تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم السبت٬ على الخصوص٬ حول الأوضاع السياسية في تونس ومصر والأردن والقضية الفلسطينية٬ إلى جانب متابعتها لأبرز تطورات الأزمة السورية والقضايا الدولية الراهنة. ففي تونس٬ سلطت الصحف الضوء على التجاذبات التي تشهدها الساحة السياسية التونسية وتأثيرها على مسار الانتقال السياسي في البلاد٬ وكذا تصريحات مفتي الديار التونسية حول مسألة "الجهاد" ٬ فضلا عن وضعية القطاع السياحي في تونس. وفي هذا الصدد٬ قالت صحيفة "الصريح" إن حالة من "الإحباط عمت أغلب المواطنين في خضم الأحداث التي تشهدها البلاد من عنف وفوضى وإضرابات واحتجاجات٬ يرمي الناس بالمسؤولية فيها على عاتق جميع السياسيين في الحكم والمعارضة ٬ حيث أثبت جميعهم تغليب مصالحهم الشخصية والحزبية على المصلحة العليا للوطن ٬ غير عابئين بالمخاطر المحدقة بالبلاد وتداعيات تراكم الشعور بالإحباط والاحتقان واشتداد المشاحنات والصراعات". وبعد أن ذكرت بأحداث العنف والشغب التي شهدتها تونس في الآونة الأخيرة ٬ أشارت إلى ارتفاع "حدة المزايدات الشعبوية والسياسوية بشكل هستيري يبعث على الدهشة والاستغراب"٬ مؤكدة على ضرورة حصول "هبة وعي لإصلاح الأوضاع والجلوس على طاولة الحوار للخروج من النفق وتدعيم المسار الانتقالي الهش". من جهة أخرى٬ نشرت يومية "الصباح" تصريحات لمفتى الديار التونسي٬عثمان بطيخ تناول فيها موضوع مشاركة مئات "الجهاديين" التونسيين في القتال في الحرب الدائرة في سوريا٬ حيث أعرب عن استغرابه لما يسمى بíœ"جهاد النكاح"٬ واصفا ذاك بأنه " بغاء وفساد أخلاقي وتربوي". أما صحيفة "الشروق" فقد تناولت وضعية القطاع السياحي في تونس٬ والذي قالت إنه تأثر كثيرا بالأحداث التي شهدتها البلاد على مدار الشهور الماضية مثل الهجوم على السفارة الأمريكية في 14 شتنبر واغتيال المعارض السياسي شكري بلعيد في 6 فبراير٬ مشيرة إلى أن هذه الأحداث انعكست سلبا على نتائح القطاع خلال الثلاثة أشهر الأولى من سنة 2013. وفي عمان٬ خصصت الصحف الأردنية٬ حيزا واسعا من اهتماماتها للمسيرات والاعتصامات التي شهدتها٬ أمس الجمعة٬ عدد من محافظات المملكة٬ وفي مقدمتها العاصمة عمان٬ التي نظمت فيها الحركة الإسلامية مسيرة سلمية شارك فيها الآلاف٬ ورافقها "استعراض شبه عسكري"٬ أثار ردود فعل متباينة. وكتبت صحيفة (العرب اليوم)٬ تحت عنوان "الإخوان في استعراض شبه عسكري وسط عمان"٬ أنه " في تحد واضح خرجت جماعة الإخوان المسلمين في مسيرة وسط عمان للرد على قمع مسيرة إربد الأسبوع الماضي"٬ حيث قدرت أعداد المشاركين٬ الذين تقدمهم قادة الجماعة بما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف شخص أطلقوا هتافات "تجاوزت السقوف". وأوضحت أن المسيرة سار في مقدمتها نحو 150 شابا في استعراض شبه عسكري٬ في خطوات منظمة وهتفوا "احنا جيش الأردن الحقيقي"٬ مما أثار الاستهجان من هذا التصرف. من جهتها٬ كتبت صحيفة (الدستور)٬ أن اللجوء إلى استعراض القوة مرفوض جملة وتفصيلا٬ لأنه يتنافى بالمطلق مع مفهوم وبديهيات الديمقراطية٬ ويشكل خروجا على الربيع الأردني٬ وقيمه ومبادئه٬ التي يرفعها الحراك الشعبي وفي مقدمتها سلمية هذا الحراك. ودعت في افتتاحية بعنوان "استعراض القوة مرفوض"٬ من أسمتهم أصحاب الأجندات الخاصة إلى "احترام قيم الديمقراطية وقيم الحراك الشعبي القائمة على سلمية الحراك والحوار٬ واحترام القانون وهيبة الدولة٬ ورفض منطق القوة٬ لأنه خروج عن إرادة الشعب٬ وأن يستفيدوا من دروس وعبر الدول الشقيقة٬ حينما فقد الجميع البوصلة٬ فغرقوا في مستنقع الدم". من جانبها٬ كتبت صحيفة (الرأي)٬ أن "شباب الإخوان استعرضوا قوتهم بشكل عسكري تنظيمي واضح٬ وهي رسالة عن سبق إصرار بالتهديد بأشد أنواع البأس لمن يقف في طريقهم٬ وفي أسوأ أنواع الرسائل في وجه الأردنيين٬ الذين يعرفون بوصلتهم التي لم تتجه يوما سوى إلى الأمن والأمان٬ ونبذ أجندات الفوضى ودعاتها". أما صحيفة (السبيل)٬ فنقلت عن نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين٬ زكي بني ارشيد٬ قوله إن هناك أكثر من رسالة أراد الحراك إيصالها من خلال مسيرة "كفى عبثا"٬ وعلى رأسها ضرورة الاستعجال في إجراء الإصلاح الحقيقي المطلوب في الأردن٬ ودعوة الدولة وأجهزتها إلى تجنب استخدام الأمن الخشن أو العنف٬ وأن الحراك الشبابي الشعبي باق وماض في طريق الإصلاح. وشكلت الأزمة السياسية التي تشهدها مصر٬ والتطورات التي تعرفها القضية السورية٬ أبرز الملفات في اهتمامات افتتاحيات الصحف القطرية الصادرة اليوم . فبخصوص الوضع في مصر٬ شددت صحيفة (الشرق) على ضرورة إجراء "حوار بين كافة القوى السياسية في مصر لوضع الأسس للخروج من الأزمة الراهنة في البلاد بدلا من الفوضى العارمة التي تهدد مصر ووحدتها وثورتها". وقالت في افتتاحيتها تحت عنوان "مصر المستقبل.. بالحوار وليس المواجهة" إن مصر الثورة تستحق من أبنائها أن يجلسوا مع بعضهم البعض على طاولة للحوار٬ "طاولة مستديرة لا رأس لها ويتحدثوا ويطرحوا كل شيء للنقاش وصولا إلى أسس حقيقية لمصر المستقبل كما يراها أبناؤها وكما يحبون لها أن تكون بدلا من هذه الفوضى العارمة والفوضى المضادة التي تهدد مصر ووحدتها وثورتها وشعبها". وفي ما يتعلق بالتطورات التي تشهدها القضية السورية٬ كتبت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها تحت عنوان "الكيماوي لا يحتمل التسويف" إن الأدلة الدامغة والموثقة التي كشفها دبلوماسيون دوليون رفيعو المستوى بالأممالمتحدة والمتعلقة باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا لا يجب أن تمر مرور الكرام مثلما تلكأ المجتمع الدولي بالأزمة السورية التي خلفت مآس إنسانية لم تحدث من قبل بسبب تصرفات نظام الأسد" . وطالبت في هذا الصدد " بضرورة تنفيذ إجراء صارم في مواجهة النظام الذي يعمل بكل قواه على إبادة شعبه عبر استخدام أسلحة محرمة دوليا ومن بينها الأسلحة الكيماوية". بدورها٬ انتقدت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها تحت عنوان "السوريون وواجبات الأمم" بيان مجلس الأمن الدولي الأخير بشأن الأزمة في سوريا الذي طالب فيه المجلس كل الأطراف بتسهيل وصول المساعدات بالإضافة إلى التعبير عن الأسف لما يقوم به "النظام والمقاتلون الثوار" في هذه الأزمة. وبالنسبة للصحف الإماراتية٬ فقد اهتمت في مقالاتها الافتتاحية بعدة مواضيع سياسية دولية٬ أبرزها استمرار اسرائيل في توسيع الاستيطان وسلب الشعب الفلسطيني حقه عبر أساليب ملتوية لكسب المزيد من الوقت من أجل تجميد مسلسل التسوية مع الفلسطينيين. وقالت صحيفة (الخليج) إن "إسرائيل مازلت متمادية في لعبة التسويف وإضاعة الوقت من أجل تجميد عملية التسوية التي تتوارى موسميا ويعاد التذكير بها من حين لآخر٬ في لعبة مكشوفة لكسب الوقت لم تعد خافية على أحد" . وأشارت إلى أنه "منذ أكثر من عشرين عاما وإسرائيل تمارس عملية تسويف ونفاق في ما يتعلق بتسوية القضية الفلسطينية من خلال الحديث عن مدد ومهل ومواعيد وضمانات"٬ مبرزة أنه تم وضع خطط وخارطة طريق لكنها كلها "انتهت إلى لا شيء وكانت مضيعة للوقت وبثا لآمال كاذبة لدى الفلسطينيين والعرب". من جهتها٬ كتبت صحيفة (البيان) أن الممارسات الإسرائيلية اليومية ضد الفلسطينيين "لا تحتاج إلى جهد كبير لإبراز السياسات العنصرية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل"٬ مسجلة أن سياسات إسرائيل العقابية بحق الشعب الفلسطيني باتت "أمرا ظاهرا للجميع ولا تحتاج لبينة". وأضافت الصحيفة أنه "يتعين على المجتمع الدولي ممارسة الضغط على إسرائيل٬ لاسيما واشنطن التي تمثل حليفها الأول والتي تمدها بكل أنواع الأسلحة المتطورة وتقف معها على طول الخط ضد الحصول على أي حق للشعب الفلسطيني الذي يعاني من الممارسات الإسرائيلية الغاشمة"٬ مبرزة أن هذا الضغط عبر عنه مسؤولون أوروبيون حين طالبوا بتغيير سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل والعمل على وقف ممارساتها ضد الفلسطينيين. ومن جانبها٬ سلطت الصحف العربية الصادرة من لندن الضوء على تطورات الأزمة السورية والجهود المبذولة لتسويتها إلى جانب عودة المواجهات إلى الشارع المصري بين القوى السياسية٬ فضلا عن متابعة تفاصيل مطاردة المشتبه في تنفيذهما لتفجيرات بوسطن بالولايات المتحدة. وبخصوص التطورات الأخيرة للأزمة السورية٬ كتبت صحيفة (القدس العربي)٬ عن مقتل ستة أشخاص بينهم أربعة أطفال أمس الجمعة في قصف للقوات النظامية على أحد أحياء مدينة حلب كبرى مدن شمال سوريا٬ وذلك في أعقاب الإعلان عن اغتيال مسؤول حكومي في أحد أحياء غرب دمشق التي يشهد محيطها اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين وقوات نظام الرئيس بشار الأسد. وأشارت الصحيفة إلى أن مدينة حلب ٬العاصمة الاقتصادية للبلاد٬ كانت قد ظلت لمدة طويلة في منأى عن النزاع السوري المستمر منذ عامين٬ لكنها تشهد معارك يومية منذ تسعة أشهر٬ ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على إحيائها. أما صحيفة (الحياة)٬ فأشارت من جهتها٬ إلى تعرض مناطق مختلفة في الأراضي السورية إلى قصف من الطيران الحربي وراجمات الصواريخ التابعة للنظام٬ في وقت شنت فيه قوات النظام حملة اعتقالات في جنوب البلاد٬ وأقدمت على حرق منازل في بلدة بابولين القريبة من معسكرين يقعان في ريف إدلب في شمال البلاد بعد إرسال النظام تعزيرات إضافية إليهما يوم أول امس. ومن جهتها٬ نقلت صحيفة (الشرق الأوسط)٬ عن الرئيس التركي عبد الله غل تحذيره من خطر استمرار الوضع القائم في سوريا٬ مؤكدا أنه يهدد بíœ"انفجار مذهبي كبير في المنطقة". وتأتي تصريحات غل عشية احتضان مدينة إسطنبول التركية اليوم السبت الاجتماع الخامس لمجموعة أصدقاء سوريا٬ بحضور عدد من وزراء الخارجية من عواصم العالم٬ من بينهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وأشارت (الشرق الأوسط) في هذا الصدد إلى أن المعارضة السورية٬ مدعومة من تركيا والمجموعة العربية٬ تأمل في أن ينتج عن الاجتماع تفعيل "اتفاق ضمني" على أن تسليح مقاتلي المعارضة هو أفضل سبيل لإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد. وبخصوص الوضع السياسي في مصر٬ كتبت صحيفة (الحياة)٬ أن التظاهرات التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين٬ أمس الجمعة٬ تحت شعار "تطهير القضاء"٬ أشعلت الشارع المصري مجددا بعد فترة من الهدوء النسبي٬ مشيرة إلى حدوث مواجهات دامية مفتوحة بالقاهرة بين إسلاميين موالين للرئيس محمد مرسي ومعارضيه أسقطت عشرات الجرحى من الجانبين. كما تطرقت صحيفة (الشرق الأوسط) من جهة أخرى إلى إعلان شرطة مدينة بوسطن الأمريكية أمس الجمعة أن المشتبه بهما في التفجيرات التي استهدفت يوم الاثنين المنصرم خط نهاية سباق ماراطون المدينة٬ هما شقيقان من أصل شيشاني. وأشارت إلى أن الشرطة الأمريكية قتلت أحد المتهمين خلال تبادل لإطلاق النار حدث خلال عملية مطاردة يوم أمس٬ بينما تواصلت عملية بحث من منزل إلى آخر عن شقيقه الأصغر المتهم الثاني٬ مضيفة في السياق ذاته أن السلطات الأمريكية عكفت على دراسة العلاقات بين تفجير بوسطن وتنظيم "قاعدة اليمن" ٬ وذلك لأن تصميم متفجرات بوسطن وصفت في عدد نشر في عام 2010 من مجلة "إنسباير" الإنجليزية التي تنشر على شبكة الإنترنت.