طالب ناشطون فايسبوكيون مغاربة وزير التجهيز والنقل عبد العزيز الرباح بتقديم استقالته عقب الفاجعة التي حدثت أمس الثلاثاء في أولى ساعات الصباح عندما هوت حافلة في منحدر عميق على الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين زاكورة ومراكش بإقليم الحوز٬ ما أفضى إلى وفاة 42 راكبا، و24 مصابا بجروح مختلفة الخطورة. وانتقد فايسبوكيون الرباح بسبب ما اعتبروه "تسرعا" من الوزير بإلصاق التهمة بسائق الحافلة أو بالعنصر البشري، وذلك من أجل دفع أية تهمة مسبقا عن حالة البنية التحتية للطرقات في بلادنا"، يقول أحد الناشطين على صفحته الفيسبوكية التي تدثرت بالسواد حزنا على ضحايا الفاجعة. وتابع معلق آخر بأنه لو كانت هذه الحادثة المروعة قد وقعت في أحد البلدان الديمقراطية لقدم الوزير المسؤول عن قطاع النقل استقالته على الفور، لكن "في المغرب لا تستغرب" لأن كل شيء يسير بالمقلوب، فالوزير يتشبث بكرسيه حتى لو كان مسؤولا من الناحية الإدارية على وفاة عشرات الأشخاص، وما جر ذلك من ويلات وأحزان على عشرات الأسر". واستدل الداعون إلى استقالة وزير النقل المغربي بحالات مماثلة من قبيل استقالة وزير التجارة الأمريكي جون برايسون من منصبه في شهر يونيو المنصرم بعد تعرضه لنوبات تشنج تسببت في حادث تصادم بين عدد من السيارات بولاية كاليفورنيا، وأيضا وزير النقل الياباني "نارياكى ناكاياما " الذي قدم استقالته في شتنبر 2009 بسبب اضطرابات في وسائل النقل، علاوة على وزير النقل الأسترالي " كوتسانتونيس ساوث " الذي قدم استقالته فقط بسبب 30 مخالفة غرامات مالية متعلقة بالإشارة الحمراء. وليس وزراء البلدان الغربية فقط من استقالوا بسبب أخطاء في مجال إشرافهم على وزاراتهم، بل استقال أيضا وزير النقل المصري محمد منصور في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك عقب حادث تصادم قطارين جنوبالقاهرة بسبب جاموس، أدى إلى وفاة 18 قتيلا، واستقال وزير النقل البحري التنزاني بعد وفاة 78 شخص بسبب غرق باخرة في أرخبيل زنجبار في تنزانيا. وتوقع ناشطون فايسبوكيون مدى صعود شعبية حزب العدالة والتنمية لو أقدم وزير النقل الرباح على تقديم استقالته من منصبه بسبب حادثة زاكورة، غير أنهم أبدوا اقتناعهم بأن "لا شيء من ذلك سيحصل، لكون الرباح اتهم مبكرا العنصر البشري الذي تسبب في الحادثة، ولم يُلق بالا لحالة الطرقات الوعرة في البلاد". وأقدم الناشطون الفايسبوكيون الغاضبون من حالة الطرقات في البلاد على وضع صور للمقارنة بين طُرق وعرة، تسمى بعضها بطرق الموت، وبين طرقات في بلدان أخرى استطاع المسؤولون فيها أن يبنوا أنفاقا أسفل المرتفعات والجبال لتسهيل حركة السير وتفادي الحوادث المميتة.