بدأت العديد من المنتجات الصينية تختفي من الأسواق المغربية بسبب توقف المعاملات التجارية بين المغرب والصين، نتيجة انتشار فيروس "كورونا" الذي شل الحركة الاقتصادية لهذا البلد الآسيوي. وسجلت الصين تراجعا بنسبة 17.2 في المائة في صادراتها فقط خلال شهري يناير وفبراير بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، تحت وطأة المخاوف حول انتشار فيروس كورونا المستجد، وفق ما أعلنته الجمارك الصينية. ويشهد أكبر سوق تجاري في المغرب، وهو "درب عمر" بالدار البيضاء، هذه الأيام، شللا كبيرا وكسادا تجاريا شكل تخوفا لدى التجار والزبناء من استمرار الوضع على ما هو عليه لمدة طويلة؛ ناهيك عن شبه توقف للنشاط السياحي الصيني بالمغرب بسبب تراجع عدد السياح الوافدين من هذا البلد، والذي يقدر سنوياً بحوالي 150 ألف سائح. وأول المواد المتضررة من تراجع المعاملات التجارية بين الرباط وبكين حصة المغرب من صادرات الشاي الصينية التي تبلغ حوالي 70 ألف طن سنويا، ما يمثل 25 في المائة من إجمالي صادرات الصين من هذه المادة. وعبر مهنيون أيضا عن تخوفهم من تسجيل خصاص في مجال استيراد التوابل الآسيوية، خصوصا مع اقتراب شهر رمضان الذي تنتعش فيه تجارة التوابل في المغرب. ويرتقب أن يسجل نقص في أجهزة البث والإرسال والأجهزة الإلكترونية التي يستوردها المغرب من الصين، وتتصدر قائمة الواردات المغربية بأزيد من ملياري درهم، متبوعة بالشاي ومشتقاته ب1.41 مليار درهم، والنسيج ب1.32 مليار درهم. وفي المقابل، يصدر المغرب إلى الصين، على الخصوص، معادن الرصاص والزنك والنحاس (1,24 مليار درهم)، والمنتجات الآزوتية والأسمدة (348,09 مليون درهم)، والأسماك المجمدة (166.62 مليون درهم). ومن شأن توقف المعاملات التجارية بين البلدين أن يفاقم العجز التجاري للمغرب؛ إذ صدر ما يناهز المليارين و500 مليون درهم نحو الصين الشعبية عام 2018، فيما استورد منها ما قيمته الإجمالية 47 مليار درهم، وهو ما يشكل عجزاً قدره 44.5 مليارات درهم في ميزان المملكة التجاري. وأكد يوسف كراوي الفيلالي، رئيس المركز المغربي للحكامة والتسيير، وجود تأثر كبير في المعاملات التجارية بين المغرب والصين بسبب تفشي فيروس "كورونا" وتوقف الشحن بين البلدين، مشيرا إلى أن الأمر لا يقتصر على المغرب والصين فقط، بل يتعلق بارتباك اقتصادي يشهده العالم. وسجل كراوي، في تصريح لهسبريس، وجود انخفاض كبير في واردات المغرب من العملاق الصيني مرتبط أساساً بتراجع الصادرات الصينية إلى بلدان العالم، وخوف المغاربة من استيراد هذه المنتجات الصينية التي قد تكون حاملة لفيروس "كورونا". ودعا الخبير الاقتصادي إلى اتخاذ المغرب تدابير احترازية لتعويض غياب المنتجات الصينية التي تباع في المملكة بشكل كبير وبأثمان منخفضة، مضيفا أن هذا الأمر من شأنه أن يفاقم العجز التجاري المغربي مع الصين.