يسود تخوف وسط تجار ومرتفقي أسواق الجملة للخضر والفواكه في مختلف مناطق المغرب من أن تطالهم عدوى فيروس "كورونا" المستجد، جراء اشتغالهم في فضاءات يختلط فيها مئات الأشخاص صباح كل يوم دفعة واحدة، دون توفر أي وسيلة من وسائل الحماية من الإصابة بالفيروس التي ينبغي توفرها في مثل هذه الفضاءات. وناشد الاتحاد الوطني لجمعيات أسواق الجملة للخضر والفواكه بالمغرب وزير الداخلية، في رسالة تتوفر عليها هسبريس، التدخل لدى رؤساء الجماعات الترابية لاتخاذ التدابير الوقائية والإجراءات الصحية والقيام بعمليات تعقيم أسواق الجملة للخضر والفواكه على المستوى الوطني، حماية للتجار والمرتفقين من الإصابة ب "كوفيد-19". ويوجد في المغرب ثمانية وثلاثون سوقا لبيع الخضر والفواكه بالجملة، يناهز عدد التجار والمرتفقين من مقدمي الخدمات الوافدين على بعضها، خاصة في المدن الكبرى، ثلاثة آلاف شخص يوميا، لكنها إلى حد الآن لم تخضع لأي عملية تعقيم وقايةً لمرتاديها من الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد، بحسب عبد النبي غازي، رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أسواق الجملة للخضر والفواكه بالمغرب. وقال غازي، في تصريح لهسبريس، إن خطر الإصابة بفيروس "كورونا" يتهدد التجار والمرتفقين داخل أسواق بيع الخضر والفواكه بالجملة، لا سيما وأن الجهات المعنية لم توفر لهم حتى لجانا مصغرة لتزويدهم بالنصائح والإرشادات التي ينبغي اتباعها لتفادي الإصابة أو نقل عدوى الفيروس. وتفتح أسواق الجملة لبيع الخضر والفواكه أبواها، منذ إعلان حالة الطوارئ الصحية، على الساعة الرابعة فجرا وتغلق على الساعة الحادية عشرة صباحا، ما يعني، عمليا، أن "مجالس المدن والجماعات الترابية لديها الوقت الكافي طيلة النهار لتعقيم هذه الأسواق"، يقول عبد النبي غازي. وأضاف أن كل الظروف مواتية للإصابة ب"كوفيد-19" داخل أسواق بيع الخضر والفواكه بالجملة، ابتداء من غياب تعقيم هذه الفضاءات، مرورا بتلاقي عدد كبير من الأشخاص داخلها في حيز زمني معين، وصولا إلى غياب حملات تحسيسية، مشيرا إلى أن أبسط التعاملات قد تسهم في نقل الفيروس، مثل تداول الأوراق النقدية، التي تنتقل بين أيدي التجار خلال عمليات البيع والشراء. ويفد على أسواق الجملة للخضر والفواكه، فضلا عن تجار الجملة، مرتفقون آخرون من تجار بالتقسيط وأصحاب الشاحنات والحمّالة والمستخدمين والموظفين الجماعيين، "يقضون ساعات داخل السوق حيث تنتفي شروط السلامة الصحية ويعودون إلى بيوتهم"، يقول عبد النبي غازي، ذاهبا إلى وصف هذه الفضاءات التجارية ب"القنبلة الموقوتة".