أعلن ناطق باسم مجموعة إسلامية، أول أمس الأربعاء، عن احتجاز 41 غربيا -بينهم سبعة أمريكيين- رهائن في منشأة غاز بمنطقة عين أمناس جنوب شرق الجزائر، في أعقاب هجوم قتل فيه أجنبيان -أحدهما بريطاني- وجرح ستة آخرون، حسب ما أفادت به وسائل إعلام جزائرية وموريتانية. وأعلن ناطق باسم كتيبة «الموقعون بالدم» الإسلامية التي يقودها الجزائري مختار بلمختار، أن من بين الرهائن أيضا فرنسيين وبريطانيين ويابانيين، موضحا أن خمس رهائن احتجزوا في المصنع بينما احتجز 36 في المجمع السكني». وأطلق المسلحون لاحقا سراح الجزائريين من بين المحتجزين لديهم في عين أمناس، بينما طالب تنظيم القاعدة فرنسا بوقف عملياتها في مالي حفاظا على سلامة الرهائن في الجزائر. من جهته قال الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، إنه على اتصال مع الحكومة الجزائرية لمتابعة تداعيات الهجوم في عين أمناس. وكانت وزارة الداخلية الجزائرية قد أعلنت في بيان أن مجموعة مدججة بالسلاح وعلى متن ثلاث سيارات، هاجمت قاعدة حياة لسوناطراك بتيقنتورين قرب عين أمناس الواقعة على بعد نحو 100 كلم على الحدود الجزائرية الليبية». وأضافت الوزارة في البيان، الذي أوردته وكالة الأنباء الجزائرية، أن الهجوم «استهدف أولا حافلة عند خروجها من هذه القاعدة وهي تقل أجانب متوجهة إلى مطار عين أمناس». وبعد هذه المحاولة الفاشلة توجهت المجموعة إلى قاعدة الحياة التي هاجمت جزءا منها واختطفت عددا غير محدد من العمال، بينهم رعايا أجانب. وأشار البيان إلى أن قوات الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن وصلت إلى المكان و»اتخذت على جناح السرعة كافة الإجراءات قصد تأمين المنطقة». قتلى وجرحى وقتل خلال الهجوم أجنبيان أحدهما بريطاني، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن مصدر محلي. ومن جانبها أكدت بريطانيا أن اثنين من رعاياها ربما قتلا أو اختطفا في هجوم عين أمناس. وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في وقت سابق عن مقتل أجنبي وإصابة اثنين آخرين. من جهتها أشارت وسائل إعلام محلية إلى أن المجموعة المسلحة قتلت أحد حراس أمن الشركة، وهو على الأرجح بريطاني الجنسية. ونفذ العملية مقاتلون من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي جاؤوا من شمال مالي. وبدورها قالت الحكومة الإيرلندية إن أحد مواطنيها اختطف، وقال وزير الخارجية الإيرلندي، إيمون جيلمور، إن إيرلنديًا بين مجموعة من عمال الغاز المخطوفين في الجزائر، وطالب بالإفراج الفوري عنه. وقال مقاتل اتصلت به وكالة الأنباء الفرنسية «نحن أعضاء في كتيبة خالد أبو العباس من القاعدة وجئنا من شمال مالي». وتتزامن العملية مع التطورات الأخيرة في الأزمة المالية، حيث سمحت الجزائر لطائرات حربية فرنسية بعبور أجوائها لضرب معاقل الجماعات الإسلامية في شمال مالي، وهو ما اعتبر تغييرا كبيرا في الموقف الجزائري الداعي دائما إلى إيجاد حل للأزمة المالية عبر الحوار والوسائل السلمية. مفاوضات وفي ظل هذه الأجواء المشحونة أبدى خاطفو الأجانب بالجزائر استعدادهم للتفاوض مع حكومات الرهائن، بمجرد وقف الجيش الجزائري إطلاق النار على الموقع الذي يحتجزونهم فيه، كما ناشد عدد من الرهائن الجيش الجزائري وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات مع الخاطفين. وقال أحد الخاطفين -ويدعى أبو البراء- إنهم مستعدون للتفاوض مع حكومات الرهائن بمجرد توقف الجيش الجزائري عن إطلاق النار عليهم، وأكد أن عملية الخطف تحمل عدة رسائل، من ضمنها انتقاد السياسة التي تتبعها الحكومة الجزائرية مع الإسلاميين في البلاد، ورسائل مماثلة للدول المجاورة، وقال «نريد أن نبادل أسرانا بأسراهم». واعتبر أبو البراء أن عملية الاختطاف تثبت للحكومة الجزائرية ولجميع الدول أنهم قادرون على تنفيذ مثل هذه العمليات في الوقت الذي يحددونه ويرونه مناسبا، مشيرا إلى أن من بين المختطفين بريطانيين وأمريكيين وهولنديين ويابانيين ورومانيين وكولومبيين وإيرلنديين وهولنديين، وقال إن عددهم 40 رهينة. وهدد الخاطفون بقتل أحد الرهائن البريطانيين إذا لم يوقف الجيش الجزائري هجومه على موقعهم خلال مهلة قصيرة. تهديد بالقتل وهدد الخاطفون بقتل أحد الرهائن البريطانيين إذا لم يوقف الجيش الجزائري هجومه على موقعهم خلال مهلة قصيرة. وبين المختطفين المحتجزين في مجمع سكني تابع للمنشأة النفطية -حسب المعلومات الأولوية- أربعة أمريكيين وخمسة يابانيين و13 نرويجيا، بالإضافة إلى بريطانيين وماليزيين وفلبينيين وإيرلندي. وشدد وزير الداخلية الجزائرية، دحو ولد قابلية، على رفض بلاده التفاوض مع الخاطفين، مؤكدا أن حل قضيتهم سيكون إما سلما عبر إطلاق سراح المختطفين أو عن طريق العنف. وأكد أن المنطقة مغلقة ومحاصرة من قبل قوات الجيش. وفي واشنطن أدانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، عملية الاختطاف «بأشد العبارات» وأضافت «إننا نراقب الوضع عن كثب». ولم تعلن نولاند عن عدد مواطني الولاياتالمتحدة المحتجزين ولم تكشف عن أي أسماء «حفاظا على سلامتهم». المختار بن المختار زعيم القاعدة في بلاد المغرب العربي