شكلت الانتخابات التشريعية التي تتواصل اليوم الإثنين في إيطاليا٬ وتوجه الحكومة الاشتراكية نحو تقويم العجز العمومي في فرنسا٬ وتدهور التصنيف السيادي الائتماني للمملكة المتحدة والزيارة التي يقوم بها وفد من الترويكا للشبونة٬ أهم المواضيع التي عالجتها الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الإثنين. واهتمت اليوميات البلجيكية بالانتخابات العامة في إيطاليا التي اعتبرتها صحيفة (لا ديغنييغ أوغ) "اقتراعا على خلفية أزمة اقتصادية وضبابية تامة"٬ في حين أشارت (لوسوار) إلى أن أوروبا تتابع هذه الانتخابات٬ متخوفة من عدم الاستقرار السياسي في ثالث اقتصاد بمنطقة الأورو. وأوردت (لوسوار) آخر استطلاعات الرأي التي تعطي تقدما للحزب الديمقراطي ل لبير لويجي بيرصاني بحوالي 34 في المئة من نوايا التصويت٬ يليه حزب سيلفيو بيرلسكوني (30 في المئة)٬ وبيبي كريو (17 في المئة) وماريو مونتي (12 في المئة)٬ مبرزة بالمقابل أنه يستحيل ترجيح أي توقع قبل مساء اليوم الإثنين. وفي إيطاليا٬ ركزت اليوميات اهتمامها على معدل الإقبال المتواضع على التصويت المسجل أمس الأحد٬ الذي لم يتجاوز 55 في المئة٬ أي بانخفاض نسبته 7,4 في المئة مقارنة مع انتخابات 2008. واعتبرت (لا ريبوبليكا) أن سوء الظروف الجوية أثر بالتأكيد على معدل المشاركة خلال اليوم الأول للانتخابات٬ إلا أن "العزوف عن السياسة" هو السبب الأساسي لهذا الإعراض عن التصويت. وأكد المحللون أن الأحزاب السياسية التي ستتأثر بالأحوال الجوية السيئة هي تلك التي يتكون ناخبوها بالأساس من الأشخاص المسنين٬ متمثلة في الحزب الديمقراطي (يسار) وحزب الشعب والحريات(يمين) وتحالف الوسطيين. وعزت (كوريري ديلا سيرا) ضعف الإقبال ل"شيخوخة الساكنة التي يترتب عنها صعوبة التنقل نحو مكاتب الاقتراع بالنسبة لعدد كبير من المواطنين"٬ وكذا ل"اللامبالاة المتنامية" و"احتقار السياسة". في هولندا٬ اعتبرت (فولكسكرانت) أن الاقتراع اخترقه تصويت احتجاجي ضد التقشف الذي يقف وراء انكماش الاقتصاد الإيطالي٬ معتبرة تاريخ اليوم الإثنين "يوما حاسما بالنسبة للإيطاليين". من جانبها٬ ذكرت (تروو) أنه "في وقت يحتل فيه بيرلسكوني وسائل الإعلام طيلة اليوم ويمرر عبرها خطابات "واعدة"٬ لا يستفيد غريمه الرئيسي زعيم اليسار بير لويجي كثيرا من هذه الأداة التواصلية". أما الصحف الفرنسية فتناقلت أصداء خيارات الحكومة الفرنسية لتجاوز العجز العمومي وفوز باريس سان جيرمان على غريمه أولمبيك مارسيليا. وكتبت (ليزيكو) أنه في استراتيجيتها لإقناع بروكسيل بتأجيل هدف تحديد العجز في 3 في المئة للسنة المقبلة٬ على باريس "الاقتصاد بشكل أكبر وإقرار زيادات جديدة في الضرائب سنة 2014". وأوضحت الصحيفة الاقتصادية أنه "للنزول إلى أقل من 3 في المئة٬ يجب على فرنسا تحرير 20 مليار أورو على الأقل٬ إلا أن يتم الإعلان عن توقعات نمو ل2014 تفوق 1,2 في المئة التي تتوقعها بروكسيل". واستبقت (لوفيغارو) بشأن خيار باريس وانتقدت "عدم تعجل" الحكومة الاشتراكية في تقليص النفقات العمومية على حساب المداخيل الجبائية٬ معتبرة أن "الاستقرار الجبائي الذي وعد به رئيس الدولة (الاشتراكي فرانسوا هولاند) يتلخص حتى الساعة في الحماسة الضريبية". وبعد فوز فريق باريس سان جيرمان على غريمه أولمبيك مرسيليا بهدفين نظيفين٬ كتبت (ليكيب) أنه "بفضل هدفين محظوظين٬ ركعت باريس سان جيرمان المارسيليين الأشداء "الذين أضحت تفصلهم ثماني نقاط عن صدارة الدوري ولا يمكنهم التطلع للفوز بالبطولة. اما الصحف البريطانية الصادرة اليوم الاثنين فقد واصلت تسليط مزيد من الضوء على قرار الوكالة الدولية للتصنيف المالي (موديز)٬ بتخفيض التصنيف السيادي الائتمانية للمملكة المتحدة. واعتبرت العديد من وسائل الإعلام٬ ومن بينها (الغارديان)٬ أن تخفيض تصنيف بريطانيا من قبل الوكالة الدولية للتصنيف المالي (موديز) يعد فشلا ذريعا لوزير الاقتصاد والمالية جورج أوزبورن. وأشارت الصحيفة إلى انه يتعين على أوزبورن٬ الذي سبق ان اعتبر أن الحفاظ على التصنيف الائتماني السيادي للمملكة المتحدة يشكل تحديا بالنسبة للعمل الحكومي في ظل مناخ يتسم بالأزمة الاقتصادية العالمية٬ أن يتحمل مسؤوليته عن هذا التراجع الذي ستكون له انعكاسات سياسية كبيرة. ومن جانبها٬ تطرقت صحيفة (الديلي ستار) إلى النقاش الدائر حاليا داخل أروقة وكواليس حزب المحافظين٬ الذي يقود الائتلاف الحكومي الحالي بشراكة مع حزب الليبراليين الديمقراطيين٬ بخصوص مستقبل جورج أوزبورن على رأس وزارة الاقتصاد والمالية. وأشارت الصحيفة إلى تأكيد عدد من نواب الحزب في البرلمان على أنه لم يبق من خيار لأوزبورن سوى التقليص من حجم الضرائب من أجل التصدي للأزمة الاقتصادية أو فقدان منصبه الوزاري. وخصصت صحيفة (التايمز) موضوعها الرئيسي للحديث عن استئناف الدول الغربية وإيران٬ يوم غد الثلاثاء بكازاخستان٬ جولة جديدة من المفاوضات حول البرنامج النووي لطهران. وفي اسبانيا وبعد النقاش حول حالة الأمة في البرلمان والمظاهرات التي شهدتها عدد من المدن احتجاجا على سياسة الحكومة التقشفية٬ عادت الصحف الصادرة اليوم إلى موضوع قضية الفساد التي يشتبه تورط الخازن السابق للحزب الشعبي (الحاكم) لويس بارسيناس فيها٬ إلى جانب قادة من الحزب. وتحت عنوان "المدعي العام المكلف بقضايا الفساد يعتزم سحب جواز سفر لويس بارسيناس"٬ كتبت يومية (إلموندو) الإسبانية المقربة من الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (معارضة) أن القاضي المكلف بهذه الفضيحة يتوفر على مجموعة من التقارير تؤكد "أكاذيب" بارسيناس٬ وتثبت التهم الموجهة إليه. وأضافت الصحيفة أن "خلاصات تقارير الوكالة التابعة لوحدة المخالفات المالية والاقتصادية بالشرطة الإسبانية أظهرت حقائق خطيرة حول قضية براسيناس"٬ مشيرة إلى أن "التبريرات" التي قدمها الخازن السابق للحزب الشعبي حول ثروته "مغلوطة وعارية من الصحة". أما يومية (أ بي سي)٬ المقربة من الحكومة٬ فكتبت أن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني "يتهم الحزب الشعبي ورئيس الحكومة ماريانو راخوي دون أن دلائل أو إثباتات٬ أو اتخاذ الحذر اللازم" في هذه القضية. وأضافت (أ بي سي)٬ في افتتاحيتها٬ أن "عمل المعارضة الاشتراكية بات ينحصر حاليا في قضية بارسيناس٬ منتقدة ردود فعل وتصريحات قادة الحزب الاشتراكي العمال الإسباني وعلى رأسهم الكاتب العام للحزب ألفريدو بيريث روبالكابا٬ وسعيهم إلى توظيف هذه القضية "لمتابعة" رئيس الحكومة. وفي جزر الكناري٬ اهتمت الصحف بالأساس بتأجيل تهيئة ثالث مسلك في مطار لاس بالماس بالكناري الكبرى وقضية شبكة المخدرات الناشطة بين فويرتيفينتورا ولانساروتي. واعتبرت (لابروفانسيا) أن المسلك الثالث لمطار كوندو لن يكون ضروريا إلا ما بعد سنة 2030٬ حيث إن الشركة المدبرة للمطارات الإسبانية علقت المشروع٬ موضحة لحكومة الكناري أن المؤشرات حول عدد المسافرين الذين يستعملون المطار تدل على أن هذه البنية التحتية الجديدة ليست ضرورية. ومن جهتها٬ نقلت صحيفة (كانارياس 7) أن قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بأريسيفي (عاصمة لنزاروتي) أمرت٬ أمس الأحد٬ بسجن خمسة من أعوان الحرس المدني وشخص آخر مدني في إطار متابعتهم بالمساس بالصحة العمومية ومشاركتهم المفترضة في شبكة لتهريب المخدرات. وفي البرتغال٬ اهتمت الصحافة بالزيارة التي يجريها وفد يمثل الدائنين الدوليين للبلاد اليوم الإثنين٬ من أجل إنجاز تقييم فصلي جديد للإصلاحات التي تم تطبيقها مقابل مخطط الإنقاذ الممنوح للبرتغال في ماي 2011. وأشارت صحيفة (بوبليكو) إلى أن بعثة ممثلي الدائنين الثلاثة (اللجنة الأوروبية٬ والبنك المركزي الأوروبي٬ وصندوق النقد الدولي)٬ ستباشر إجراءات الافتحاص الفصلي السابع لمخطط المساعدة الذي يبلغ 78 مليار أورو والذي يمتد إلى 2014٬ في وقت تأمل فيه الحكومة أن يقترح الدائنون تمديد الأجل المحدد للبرتغال من أجل تصحيح عجز الميزانية المتزايد لمدة سنة إضافية٬ وذلك لأن إجراءات التقشف التي تطبقها أغرفت البلاد في الركود الاقتصادي. وأضافت الصحيفة أن هذه الزيارة التي يقوم بها ممثلو الجهات الثلاثة الدائنة لأسبوعين تكتسي أهمية بالغة في وقت تدهور فيه اقتصاد البلاد بشكل كبير مع متم سنة 2012٬ مشيرة إلى أن الحكومة البرتغالية عدلت مؤخرا من نبرة خطابها حول سياسة التقشف التي تنهجها٬ مؤكدة أن الدائنين الثلاثة يجب أن يفتحوا مرحلة جديدة من برنامج التقويم المالي تعطي الأولوية لإنعاش الاستثمارات. من جانبها٬ اعتبرت جريدة (إينفورماثاو) أن هذا التقييم الذي ستقوم به بعثة الدائنين الدوليين مصيري نظرا لأن استمرار حكومة وسط اليمين واستقرار البلاد سيصيران مهددان إن لم تتوقف الجهات الدائنة من إملاء سياستها التقشفية على البرتغال. اهتمت الصحف الألمانية الصادرة اليوم الاثنين بزيارة المستشارة أنغيلا ميركل لتركيا٬ وبمجريات الانتخابات الإيطالية التي تثير مخاوف الأوروبيين٬ إلى جانب زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لدول بأوروبا من ضمنها ألمانيا٬ هي الأولى من نوعها منذ توليه هذا المنصب. وحول زيارة المستشارة ميركل تطرقت الصحف إلى برنامج هذه الزيارة الذي خصص جانب منها للجنود الألمان المتواجدين على الحدود التركية السورية حيث تشارك في تأمينها إلى جانب القوات الهولندية والأمريكية. وأبرزت صحف "دي فيلت" و"دير تاغسشبيغل" ٬ و"بيرلينر تسايتونغ" إشادة المستشارة بدور قوات بلادها المشاركة في مهمة حلف شمال الأطلسي لتأمين هذه الحدود في مدينة قهرمان مرعش٬ والكلمة التي وجهتها للجنود البالغ عددهم نحو 300 جندي والتي أكدت من خلالها أن هذه المهمة "ذات قيمة سياسية كبيرة". وكتبت "دير تاغسشبيغل" أن زيارة المستشارة ميركل لتركيا تأتي في وقت تتصاعد فيه المطالب في ألمانيا لإصدار قانون يمكن من ازدواجية الجنسية للمهاجرين المقيمين فيها خاصة بالنسبة للجالية التركية التي تقدر بأزيد من 4 ملايين مهاجر. وأضافت الصحيفة أن الحزب الديمقراطي الحر المشارك في الائتلاف الحاكم٬ دعا إلى اتخاذ المبادرة وتمكين المهاجرين من الجنسية المزدوجة إلا أن بعض المعارضين يرون إجراء نقاش للخروج بقرارات متفق بشأنها حول هذا الملف حتى لا يستخدم كورقة في الحملة الانتخابية المقبلة. أما في ما يتعلق بالانتخابات الايطالية كتبت "دي فيلت" أن الناخبين يواصلون الإدلاء بأصواتهم لليوم الثاني والأخير وسط شكوك حول من سيظفر بالفوز٬ مشيرة إلى أن مؤشرات كثيرة تبين الدعم المتزايد للجانب الراديكالي٬ المؤيد لإجراء استفتاء على مغادرة منطقة الأورو. وأبرزت أن سيلفيو بيرلسكوني الذي تعرض لموقف حرج أثناء الإدلاء بصوته من قبل مجموعة مدافعة عن حقوق النساء وبإلقاء بعض المواطنين ببقايا الطعام عليه٬ يشكل فوزه المحتمل مبعث قلق كبير للأوروبيين الذين يخشون من عودة أزمة الأورو بحدة. وهو نفس القلق الذي عبرت عنه "بيرلينرغ تسايتونغ" التي اعتبرت أن المخاوف تعم أوروبا التي تترقب ما ستسفر عنه هذه الانتخابات البرلمانية المبكرة والتي تأتي في فترة ركود طويل وخطير٬ يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي. وتناولت الصحف الألمانية ٬ من جهة أخرى ٬ زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري٬ وأشارت صحيفة "فرانكفوتر أليغماينه" بهذا الخصوص إلى أن هذه الزيارة يمكن أن ينظر لها كتحول في إدارة الرئيس باراك أوباما في ولايته الثانية٬ نحو أوروبا وإعطاء مزيد من الاهتمام لأوروبا بعد أن تركز في وقت سابق أكثر على آسيا٬ مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يصل كيري مساء الاثنين٬ إلى برلين٬ حيث سيلتقي المستشارة ميركل ووزير الخارجية غيدو فيسترفيله.