شكل التدخل الفرنسي في مالي على خلفية الزيارة الخاطفة لفرانسوا هولاند لهذا البلد نهاية الأسبوع الماضي٬ والمباحثات بين أفغانستانوباكستان التي تحتضنها المملكة المتحدة يومي الأحد والاثنين٬ و"قضية بارسيناس"٬ وطلب وضع القاتل الذي يستغل الأطفال جنسيا ماروك دوترو تحت المراقبة الالكترونية٬ والحملة الانتخابية في إيطاليا ترقبا لانتخابات نهاية فبراير٬ أهم المواضيع التي تطرقت لها الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الاثنين. واعتبرت اليومية الفرنسية اليسارية (ليبيراسيون) أنه بعد التدخل في شمال مالي٬ "لا أحد يشك في أن الإسلاميين سيسعون لتنظيم أنفسهم مجددا والتحرش بالجنود الفرنسيين أو استهداف المصالح الفرنسية"٬ وهو قلق تتقاسمه أيضا اليومية اليمينية (لوفيغارو) التي اعتبرت أن "الهجوم في مالي لم ينته ويدخل مرحلته الأكثر حرجا". ونشرت (لوفيغارو) حوارا مع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد فيه المسؤول الأمريكي٬ الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية لفرنسا٬ بالخصوص أن "الولاياتالمتحدة تدعم فرنسا في مالي دون تردد"٬ سواء على المستوى اللوجيستي أو السياسي. وارتباطا بنفس الموضوع٬ أشارت اليومية السويسرية (لا تريبون دو جنيف) إلى أن النجاح العسكري لفرنسا في مالي "لا ترجح كفته أمام انهيار الصناعة الفرنسية وإغلاق المصانع بشكل شبه يومي والفقر الذي يتوسع ويستقر". في بريطانيا٬ سلطت الصحف الصادرة اليوم اهتمامها على عدد من القضايا الراهنة ومن بينها على الخصوص مشروع حكومي لإصلاح المنظومة البنكية٬ إلى جانب الوساطة التي تقوم بها لندن بين باكستانوأفغانستان. وكتبت صحيفة (الفانينشال تايمز) أن وزير الاقتصاد والمالية جورج أوزبورن يستعد لإثارة موجة انتقادات وردود فعل ساخطة ضده في البورصة بقلب العاصمة البريطانية بسبب مشروعه الرامي فرض عقوبات كبيرة ضد الأبناك التي ترفض ملاءمة تدابيرها مع القرارات الحكومية الجديدة. وأشارت إلى أن أوزبورن قدم تنازلات بخصوص مشروعه بسبب وطأة الضغوطات حيث اقترح فرض عقوبات كبيرة ضد الأبناك٬ في وقت يتهمه اتحاد الأبناك بالقيام بتنازلات جزئية فقط. وكتبت صحيفة (الديلي ميل) من جانبها أن مقترحات أورزبون تشكل أكبر تحول في تاريخ الصناعة البنكية منذ عقود طويلة. وأضافت أن أهمية مشروع القانون الذي يقترحه وزير المالية يتمثل في أنه سيحد من تحمل المواطنين دافعي الضرائب لعبء إنقاذ البنوك التي وصفتها الصحيفة بالقطط السمان. واعتبرت (الغارديان) من جانبها أن اتخاذ قرار فرض عقوبات على الأبناك المخطئة يشكل خطوة رمزية هامة. كما اهتمت الصحف البريطانية بمحادثات السلام والمصالحة في أفغانستان٬ وكذا تعزيز علاقات التعاون بين كابول وإسلام آباد٬ برعاية رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. ونشرت الغارديان حديثا مع الرئيس الأفغاني يؤكد فيه أن الخطر الحقيقي الذي يهدد بلاده لا يكمن في متمردي حركة طالبان وإنما بالخصوص في تدخل القوى الأجنبية٬ من دون أن يحيل على باكستان بالإسم. وانتقد كرزاي القوات الدولية الموجودة في بلاده٬ مشيرا إلى إنه منذ دخولها إقليم هلمند على سبيل المثال لم تتوقف الغارات التي طالت المدنيين ولم يتحقق السلام بل وأغلقت مدارس الفتيات التي كانت مفتوحة من قبل. أما صحيفة (التايمز) فتحدثت من جانبها عن الجهود التي بذلها البريطانيون طوال شهور عديدة من أجل التوصل إلى اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين افغانستانوباكستان٬ مشيرة إلى أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون سعى من خلال ذلك إلى تحقيق "هدف طموح". وبخصوص قضية الفساد التي تهز الحزب الشعبي الحاكم في إسبانيا٬ أبرزت (إل موندو) أن مقاولا٬ فضل عدم كشف اسمه٬ أكد للصحيفة أنه نقل للخازن السابق للحزب ألفارو لابويرطا أموالا نقدا حتى المقر المركزي للحزب في مدريد٬ ترقبا لانتخابات 2008. وأشارت الصحيفة٬ نقلا عن هذا المقاول٬ إلى أن تسليم الأموال جرى بحضور لويس بارسيناس٬ موضحة أن لابويرطا وضع المال في خزنة وأن بارسيناس سجل المبلغ في اسمه دون أن يسلم المقاول أي "وصل أو دليل". كما اهتمت الصحف الإسبانية بتصريحات زعيم المعارضة الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني ألفريدو بيريز روبالكابا الذي طالب ب"استقالة" رئيس الحكومة ماريانو راخوي الذي أثير اسمه في إطار هذه الفضيحة. ونقلت (أ بي سي) في هذا الصدد رد فعل نائب الأمين العام للدراسات والبرامج بالحزب الشعبي إسطيبان كونزاليس الذي أبرز أن روبالكابا "على خطأ" لأنه "متسرع للوصول للحكم". وبخصوص طلب دوترو الاستفادة من حمل سوار إلكتروني٬ 16 سنة بعد سجنه٬ أبرزت صحيفة (لوسوار) أن بلجيكا "خائفة للغاية" كما لو أن هذه المسيرة نحو الحرية ينبغي أن تكون حتمية٬ في حين٬ تضيف الصحيفة٬ "لا يوجد شيء من ذلك لأن المجرم الأكثر كرها في بلجيكا لديه الحق في طلب وضعه تحت المراقبة الالكترونية والعدالة لن تمنحه إياها". بنفس النبرة٬ اعتبرت (لا ليبغ بلجيك) أن "الكثيرين يتصرفون كما لو أن خطر تواجد العدو العام رقم واحد حرا قائم فعلا"٬ في حين أشارت (لافونير) إلى أن "هذا السياق الانفعالي لا يساعد على تفكير ذكي وعقلاني حول إعادة إدماج السجناء وعلى فعالية حقيقية لإجراءات الحبس". من جهة أخرى٬ اعتبرت صحيفة (لاصطامبا) الإيطالية٬ معلقة على تعهد رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني٬ أمس الأحد٬ في حال انتخابه٬ بإعادة ضرائب السكن الأول التي دفعها المساهمون مسبقا٬ أنه يراهن على "استرجاع الناخبين المحبطين" من ثقل الضرائب. ونقلت (كورييري ديا سيرا) أن بيرلسكوني أكد أن هذه العملية ستعوض جزئيا بضريبة٬ ستقرر باتفاق مع سويسرا٬ على الأنشطة المالية للإيطاليين في الكونفدرالية٬ معربة عن تشككها في ذلك لأن مشروع الاتفاق المتعلق باسترجاع رؤوس الأموال المخبأة في سويسرا تأجل توقيعه عدة مرات. في هولندا٬ اعتبرت (فولسكرانت)٬ ردا على قرار تأميم رابع بنك هولندي "إس إن إس ريال"٬ أن "الدولة تفوت فرصة ذهبية لحسم النقاش حول الأجر الضخم" في إشارة لنصف مليون أورو يرتقب أن يحصلها الرئيس الجديد للبنك شهريا٬ مضيفة أن "الحديث عن التنافسية كدافع رفع الأجور ليس مبررا في الوقت الراهن٬ خاصة أن الدولة أضحت تملك أبناك (أ بي إن) و(إس إن إس) وجزئيا (إي إن جي)". من جانبها٬ أشارت الصحيفة الالكترونية (دوتشنيوز) إلى أن الموظفين السامين ببنك (إس إن إس)٬ الذي تم تأميمه الجمعة الماضية٬ سيتم استدعاؤهم أمام البرلمان٬ لتقديم توضيحات للنواب٬ خاصة من حزبي التحالف العمالي-الليبرالي الحاكم٬ الذين "يرغبون في معرفة ما إن كان البنك المركزي يقوم بعمل جيد أو لا في ما يخص المراقبة". في روسيا٬ قالت صحيفة (فيدوموستي) إن البرازيل تريد شراء 3 بطاريات من راجمات الصواريخ والقذائف المضادة للطائرات "بانتسير أس-1" وبطاريتين من راجمات الصواريخ المحمولة على الكتف "إيغلا" بقيمة إجمالية قدرها مليار دولار أمريكي بحيث يمكن أن تشهد هذه السنة على توقيع هذه الصفقة. وأفادت صحيفة (كوميرسانت) أن نائب الرئيس الأمريكي جوزف بايدن قال خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على هامش مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية إن بلاده تريد إعادة العلاقات مع روسيا إلى "طبيعتها"٬ خاصة في مجال مكافحة انتشار الأسلحة. أما صحيفة (روسيسكايا غازيتا) فذكرت٬ من جانبها٬ أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طرح عددا كبيرا من الأسئلة المحرجة على الساسة الغربيين في كلمته بمؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية٬ ومنها "هل يسمح تأييد الانتفاضات المطالبة بتغيير نظام الحكم بتبرير اتباع أسلوب الإرهاب" و"هل يمكن أن تحارب في هذا البلد من تسانده في البلد الآخر" و"من هو الحاكم الشرعي ومن هو الحاكم غير الشرعي".