قد لا يختلف اثنان حول شخصية عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الحالية، بكونها تميل إلى نوع من المرح المشفوع بقفشات ونكات تكون أحيانا وليدة اللحظة، أو يوظفها الرجل في سياق خطاباته السياسية، الأمر الذي أكسبه العديد من النقاط، لكن الاختلاف قد يكمن في السؤال عن هذه الفكاهة "البنكيرانية" هل ستنفع البلاد والعباد، أم أنه يجلب بها فقط الأضواء لشخصه، ويلطف من خلالها الأجواء بينه وبين خصومه. فكاهة رئيس الحكومة لا تخطئها العين ولا الأذن بالرغم من ملامح محياه التي قد تبدو لمن يجهل الرجل صارمة إلى حد نوع من الصدامية والاستعداد للمواجهة، دون أن يحسب أحيانا عواقبها وتداعياتها، وفق أحمد أوترغيت الباحث في علم النفس الاجتماعي في تصريحات لهسبريس. وأوضح الباحث بأن المشكلة ليست في نكات بنكيران، التي وصفها هو نفسه ذات مرة بالحامضة، فتلك من السمات التي تميز شخصيته التفاعلية مع محيطه، سواء من الذين يعرفهم أو لا يعرفهم؛ فروحه المرحة هي أحد المفاتيح التي يستعملها لفك شفرات الأشخاص الذين يواجههم. واستدرك المتحدث بأن بين الجد والهزل خيط رفيع، والمشكلة عند بنكيران أنه قد يختلط لديه أحيانا الجد بالهزل، والنكتة بالمعلومة، خاصة أن منصب المسؤولية الحكومية الذي يتقلده يفرض عليه انضباطا أكبر، حتى لا ينزلق لسانه في ما لا تحمد عقباه، حيث إن كل كلمة تحسب على المسؤول والشخصية الرسمية.. وخلص الباحث إلى أن نكات بنكيران مهما كانت صادقة وذات خلفية سليمة وبريئة، فإنها لن تجدي شيئا، ولن تشفع له لدى المغاربة إذا لم يروا تعليما جيدا، وسكنا لائقا، وشغلا متوفرا، وباختصار إذا لم يلمسوا تغييرا حقيقيا في حياتهم المعيشية واليومية. ومن جهته، أفاد صحفي كان يشتغل في جريدة التجديد خلال فترة إدارتها من طرف بنكيران، بأن مرح بنكيران كان يلازمه حتى قبل ترأسه للحكومة، وقد يعاني بعض مقربيه من نكته وتعليقاته الساخرة واللاذعة أحيانا، والتي تلتصق بالشخص طيلة سنوات. وتذكر المصدر، في تصريح لهسبريس، أن بنكيران لم يكن يُخْفي حينئذ أمام طاقم تحرير الصحيفة بأنه خلال أوقات فراغه يشاهد قناة "روتانا زمان" المتخصصة في بث الأفلام السينمائية المصرية القديمة، ويحرص تحديدا على متابعة الأفلام التي يلعب فيها الكوميدي المصري الراحل إسماعيل ياسين دور البطولة، حيث كان يثير ضحك بنكيران من الأعماق، بما يقوم به من مواقف تمثيلية هزلية وعفوية..