تبدو المراكز التجارية الكبرى في المدن المغربية كما لو أنها غير معنية بالإجراءات والتدابير الاحترازية للحد من انتشار فيروس "كورونا" المستجد؛ فرغم المراقبة التي تتم أمام أبواب هذه الأسواق، إلا أن الزبناء يضربون بكل التدابير عرض الحائط بمجرد تجاوز عتبة الباب. لم تتغير وتيرة الإقبال على المراكز التجارية الكبرى عن الأيام السابقة لحالة الطوارئ الصحية؛ إذ ما زال إقبال المواطنين على هذه الأسواق مكثفا، بل زاد كثافة بسبب تقليص عدد ساعات العمل المرخص بها للمتاجر التي باتت تغلق على الساعة السادسة مساء. أمام أحد المراكز التجارية الكبرى في مدينة سلا، يقف شرطي وعنصر من القوات المساعدة، لا يسمحان بالدخول إلى السوق إلى لحاملي "شهادة التنقل الاستثنائية"، وبجانب باب المركز وُضع لوح يحمل عبارة تنصح الزبناء بدخول فرد واحد من العائلة من أجل التسوق، واحترام مسافة متر بين كل شخصين، لكن داخل السوق يوجد واقع آخر. وكما عاينت هسبريس، فإن ممرات الأسواق التجارية الكبرى تشهد ازدحاما تتبدد معه إجراءات السلامة الصحية للوقاية من الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد، حيث يمر الناس أو يقفون بمحاذاة بعضهم البعض أثناء تناول السلع، دون إيلاء أي اعتبار لنصيحة "احترام مسافة متر بين كل شخصين". يعزو وديع بولويدن، فاعل جمعوي يشارك في الحملات التحسيسية للوقاية من "كوفيد-19" بمدينة القصر الكبير، تجاهل المواطنين لتدابير الوقاية من هذا الفيروس إلى ضعف الوعي، مشيرا إلى ضرورة الاكتفاء بإدخال عدد محدد من الأشخاص، وانتظار خروجهم قبل السماح لآخرين بالدخول. المشهد نفسه يتكرر داخل أسواق بيع الخضر والفواكه في الأحياء الشعبية، حيث يتجمع الناس أمام المحلات لا تفصل بين شخص وآخر سوى سنتمترات معدودة، ولا تبدو هذه الأسواق مختلفة عن وضعها في الأيام التي سبقت فرض حالة الطوارئ الصحية، لولا الكمامات التي يضعها الناس على وجوههم. ورغم حملات التحسيس والمراقبة التي تباشرها السلطات بشكل يومي من أجل بقاء الناس في بيوتهم، إلا أن "عدم استيعاب فئة منهم لخطورة الفيروس يجعلهم يستهينون به"، يقول وديع بولويدن، مضيفا في تصريح لهسبريس: "في حملات إطعام الأشخاص بدون مأوى التي نقوم بها ليلا، نصادف عشرات الشباب يتجولون خارج بيوتهم مستهترين بصحتهم وصحة عائلاتهم". ونبه المتحدث ذاته إلى ضرورة إعمال الصرامة في منح شهادة التنقل الاستثنائية، حيث يستغل بعض الشباب الحصول عليها للخروج من بيوتهم دون أن تكون لهم ضرورة قصوى، موردا: "كاين اللي كياخد ديك الورقة غير باش يتسارا".