كتبت صحيفة (واشنطن بوست)٬ اليوم السبت٬ أن العلاقات الأمريكيةالجزائرية تشهد "توترا" بسبب الموقف المتناقض للحكومة الجزائرية من أي تدخل عسكري في مالي٬ يروم القضاء على الجماعات الإرهابية التي تنشط شمال هذا البلد الإفريقي. وأكدت الصحيفة٬ في مقال تحت عنوان (الموقف الجزائري يقوض إستراتيجية الولاياتالمتحدة في المنطقة)٬ أن "القرار الأحادي الجانب للحكومة الجزائرية بمتابعة مرتكبي حادث احتجاز الرهائن بالمجمع النفطي عين إمناس (جنوب شرق الجزائر)٬ مع التقليل من أهمية نداءات المجموعة الدولية باتخاذ أكبر قدر من الحيطة والحذر٬ يؤكد أن الجزائر لن تنخرط عسكريا في أزمة مالي". واعتبرت أن عملية احتجاز الرهائن هاته "زادت من حجم الشكوك في مصداقية الجزائر في الانخراط إقليميا في الجهود الرامية إلى تفكيك الجماعات الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة". ونقلت الصحيفة عن جيوف بورتير٬ الخبير المستقل المختص في القضايا الأمنية في شمال إفريقيا٬ قوله إن الولاياتالمتحدة خسرت نحو ست إلى ثماني أشهر من الجهود الدبلوماسية حول الإستراتيجية التي ستنهجها في مالي". وذكرت (واشنطن بوست) بأن إدارة أوباما أكدت في مرات عديدة أن تدخلا عسكريا بقوة متعددة الجنسيات يبقى ضروريا لتحقيق استقرار مالي٬ مشددة على أهمية إقامة تعاون مع بلدان المنطقة. واعتبرت أن الحكومة الجزائرية لا ينبغي أن تتخلي عن التزاماتها٬ خاصة أنها "تعد مسقط رأس تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"٬ مشيرة إلى أن "غالبية قادة وحلفاء هذه الجماعة الإرهابية هم مواطنون جزائريون٬ بما في ذلك زعيمهم٬ والعقل المدبر لعملية احتجاز الرهائن بعين إمناس مختار بلمختار".