وصفت روسيا إقدام فرنسا على تسليح ثوار ليبيا ب»خرق فاضح» لقرارات مجلس الأمن، وفي وقت نأى حلف شمال الأطلسي بنفسه عن الخطوة الفرنسية، أكدت باريس أن الأمر اقتصر على أسلحة خفيفة، وسط دعوات من المعارضة لتزويدها بالمال والسلاح الثقيل. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إذا تأكد أن فرنسا أرسلت شحنات سلاح إلى الثوار فسيكون ذلك «انتهاكا فاضحا» لقرارات مجلس الأمن. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عنه قوله إن موسكو طلبت توضيحات من باريس. وقال دبلوماسيون أمميون إن تزويد الثوار بالسلاح دون موافقة مسبقة من لجنة العقوبات الأممية الخاصة بليبيا خرقٌ لحظر السلاح المفروض على الطرفين المتصارعين. لكن فرنسا تنفي أن يكون ما أقدمت عليه انتهاكها لقرارات مجلس الأمن، وتشير إلى فقرة في القرار 1973 تدعو إلى «اتخاذ كافة الإجراءات لحماية المدنيين». وكانت فرنسا أقرت أمس بأن قوتها الجوية ألقت قبل أسابيع مظليا -خلال إنزال لمساعدات إنسانية فوق الجبل الغربي- أسلحة خفيفة لحماية المدنيين من كتائب معمر القذافي، لكنها أكدت أن الأمر يتعلق بأسلحة خفيفة فقط. وجاء الإقرار بعد تقرير لصحيفة لوفيغارو تحدث عن شحنات أُنزلت فوق الجبل الغربي القريب من طرابلس، ضمت صواريخ ميلان المضادة للدبابات، وهو ما أكده أيضا مصدر فرنسي غير حكومي جيد الاطلاع. لكن متحدثا عسكريا فرنسيا نفى اليوم تزويد الثوار بصواريخ ميلان، وقال إن الأمر اقتصر على أسلحة خفيفة ضمت مدافع رشاشة وراجمات صواريخ. ونفى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أن تكون للناتو علاقة بشحنات الأسلحة، وقال متحدثا في فيينا إنه لا علم له بها، وإن مدى احترام الخطوة الفرنسية قرارات مجلس الأمن يقع على عاتق لجنة العقوبات. وذكّر راسموسن مجددا بأن الحلف لا ينوي إطلاقا نشر قوات على الأرض، وبأن قتال الكتائب يقع تحت مسؤولية الثوار. وتحاشت الصين أيضا انتقاد فرنسا، وإن دعت إلى الالتزام بالقرارات الأممية. غير أن وزير خارجية المعارضة الليبية ممثلة في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل حث المجتمع الدولي على تزويد الثوار بالأسلحة الثقيلة ليحسموا الصراع سريعا، ويجنبوا البلاد مزيدا من الدم، حسب قوله. وقال متحدثا في فيينا «ما يملكه الثوار حاليا هو أسلحة خفيفة جدا، هي فقط للدفاع عن أنفسهم، وليست أسلحة لكسب معركة»، وحث المجتمع الدولي على تقديم الدعم المالي لهم لأن أموالهم نفدت. وتضاف الشحنات الفرنسية إلى أسلحة وذخائر غنمها الثوار بعدما سيطروا على مستودعات سلاح ضخمة قرب الزنتان غربا قبل أربعة أيام. من جهته حذر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ من أن هذه الأسلحة قد تنتهي بين أيدي حلفاء القاعدة، الذين باتوا يحصلون على أسلحة متطورة هربت إليهم، وتزيد قدراتهم الهجومية في جزء مهم من القارة الأفريقية، حسب وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريز روبالكابا.