واصلت الصحف العربية الصادرة، اليوم الاثنين٬ متابعتها لتطورات الأوضاع في المنطقة العربية وخاصة مصر وسورية وتونس والجزائر بالإضافة الى الهاجس الأمني في مالي والتخوف من انعكاساته على الدول المجاورة. وكتبت الصحف العربية الصادرة في لندن عن تطورات الوضع في مصر٬ فأشارت صحيفة "القدس العربي" إلى مصرع 57 شخصا خلال الأسبوع الماضي الذي تزامن مع الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة المصرية معتبرة أن الاحتجاجات تفجرت بسبب الغضب ٬مما يراه الناشطون محاولة من الرئيس لاحتكار السلطة بالإضافة إلى شعور سائد بالقلق من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بعد عامين من الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك. وتحدثت صحيفة "الحياة" من جهتها عن تسلم الجيش المصري أربع طائرات أمريكية من طراز (ف 16 اس) في إطار صفقة تشمل عشرين طائرة٬ معتبرة أن العملية تكشف محورية المؤسسة العسكرية في العلاقات بين القاهرة وواشنطن٬ كما أنها تأتي بعد أيام من إعادة الأزمة السياسية المحتدمة في مصر المؤسسة العسكرية إلى قلب الأحداث مجددا. وفي الشأن السوري كتبت صحيفة "الشرق الأوسط "عن اعتراف ضمني لوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك٬ أمس الأحد٬ بمسؤولية بلاده عن الغارة التي شنها الطيران الإسرائيلي على سورية. أما صحيفة "القدس العربي" فكتبت من جانبها عن نية إسرائيل إقامة منطقة عازلة في الاراضي السورية لمنع الجماعات المتشددة من الاقتراب من الحدود اذا ما انهار نظام الرئيس بشار الاسد٬ملاحظة أن هذه التطورات تأتي في وقت أجرت فيه المعارضة السورية٬ أمس بميونيخ٬ اتصالات هي الأولى من نوعها مع أبرز دولتين داعمتين لدمشق٬هما روسيا وايران. ومن جانبها٬ أشارت صحيفة "الزمان" إلى إعلان الإدارة الأمريكية في قرار نهائي لها رفضها تسليح المعارضة السورية٬ موضحة أن وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون أكدت أن الادارة رفضت مقترحها بتسليح المعارضة بتزامن مع رأي الاستخبارات أيضا. أما صحيفة "الحياة"٬ فاعتبرت هي الاخرى أن اتهام بشار الأسد إسرائيل بمحاولة زعزعة استقرار سورية٬ والتلويح ب"التصدي" لأي عدوان٬ تبقى محاولة لتغيير اتجاه الصراع٬ خاصة في ظل ضعف المعارضة ولهثها وراء التفاوض مع نظامه بعد أن كانت تشترط تنحيه قبل أي خطوة معتبرة أن الأسد يحاول استثمار الغارة الإسرائيلية في التسويق لكون نظامه نظاما "ممانعا ومقاوما"٬ وأن المعارضة تسعى لإسقاطه تنفيذا لأجندة غربية إسرائيلية ليس أكثر. ومن جهة أخرى٬ كتبت صحيفة "العرب " عن تضاعف عدد الأقلية المسلمة ببريطانيا واندماجها بالرغم من الاختلافات الجذرية الدينية والعرقية في البلاد٬ مشيرة إلى أن عدد المسلمين بها بلغ 6ر2 مليون نسمة. وتوقعت دراسات جديدة أن يكون واحد من كل عشرة بريطانيين تقريبا مسلما بحلول عام 2030٬ حيث سيصل عدد السكان المسلمين في بريطانيا حينها إلى 5ر5 ملايين نسمة. وأولت الصحف القطرية اهتمامها بالأزمة السورية ٬ وحذرت صحيفة (الراية) من أن "الأمن العالمي سيظل في خطر ما دام مجلس الأمن الدولي المكلف بحماية أمن العالم عاجزا عن إصدار قرار يوقف المجازر التي تتعرض لها الشعوب من الحكام الديكتاتوريين". من جهتها كتبت صحيفة (الشرق) أن " المتتبع لأداء مجلس الامن في الازمة السورية الدامية التي تطرق ابواب عامها الثالث يصاب بخيبة الامل ٬فثمة انقسام بين اعضاء المجلس فرضته بعض التجاذبات والمصالح الاقليمية يحول دون وضع حد لمأساة الشعب السوري وانقاذه من حمامات الدم اليومية واعادة الامن والاستقرار الى مئات الالاف من المشردين". أما صحيفة (الوطن) فقد اكدت أن اتفاق جنيف المعني بانتقال سياسي للسلطة في سورية٬ الذي لم يتضمن أية إشارة واضحة برحيل الأسد٬ " ليس كتابا مقدسا٬ حتى تظل روسيا متمسكة به.. بل وتصر عليه٬ في أي محفل معني بالأزمة السورية". وانصب اهتمام الصحف التونسية على معالجة تفاعلات الأزمة السياسية التي تعيشها تونس في ضوء المأزق الذي وصلت إليه المحاولات المتتالية لتشكيل حكومة جديدة بسبب الخلافات المستعصية بين أطراف الائتلاف الثلاثي الحاكم بقيادة حركة النهضة ٬ مما أصبح يهدد بانفراط عقد هذا الائتلاف ٬ بالإضافة إلى التداعيات المنتظرة للحرب في مالي. فبالنسبة لموضوع الأزمة السياسية ٬ أبرزت صحف "الصريح" و "الشروق" و "لابريس" و"الصباح الأسبوعي"٬ تهديد حليف النهضة في الحكم ٬ حزب الرئيس منصف المرزوقي٬"المؤتمر من أجل الجمهورية" بالانسحاب من الحكومة إذا لم تستجب هذه الأخيرة لمطالبه في ظرف أسبوع ٬ وخاصة ما يتعلق بإحداث تغيير على رأس وزارتي الخارجية والعدل ٬ التي يتولاهما وزيران محسوبان على النهضة ٬ مشيرة إلى أن الرئيس المرزوقي هدد بدوره بالانسحاب من منصب الرئاسة في حال ما إذا فشلت المفاوضات بشأن التعديل الوزاري وانسحب حزبه من الائتلاف الحاكم. وكتبت صحيفة "الصريح" "يحدث كل هذا والبلاد تعيش كسادا اقتصاديا وتدهورا اجتماعيا وعدم استقرار وفوضى وانفلاتا ٬ ومخاطر إرهابية بالداخل والخارج " معتبرة أن السبب في استفحال هذه الحالة "الأسوأ" من نوعها منذ ثورة 14 يناير 2011 ٬ هو "صراع السياسيين على السلطة والنفوذ..". في السياق ذاته اعتبرت صحيفة "الصباح الأسبوعي" أن التعديل الوزاري "كإجراء بسيط ٬ قد لا يكلف أصحاب القرار السياسي إلا بضع ساعات للحسم فيه٬ تحول إلى قنبلة موقوتة تهدد بتفجير الوفاق الوطني المزعوم ..". أما بخصوص التداعيات المستقبلية للحرب في مالي رأت صحيفة "الشروق" التونسية أن "الانتصار السهل" للقوات الفرنسية مدعومة بالقوات المالية "يبقى معلقا ٬ما لم تعالج الإشكاليات الحقيقية التي أدت إلى ضعف دولة مالي حتى صارت مطمعا ومرتعا للمجموعات الإرهابية المتاجرة بالإسلام"٬ مشيرة إلى أن المشاكل التي تعاني منها مالي هي نفس المشاكل التي تعيشها دول شبه الساحل الإفريقي ٬ وهي أساسا "الفقر والأمية والتردي الاقتصادي والاجتماعي والتخلف العلمي والتقني ٬ وهي كلها ألغام تقوض كل إرادة في التقدم لهذه البلدان". أما الصحف الجزائرية فتحدثت بالخصوص عن حالات الإصابة بالأنفلونزا في بعض مناطق الجزائر٬ ومسألة الحدود مع مالي. ونقلت صحيفة (الخبر) عن المكلف بالإعلام في وزارة الصحة قوله أن التحاليل المخبرية أثبتت عدم وجود علاقة بين الانفلونزا التي أدت إلى وفاة أربعة أشخاص في ولايتي الوادي وتيزي وزو وأنفلونزا الخنازير أو الطيور. وبخصوص تداعيات الحرب في مالي لاحظت صحيفة (صوت الأحرار) "ألا أحد يفهم السهولة التي استعادت بها القوات الفرنسية مدن شمال مالي٬ والتقدم المريب لهذه القوات ٬دون قتال رغم المهمة "التطهيرية" التي تكلفت بها مقاتلات (رافال) على أوسع نطاق"٬متسائلة في هذا السياق إن كان " الإرهابيون عاجزون عن مواجهة من عملوا جاهدين على جلبه إلى المنطقة¿ وهل المسألة مرتبطة بتراجع تكتيكي يسمح للمسلحين في ما بعد بخوض حرب عصابات على طريقة طالبان في أفغانستان، أم هي الرغبة في فسح المجال أمام القوات الفرنسية من أجل توسيع رقعة الحرب لتطال الجنوب الجزائري". وفي بيروت استأثر باهتمام الصحف اللبنانية٬ موضوع تداعيات الكمين الذي نصبه مسلحون في منطقة عرسال البقاعية (شمال شرق) لدورية تابعة للجيش اللبناني. وكتبت صحيفة "السفير" أن "الاعتداء٬ الذي تعرض له الجيش في عرسال٬ طغى على ما عداه من ملفات داخلية٬ لما انطوى عليه من فظاعة هزت وجدان اللبنانيين٬ الذين يجدون المؤسسة العسكرية الضمانة الحقيقية٬ وربما الوحيدة٬ لحماية أمنهم٬ وسط الحرائق المندلعة في محيطهم"٬ مضيفة أن "الكمين أضاء على مخاطر البؤر والجزر الأمنية التي نشأت على خط التماس مع الأزمة السورية٬ وباتت تعج بكل أنواع المسلحين٬ من أصحاب الأجندات الخاصة". وفي السياق ذاته٬ أفادت صحيفة "الأخبار" بأنه "في ظل سعي أطراف سياسية عدة إلى لفلفة ما جرى في عرسال يوم الجمعة الماضي٬ والاكتفاء بدفن شهيدي الجيش وتضييع دمهما٬ أكدت قيادة الجيش أنها لن تتراجع عن تحقيق العدالة وسط فتور الاحتضان الرسمي للمؤسسة العسكرية"٬ مشيرة إلى أنه " كان واضحا منذ اللحظة الأولى لوقوع حادثة عرسال أن ثمة محاولة سياسية لطي ما حصل٬ وإقفال ملف استشهاد ضابط ورقيب وجرح عدد من أفراد الجيش٬ واعتبار اغتيالهما على أيدي مجموعة مسلحة وعناصر غير لبنانية كأنه قضاء وقدر".