بعد إقدامهم على محاولات لاستفزاز الجيش المغربي، وتخريب الطريق الرابطة بين المغرب وموريتانيا عند معبر الكركرات، لجأ الانفصاليون الذين كلفتهم "جبهة البوليساريو" بهذه المهمة إلى مهاجمة مقر بعثة الأممالمتحدة بالرابوني. وأظهر مقطع فيديو توصلت به هسبريس مجموعة من الانفصاليين وقد اقتحموا سياج بعثة الأممالمتحدة (UNHCR)، وقاموا بنزع علمها، تحت الهتافات والزغاريد، دون أن يتدخل أي عنصر من البعثة الأممية. وسبق لانفصاليي جبهة البوليساريو أن أقدموا، في إطار مخططهم لاستفزاز المغرب، على إتلاف كميات كبيرة من الخضر والفواكه التي كانت على متن الشاحنات المغربية المتوجهة إلى موريتانيا. في المقابل تتوالى دعوات فعاليات المجتمع المدني بالصحراء الموجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التدخل الفوري لوضع حد للاستفزازات التي يمارسها الانفصاليون، وإعادة فتح معبر الگرگرات التجاري. في هذا الإطار قالت حيدرا الزهرة، رئيسة الجمعية الصحراوية للتضامن والتوعية بمشروع الحكم الذاتي والتنمية المستدامة، إن المغرب "ملتزم بقرارات المنتظم الدولي في الصحراء، وعلى الأممالمتحدة أن تُلزم الطرف الآخر بالامتثال لها". وأضافت حيدرا، في تصريح لهسبريس، أن جبهة البوليساريو "تسعى، من خلال تسخير حوالي خمسين شخصا لإحداث الفوضى في معبر الگرگرات، إلى استفزاز الجيش المغربي، واستغلال ذلك لاحقا كورقة في اجتماع مجلس الأمن الدولي المزمع انعقاده يوم 31 أكتوبر الجاري لبحث تجديد ولاية بعثة الأممالمتحدة (المينورسو)". الجمعية الصحراوية للتضامن والتوعية بمشروع الحكم الذاتي والتنمية المستدامة وجهت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، قالت فيها إن معبر الگرگرات يشهد تصعيدا خطيرا ومقلقا من طرف "البوليساريو" والجزائر، بعد دفعهما للعديد من ساكنة مخيمات تندوف وعدد من المجنّدين بلباس مدني قصد إغلاق المعبر التجاري. واعتبرت الجمعية ذاتها أن هذه الاستفزازات "تشكل انتهاكا خطيرا وتبين بشكل ملحوظ نيّة الجزائر السافرة في خلق بيئة غير آمنة بالمنطقة"، مشيرة إلى أن ما يؤّكد ذلك هو أن هذه التحركات تتزامن مع قيام عدد من الأشخاص الموالين ل"البوليساريو" والجزائر بإعلان قيام هيئة انفصالية سياسية بمدينة العيون، من أجل نشر البلبلة وتهديد استقرار المملكة. واعتبرت حيدرا الزهرة أن الجيش المغربي تعامل بحكمة مع استفزازات البوليساريو، "رغم رمي العناصر التي أوفدتها إلى المنطقة لإحداث الفوضى عناصر القوات المسلحة الملكية بالأحجار والطوب، مع التلفظ في وجهها بكلام غير لائق". وأردفت المتحدة ذاتها: "المغرب التزم بمقررات المنتظم الدولي، لأننا دولة سلام ولا نبحث عن الحرب، بينما لم تلتزم بها البوليساريو وداعمتها الجزائر. وعلى الأممالمتحدة أن تقوم بدورها لوضع حد للاستفزازات التي يتعرض لها المغرب، وإعادة فتح معبر الكركرات في أسرع وقت".