استبعدَ سعد الدين العثمانِي، وزيرُ الشؤون الخارجيَّة والتعاون، أن يكونُ صعودُ قوَى الإسلام السياسيِّ في كلٍّ من مصر وتونس إلى سدة الحكم، مدخلاً لخلق محور أو تحالفٍ بالمنطقة العربيَّة، فحتَّى وإن كان الأمر يصبُّ في خدمةِ التقاربِ بينَ تلكَ البلدان، يتخطَّى العملُ الديبلوماسيُّ المهني حسب قوله، حدودَ ما هوَ إيديلوجيٍّ أو مذهبيٍّ إلى استحضارِ المصالحِ والقواسمِ المشتركة. العثمانِي قالَ في حوارٍ معَ صحيفة "القدس العربي"، إنَّ العلاقات المغربيَّة المصرية جيدة، على الرغم مما تكتسيه من هدوءٍ عندَ إجراء انتخاباتٍ أو حصولِ تغييرٍ على مستوَى الحكومات، أمَّا العلاقات معَ تونس فرأى العثماني أنهَا جيدة جدا، والزيارات بين مسؤولِي البلدين مستمرة، وأبرزهَا زيارة الرئيسُ منصف المرزوقي للمغرب، التي أعقبهَا توقيعُ اتفاقياتٍ على حظٍّ كبير من الأهميَّة. وعمَّا إذا كانَ المغربُ قد خرجَ خاويَ الوفاض من مساندته لمعارضِي القذافِي، بعدَما ذهبتْ جلُّ الاستثمارات إلى قطر والبلدان الأوربيَّة، أكَّدَ العثمانِي أنَّ المغربَ لم يساند الليبيين رغبةً في الحظوة المادية، وإنمَا استناداً إلى موقف سياسيٍّ جلي قبلَ مقدمهِ إلى وزارة الخارجيَّة، حيثُ كانَ على رأسِها آنذاك المستشار الملكي الحاليُّ الطيب الفاسي الفهري. العثماني أردفَ أنَّ علاقاتِ المغرب بليبيا جيدة في الوقت الراهن، مستدلاً بزيارة رئيس الوزراء الليبي السابق على رأس وفدٍ وزاري كبير، شهر رمضان الفائت، بحيثُ قال الوزير إنَّ مجالات التعاون ستتبدَّى عما قريب، مؤكداً ثقته في تغلبِ الشعب الليبي على القلاقل الحاليَّة بعدمَا تمكن من الإطاحة بنظام كنظامِ القذافي. ونفَى العثمانِي حدوثَ ارتباكٍ في علاقة المغرب مع موريتانيَا، بعدَما راجت مؤخراً أنباءٌ حولَ رفضِ الرئيس الموريتاني استقبالَ وزير الدولة المغربي، عبد الله بَاهَا، ومقتلِ تاجرٍ مغربيِّ بمدينة نواذيبُو، قائلاً إن باها زارَ موريتانيا في نطاق نشاطٍ حزبي، وأنهُ لم يطلبْ لقاءَ الرئيسِ، واستقبلُ بحفاوة من لدن وزراء ومسؤولين موريتانيين. أمَّا العلاقات المغربية الجزائرية، فَقالَ القياديُّ في حزب العدالة والتنمية، إنَّها تظلُّ المحور الأساسي في علاقاتِ المغرب الإقليميَّة، بحكم ملف الصحراء والحدود البرية المغلقة مع الجارة الشرقيَّة منذُ 1994، مضيفاً أنَّ خصَّهُ الجزائرَ بأول زيارة لهُ إلى الخارج عقبَ توليه مقاليد وزارة الخارجيَّة، كان يهدفُ إلَى إعطاءَ دفعةٍ جديدةٍ للعلاقاتٍ ولإحرازِ مزيدٍ من التقدم. منهجيَّة المغربُ في العمل مع الجزائر وفقَ العثمانِي، تنهضُ على تحاشِي نقاط الاختلاف، والتركيز عل القضَايَا المتفق حولهَا، إرجاءً للملفات العالقة إلَى وقتٍ لاحقٍ، ريثما يتمُّ التوصلُ إلى صيغةٍ بشأنِهَا. إيماناً من المغرب والجزائر بوجودِ اتفاقٍ يقومُ عل تولي الأممالمتحدة ومجلسِ الأمن ملفَّ الصحراء في أفقِ إيجاد حلٍّ سياسيِّ وتوافقيِّ.