة منذ تولي بنيامين نتنياهو رئاسة وزراء اسرائيل". وأضافت انه ومع الجدل الواسع الذي يدور حاليا حول التعديل الذي طرح على المبادرة العربية للسلام٬ "يبدو أن التحرك العربي٬ نجح إلى حد كبير في إلقاء حجر في بركة عملية السلام في الشرق الاوسط٬ ووضع المجتمع الدولي واللجنة الرباعية وخصوصا الولاياتالمتحدة الدولة الراعية للمفاوضات٬ أمام مسؤولياتها". وبخصوص الأزمة في سورية٬ أكدت صحيفة (الراية) أن الأمور في سورية "تتجه نحو التصعيد أكثر وربما تتجه نحو الحسم عسكريا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن واشنطن تمتلك أدلة على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا لكنها تجهل كيف استخدمت ومتى استخدمت ومن استخدمها". ولاحظت الصحيفة في افتتاحيتها أن "المؤشر الآخر على أن الأمور في سورية تتجه بالفعل نحو التصعيد خلال الأسابيع القليلة المقبلة ما جرى تسريبه عن رغبة الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية للاستقالة بسبب انسداد الأفق السياسي والمأزق الذي وصل إليه النزاع السوري". وأوضحت أن استقالة الإبراهيمي "إذا حصلت والمتوقعة قريبا والتي تعد الاستقالة الثانية بعد استقالة المبعوث المشترك السابق كوفي عنان تعني أن الأممالمتحدة قد فشلت فشلا ذريعا في الضغط لتحقيق حل سياسي للأزمة السورية وأن صراعات وانقسامات المجتمع الدولي وفشل مجلس الأمن الدولي في الحديث بصوت واحد قد ساهمت في زيادة المأساة التي تجري فصولها في سوريا لأكثر من عامين". وفي تونس انصب اهتمام الصحف المحلية بتطورات الوضع الداخلي وخاصة ما يتعلق بمخاطر ظاهرة الإرهاب٬ الذي أصبح يهدد البلاد في ضوء التفجيرات الأخيرة التي شهدتها منطقة (جبل الشعانبي) بولاية القصرين والناجمة عن ألغام أرضية زرعتها عناصر إرهابية مما أسفر عن إصابة عدد من رجال الأمن والجيش. وفي هذا السياق كتبت صحيفة "التونسية" أن عمليات تعقب الإرهابيين المتمركزين في (جبل الشعانبي) التي أعلنت منطقة عسكرية مغلقة٬ انتقلت إلى مرحلة جديدة تحت قيادة الجيش الوطني بواسطة نخبة من القوات الخاصة٬ مشيرة إلى أن فرقة الهندسة العسكرية المختصة في تفكيك الألغام شرعت في عمليات التفجير عن بعد لهذه الألغام. وقالت إن القوات التونسية أقامت مراكز ونقط المراقبة بكل الطرقات والمنافذ المؤدية إلى المنطقة عبر سلسلة الجبلية الممتدة من ولاية القصرين جنوبا وصولا إلى ولاية الكاف شمالا على بعد مسافة قصيرة من الشريط الحدودي بين تونسوالجزائر٬ من أجل تضييق الخناق على المجموعات المسلحة٬ مشيرة إلى أن وحدات الجيش شرعت أمس في قصف منطقة الألغام بالمدفعية لتفجيرها وكشف ما بقي منها مزروعا تحت الأرض قبل تظهيرها وفتح الطريق أمام الفرق المختصة لاقتحام أماكن اختباء الإرهابيين. وتعقيبا على هذه الأحداث كتبت ذات الصحيفة أن هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد أن المجموعات الإرهابية المسلحة "قررت المرور بتونس من أرض عبور إلى أرض جهاد "٬ معتبرة أن هذه الأحداث الخطيرة تشير إلى أن تونس بصدد التحول إلى "قاعدة للإرهاب الدولي وأرضية للنشاط الإرهابي ومجالا مفتوحا للجماعات الإرهابية". من جهتها اهتمت صحيفة "الصريح" بتصريحات لرئيس الحكومة التونسية علي العريض لدى قيامه أمس بزيارة المصابين في هذه الأحداث بالمستشفى العسكري بالعاصمة ٬ قال فيها إن تونس "تجتاز مرحلة صعبة سيسقط فيها بالضرورة ضحايا "٬ قبل أن يستدرك قائلا "لكن مع ذلك فتونس تبقى أفضل من بلدان كثيرة سيما في محيطها الإقليمي". أما صحيفة "الشروق" فقد كتبت في افتتاحيتها أن احتفالات تونس بعيد الشغل تزامنت هذه السنة بتزايد "منسوب العنف الذي انطلق من تخزين الأسلحة والاغتيال السياسي إلى الإرهاب وزرع الألغام والتفجير٬ مهددا بذلك الأمن القومي ومبشرا بسيناريوهات خطيرة تستدعي توحد كل الجهود والابتعاد عن الخلافات السياسية والإيديولوجية والتصدي لهذا الغول الذي لا يميز بين ضحاياه ويستهدف وضع مشروع مجتمعي متخلف يجتث كل المكاسب التي راكمها المجتمع التونسي خلال العقود الطوية الماضية". وفي ذات السياق قالت صحيفة "الصريح" إنه "من المؤسف أن تندلع الانفجارات الإرهابية في الشعانبي وأهل السياسة يتدافعون في المطار لاستقبال داعية مصري يحرض على التطرف ٬ أو يتجادلون حول أحقية وأهلية من فلان وفلتان بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة لم يحدد موعدها بعد ٬ ويعلم الله إن كانت ستقع أم لا تقع" . أما في لندن فقد واصلت الصحف العربية الصادرة هناك رصدها لتطورات الأحداث في سوريا والعراق٬ إلى جانب مستجدات التحقيق في قضية تفجيرات بوسطن. وبخصوص الوضع في سوريا٬ كتبت صحيفة (الشرق الأوسط)٬ عن النقاش الذي تشهده دهاليز الإدارة الأمريكية بخصوص تزويد المعارضة السورية بأسلحة "فتاكة"٬ مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن مثل هذا النوع من المساعدات. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية قولها إنه يتوقع أن يجري التوصل إلى قرار نهائي في هذا الصدد في غضون أسابيع وقبل لقاء القمة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين٬ والذي يتوقع أن تتصدر الأزمة السورية جدول أعماله. وكتبت صحيفة (الحياة) من جهتها عن مواصلة دول غربية وعربية مساعيها لتوحيد المعارضة السورية السياسية وتجاوز تداعيات استقالة معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية٬ وذلك بالتوازي مع زيادة دعم التحالف الغربي للجيش الحر٬ وكذا في ظل القلق المتزايد من تغلغل وزيادة عدد المتطرفين في صفوف مقاتلي المعارضة السورية. وأشارت الصحيفة إلى زيارة مسؤولين أمريكيين لتركيا الأسبوع الماضي للقاء قادة كتائب مسلحة في شمال سوريا وشمال غربها٬ للبحث في تقوية المجالس المحلية وتشكيل قوات شرطة لضبط الأمن في هذه المناطق والتخفيف من سلطة المتشددين الاسلاميين فيها. أما صحيفة (القدس العربي)٬ فتطرقت من جانبها٬ إلى توقع دبلوماسيين بالأممالمتحدة بتقديم الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي استقالته قريبا من منصبه كموفد خاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا. وأشارت الصحيفة إلى انتشار شائعات حول استقالة الابراهيمي منذ أسابيع خصوصا بسبب المأزق الذي وصل إليه النزاع السوري والانتقادات التي وجهت اليه من قبل السلطات والمعارضة في سورية على حد سواء. وذكرت (القدس العربي)٬ بإعلان النظام السوري الأسبوع الماضي وقف تعاونه مع الإبراهيمي كوسيط للجامعة العربية بعد أن قررت في نهاية مارس الماضي منح مقعد سوريا للمعارضة. وبخصوص تطورات المشهد السياسي المحتقن في العراق٬ كتبت صحيفة (الحياة)٬ أن هدوء حذرا ساد للمرة الأولى معظم المدن السنية المضطربة منذ أسابيع وأبرزها الأنبار٬ مشيرة إلى انعقاد اجتماعات بين مسؤولين محليين وزعماء عشائر ورجال دين داعمين للتظاهرات لسحب المظاهر المسلحة التي انتشرت في أعقاب "مجزرة الحويجة"٬ والسماح بدخول قوات الجيش إلى المدن بعد إعلان العشائر تشكيل "جيوش" للدفاع عن ساحات التظاهر. وأضافت الصحيفة أن القوات العسكرية والأمنية التزمت بالمقابل بعدم الاقتراب من مسلحي العشائر٬ وقلصت تحركاتها خصوصا في الأنبار التي شهدت قبل يومين مواجهات بين الطرفين. ومن جهتها٬ نقلت صحيفة (القدس لعربي) عن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي تحذيره أمس الأربعاء من أن نجاح محاولات "تمزيق العراق" ستؤدي إلى "حرب لا نهاية لها"٬ معتبرا أن الخطر على البلاد اليوم يأتي من المنطقة وتحدياتها الطائفية. ويشهد العراق منذ سنة 2003 أعمال عنف يومية قتل فيها عشرات الآلاف٬ غالبا ما تحمل طابعا طائفيا٬ فيما يواجه رئيس الوزراء الشيعي الذي يحكم البلاد منذ 2006 اتهامات بتهميش السنة والتفرد بالحكم. وبخصوص التحقيقات في اعتداء بوسطن٬ الشهر الماضي٬ كتبت صحيفة (الشرق الأوسط)٬ أن التحقيقات امتدت لتشمل ثلاثة مشتبهين جدد بعد اعتقال الشرطة الأمريكية ثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم طلبة قدموا مساعدات لجوهر تسارنايف٬ أحد الشقيقين اللذين تعتقد الشرطة أنهما نفذا الاعتداء المزدوج في 15 ابريل الماضي. ومن جهتها٬ قالت صحيفة (العرب)٬ إن السلطات الأمريكية وقعت في حرج أمني وسياسي إثر المعلومات التي كشفت عن قيام السعودية بتحذيرها سنة 2012٬ من تامرلان تسارنايف٬ أحد منفذي اعتداءات بوسطن٬ من دون أن تأخذ بها. وأشارت الصحيفة إلى أن مقال صدر على الموقع الالكتروني لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية يشير إلى أن وزارة الداخلية السعودية نبهت السلطات الأمريكية إلى خطر تامرلان مع ثلاثة من الجهاديين الباكستانيين. واضافت (العرب) أن السلطات السعودية سارعن إلى نفي صحة ما نشرته الصحيفة البريطانية . وفي مصر واصلت الصحف تتبعها لتطورات الشأن الاقتصادي والمشهد السياسي في البلاد٬ حيث كتبت صحيفة "الأهرام"٬ في هذا الصدد أن واشنطن وافقت على منح مصر قرضا بقيمة 190 مليون دولار كجزء من حزمة المساعدات المقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والتي تقدر ب450 مليون دولار ستتاح على دفعات وفقا لشروط أبرزها إصدار الحكومة بيانا رسميا تلتزم فيه بخطة للإصلاح الاقتصادي والمالي واستمرار المفاوضات مع صندوق النقد بنية الوصول إلى اتفاق. وارتباطا بارتفاع سعر صرف الدولار كتبت ذات الصحيفة أن هذا الارتفاع بات يشكل بابا خلفية للترويج للأدوية المغشوشة في مصر ٬ محذرة من أن الغش في الدواء بالسوق المحلية يكاد يقترب أو يتجاوز المعدلات المتعارف عليها عالميا. وواصلت صحيفة "الأخبار" تتبع ملف التعديل الوزاري المرتقب وسجلت أن الغموض ما زال يخيم على هذا التعديل مبرزة أن رئيس الوزراء يواجه مأزقا حقيقيا في اختيار الوزراء بسبب اعتذار مجمل الشخصيات التي اتصل بها لهذا الغرض. وفي موضوع آخر أكدت "الأخبار" أنه لا عودة في مصر للعمل بالتوقيت الصيفي٬ مشيرة إلى أنه ليست هناك أية نية لدى الحكومة لتعديل المواقيت بدعوى توفير الطاقة وترشيد استعمال الكهرباء. وكتبت "الجمهورية" بدورها أن وزراء الكهرباء في الدول العربية اتفقوا خلال اجتماعهم بالقاهرة على ضرورة إنجاز الربط الكهربائى الشامل بين الدول العربية بحلول عام 2020 واستكمال الإجراءات المتعلقة بمساهمة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والبنك الدولي في تمويل دراسة الربط الكهربائي الشامل للدول العربية. أما "اليوم السابع" فسلطت الضوء على جانب من الزيارة الاخيرة للرئيس مرسي لروسيا وأوضحت أن مستشار رئيس الجمهورية تقدم خلال هذه الزيارة بطلب رسمي لموسكو برفع اسم جماعة الإخوان المسلمين من قوائم الارهاب. وذكرت الصحيفة أن موسكو لم تبد الموافقة أو الرفض على هذا الطلب الذي تباينت بشأنه مواقف المسؤولين الروس بين مؤيد ومعارض. بدورها كتبت صحيفة "المصري اليوم" تحت عنوان "ثورة السلفيين ضد الأمن الوطني" أن رموز الحركات السلفية دعت للاحتشاد اليوم أمام مقر جهاز الأمن الوطني (أمن الدولة) للمطالبة بإعادة هيكلة الجهاز وتغيير عقيدته أو الغائه بصورة مؤقتة لحين استقرار الأمور. ما في موريتانيا فقد شكل احتفال الطبقة الشغيلة الموريتانية٬ أمس بعيد الشغل٬ الموضوع الرئيسي الذي استأثر باهتمام الصحف المحلية. فقد رصدت هذه الصحف مختلف المسيرات العمالية التي جابت أكبر شوارع العاصمتين الإدارية نواكشوط والاقتصادية نواذيبو٬ والتي رفع خلالها العمال لافتات ورددوا شعارات تلخص مطالبهم٬ والتي تتمحور في مجملها حول الزيادة في الأجور وتحسين ظروف العمل٬ وتفعيل الحوار بين الحكومة والفاعلين الاجتماعيين. كما أشارت إلى العرائض المطلبية للمركزيات النقابية التي تسلمتها وزيرة الوظيفة العمومية والعمل وعصرنة الإدارة أماتي بنت حمادي٬ أمس٬ والتي تركزت أساسا على ضرورة مراجعة الأجور لتتلاءم مع الظروف المعيشة ومراجعة الاتفاقيات الجماعية وتطبيق ما أسفرت عنه مراجعات أسلاك التعليم وإعادة النظر في علاوات موظفي هذا القطاع ورفع التغطية الصحية وتشغيل حملة الشهادات وتسوية أوضاع العمال غير المرسمين في القطاع العمومي ورفع تعويض معاشات المتقاعدين العموميين والخصوصيين واستفادتهم من الزيادات وتسهيل الولوج إلى التأمين الصحي لكافة المواطنين٬ إلى جانب المطالبة بوضع برنامج شامل للشغيلة بمشاركة النقابات للقضاء على البطالة٬ ووضع استراتيجية وطنية لتحسين ظروف العمل. ونشرت هذه الصحف الكلمة التي وجهتها وزيرة الوظيفة العمومية والعمل وعصرنة الإدارة إلى الطبقة الشغيلة٬ والتي أكدت فيها على أن زيادة رواتب الموظفين العموميين الأخيرة٬ وإلغاء الضريبة على الأجور لذوي الرواتب الضعيفة٬ ونقص نسبتها بشكل كبير عن البعض الآخر واستفادة عمال القطاع الخاص من ذلك برهان على الاهتمام البالغ الذي توليه الحكومة للطبقة العاملة ككل ومحدودي الدخل منها على وجه الخصوص٬ مشددة على أن من أولويات الحكومة "إعطاء كل الضمانات للعامل في حقه في العيش الكريم" مستدلة في ذلك بتوقيع اتفاقية مع منظمة العمل الدولية. بدورها أولت الصحف الجزائرية اهتماما خاصا للواقع الإعلامي في البلاد بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير (3 ماي)٬ ولنهائي كأس الجمهورية الذي جرى أمس. وأوردت الصحف أن الجزائر فقدت ثلاث مراتب في ظرف سنة في مجال حرية التعبير والصحافة لتصبح في المرتبة 125 عالميا "مما يعني أن ما يسمى بالإصلاحات في قانون الإعلام الجديد لم يغير في شيء من الممارسة الإعلامية حسب تقرير (مراسلون بلاد حدود) لسنة 2013". ونقلت صحيفة ( الخبر ) أن عددا من الإعلاميين يجمعون على أن الإصلاحات السياسية٬ التي تعهد بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عام 2011٬ " لم تحمل توسيعا لقواعد الديمقراطية بالمعنى الذي يتيح للمواطنين ممارسة حقوقهم وحرياتهم كاملة "٬ مسجلين أن " النظام الحاكم عندنا ما زال لم يخرج من ذهنية معاقل الثورة التحريرية٬ وبأنه ما زال لم يقبل بحقيقة أننا في مرحلة ما بعد 1988 التي أنتجت طلبا داخليا على إعلام حر ". وتحت عنوان " حلم السلطة الرابعة يضيع في فوضى القطاع "٬ كتبت الصحيفة أن الجزائر لا توجد في ذيل الترتيب بل غائبة نهائيا " بحرمانها من فضائيات تسوق صورتها وتضمن لها مكانة وسط الأمم٬ وهي التي تريد أن تكون قوة إقليمية وبوابة لإفريقيا وأن تلعب دورا محوريا في المنطقة ". وأوردت صحيفة (الشعب) حديثا لمحي الدين عميمور وزير الثقافة والإعلام الجزائري الأسبق٬ جاء فيه أن وضعية الصحافة العمومية حاليا في بلاده " هي وضعية عددية وليست تعددية "٬ معربا عن أسفه لكون القطاع " لا يتوفر لحد اليوم على هيكل تنظيمي يجمع شمل الصحفيين ". وفي تقييمها لواقع الصحافة في البلاد٬ قالت (جريدتي) إن " الحقيقة هي أنها باتت تعرف حسابات أخرى ميزها منطق المال الذي مكن الكثير من الدخلاء إلى اعتبارها فرصة أخرى للاستثمار٬ وهو ما أدخل الصحفي في دوامة ضاع معها أي احتمال ليتولى مهمة السلطة الرابعة في البلاد ". وحظي نهائي كأس الجمهورية الذي جرى أمس بالجزائر توج من خلاله فريق اتحاد العاصمة على حساب مولودية الجزائر٬ بتغطية واسعة من الصحف التي نشرت أن النقطة السوداء في هذا النهائي هي مقاطعة الفريق المنهزم لحفل تسليم الميداليات " كسابقة خطيرة في تاريخ الرياضة الجزائرية٬ ولم يسبق أن شهدتها الملاعب الكروية العالمية ". في حين تركز اهتمام الصحف الليبية حول تداعيات محاصرة مرافق حكومية سيادية من قبل محتجين مسلحين يطالبون بإقرار (قانون العزل السياسي والاداري) في حق من يعتبرونهم من اتباع النظام السابق. وفي افتتاحية بعنوان " ما هكذا تكون المطالب " كتبت صحيفة (فبراير) أنه "من غير المحق أن تكون المطالبة تحت ضغط السلاح ومحاصرة بعض الوزارات والمؤسسات " معتبرة أن هذا الأمر " سيوقف حال البلد وسيعطي صورة غير حضارية للعالم الذي ما يزال يراقب عن كثب مجريات الأحداث وخصوصا الأمنية منها". وقالت الصحيفة إن هذه المسألة المثارة والتي في ضوئها لجأ العديد من الثوار إلى محاصرة وزارتي الخارجية والعدل والتجمع في ميدان الشهداء والتواجد أمام مقر المؤتمر الوطني العام " كان من الممكن أن تعالج بطرق أخرى مثل الدعوة الى جلسة حوار وطني عام لمناقشة كل القضايا العالقة للوصول في نهاية المطاف الى تفاهمات تجنب البلاد المخاطر". وتحت عنوان " الانقلاب على الشرعية.. وزارات محاصرة ومصالح معطلة وأعمال متوقفة " اعتبرت صحيفة (البلاد الآن) أن ليبيا "تعيش منذ مطلع الاسبوع الجاري أصعب أيامها منذ انتصار الثورة وإسقاط النظام السابق ". ورسمت الصحيفة صورة للمشهد العام الذي طبع الشارع الليبي جراء هذه الأحداث وكتبت في هذا الصدد "استقيظ الليبيون يوم الاحد على الماضي على صورة لعربات مسلحة تحاصر وزارة الخارجية وما لبث الأمر أن تفاقم٬ إذ تم في اليومين المواليين محاصرة واقتحام وزارات الداخلية والعدل والمالية" مضيفة "الشارع الليبي بدا مذهولا مما يحدث(...) خفت حركة السيارات في طرابلس وتراجعت وتيرة العمل عما كانت عليه وازدحمت السيارات في محطات الوقود". كما توقفت الصحيفة عند " حرب التصريحات " التي اندلعت إثر هذه الاحداث بين الحكومة من جهة و(تنسيقية العزل السياسي). من جهتها٬ أبرزت صحيفة (ليبيا الجديدة) تصاعد الدعوات المطالبة ب"خروج الشارع الليبي عن صمته" إزاء هذه الأحداث" التي ستكون لها تداعيات أمنية ترجع البلد إلى الوراء بعدما قطع خطوات على طريق بناء دولة القانون والديمقراطية". وذكرت الصحيفة أن مؤسسات المجتمع المدني في مناطق شرق وغرب ليبيا "استنكرت محاصرة الوزارات السيادية في العاصمة طرابلس وطالبت بضرورة نقلها من العاصمة الى إحدى المدن شرق البلاد".