غادر الطلبة المغاربة العائدون من مدينة "ووهان" الصينية، بؤرة تفشي فيروس كورونا المستجد، مستشفى سيدي سعيد بمدينة بمكناس، صباح اليوم السبت، إثر إنهائهم فترة الحجر الصحي التي امتدت ل20 يوما. ففي أجواء مفعمة بمشاعر الفرح، تم استقبال هؤلاء الطلبة، الذين تأكد عدم إصابتهم جميعا بالفيروس القاتل، من طرف أفراد من عائلاتهم بساحة المستشفى التي تحولت إلى فضاء للاحتفال على إيقاع العناق ودموع الفرح، بعد أيام عصيبة من القلق والتوجس. وفي كلمة له بهذه المناسبة، قال المهدي البلوطي، المدير الجهوي للصحة بفاس مكناس: "بفضله سبحانه وتعالى وبفضل الرعاية الملكية السامية، تم تجاوز هذه المرحلة الدقيقة من حياة فئة من أبناء الشعب المغربي الذين كانوا يقيمون بمدينة ووهان بالصين الشعبية". وأوضح البلوطي أن المعنيين بالأمر "خضعوا طيلة هذه الفترة للمراقبة الطبية الدقيقة، سهرت خلالها عليهم، بنجاح وأمان، أطقم طبية وشبه طبية، مدنية وعسكرية، ذات جودة وخدمة عالية في هذا المجال، مؤازرة بإداريين وأعوان وتقنيين أكفاء". وأكد المسؤول الصحي ذاته أنه لم يظهر على هؤلاء الطلبة أية علامة من علامات الإصابة بالعدوى، مبرزا أنهم كانوا يخضعون لفحصين طبيين يوميا، إلى جانب استفادتهم من التحاليل المخبرية عند الوصول ولدى نهاية مدة المراقبة الطبية. "الكل، ولله الحمد، يتمتع بصحة جيدة، وذلك بفضل انضباط هؤلاء الطلبة، وأخلاقهم العالية، وتضامن الشعب المغربي معهم"، يقول المهدي البلوطي الذي شكر إلى جانب كل من ساهم في السهر على راحة الطلبة، وزارات الخارجية والداخلية والصحة، ومصالح القوات المسلحة والدرك المالكي على مشاركتها في ترحيلهم من بؤرة تفشي مرض كورونا نحو بلدهم المغرب. المسؤول الصحي الجهوي بفاس أكد في كلمته أن هذه المناسبة "أظهرت للعالم كله أن المغرب، تحت قيادة ملكه، لن يتخل عن أي فرد من أفراد شعبه أينما كان، كما أبانت له أن المنظومة الصحية ببلادنا تمتاز بالخبرة والكفاءة في مواجهة الصعاب". من جانبهم، عبر الطلبة عن امتنانهم العميق للملك على مبادرته بإعطاء توجيهاته السامية لإعادتهم إلى بلدهم المغرب، كما تمنوا أن تنجح الصين عاجلا في القضاء على فيروس كورنا المستجد، وذلك حتى تتسنى لهم العودة إلى هناك لاستكمال مشوارهم الدراسي.