تعتبر جماعة سكورة امداز، التي تقع في حضن جبال الأطلس المتوسط الشرقي، من بين أفضل مناطق إقليم بولمان السياحية، والتي تعد شلالات منابع تادوت أحد أبرز معالمها الطبيعية. مياه شلالات سكورة امداز تنساب رقراقة من منابع تادوت الموغلة في قمة الجبل، قبل أن تلامس الأرض الخضراء في سفحه، راسمة لوحة طبيعية رائعة تمتع عين الزائر وتسحر ناظره. "إنها فرصة ذهبية أن تكون في أحضان هذا المكان الجميل، الذي يوجد في عمق إقليم بولمان؛ فهذه الشلالات تعد بحق الأكثر روعة في المغرب، وأنصح الجميع بزيارة هذه المنطقة للاستمتاع بجمالها الطبيعي"، تقول خديجة الكوزي متحدثة لهسبريس، وهي التي استغلت مناسبة مشاركتها في قافلة طبية بإقليم بولمان لاكتشاف شلالات سكورة امداز. انطباع الإعجاب الذي تولد لدى خديجة، وهي تزور هذه الشلالات لأول مرة، تقاسمه معها زوار آخرون، كما هو حال سهام العربي، من مدينة فاس، التي قالت إن سحر هذه الشلالات يخلق في نفسية الزائر إحساسا رائعا يجدد طاقته، مشيرة إلى أن محبي السياحة البيئية لن يندموا على تحمل مشاق الوصول إلى هذه المنطقة النائية. من جانبه، أكد المنعش السياحي خالد أقبوب أنه، على الرغم من غنى جماعة سكورة امداز بمؤهلات سياحية طبيعية قل نظيرها، كما هو الشأن بالنسبة إلى منابع وشلالات تادوت، فإنها ما زالت تفتقر إلى التأهيل والترويج، مشيرا إلى أن العزلة عن المسارات السياحية المعروفة يساهم في إضعاف جاذبية المنطقة. "تتميز سكورة امداز، في فصل الشتاء، بكثرة ثلوجها؛ لوجودها بين جبلين معروفين، هما تيشوكت وبوييبلان"، يوضح أقبوب، مبرزا، وهو يتحدث لهسبريس، أن مشروعه السياحي، الذي هو عبارة عن وحدة استقبال، يساهم، في إطار تفعيل مرامي السياحة التضامنية، في تحسين ظروف عيش الساكنة المحلية، خصوصا في صفوف أعضاء وعضوات التعاونيات الفلاحية وتعاونيات الزرابي. إلى ذلك، أكد إدريس العيساوي، عضو جمعية تيشوكت للسياحة الجبلية بسكورة امداز، أنه لا توجد إلى حد الآن مبادرة لتهيئة شلالات منابع تادوت. وأبرز الفاعل الجمعوي ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس، أن جمعيته اقترحت القيام بورش لتنقية الفضاء المحيط بهذه المنابع؛ لكنها لم تتلق أي رد في الموضوع. وأضاف العيساوي أن جمعيته ساهمت، من جانبها، في التعريف بهذا المنتجع السياحي عبر عقد شراكات مع الوكالات السياحية لتنظم زيارات جماعية للمنطقة، مشيرا إلى أن الترويج للمؤهلات السياحية التي تزخر بها جماعة سكورة امداز يظل ضعيفا بالمقارنة مع مناطق مماثلة، كشلالات أقشور بإقليمشفشاون. "هناك، بالإضافة لهذه الشلالات، يمكن للزائر اكتشاف غابات المنطقة، وقمة جبل تيشوكت، وقصبة تفردوست، المعروفة بقرية تيطانيك الزاخرة بمأثرها التاريخية القديمة، ومنطقة تغروت التي تقول الروايات أن مسجدها بني قبل جامع القرويين بفاس"، يردف الفاعل الجمعوي ذاته. من جهته، قال محمد بويصدان، رئيس الجماعة الترابية سكورة امداز، إن المجلس الجماعي المحلي يراهن على جعل الشلالات التي تزخر بها جماعته، ومنابع تادوت بصفة عامة، قاطرة لتأهيل السياحة بالمنطقة وتحريك عجلة التنمية المحلية بها. وأشار بويصدان، وهو يتحدث لهسبريس، إلى أن منابع تادوت كانت في الأصل تملأ مياهها الساقطة من الشلالات عددا من البحيرات الصغيرة بسفح الجبل، مبرزا أن مجلس الجماعة يطمح إلى إحياء هذه المسطحات المائية من جديد، "حتى يعود جريان الماء إلى مساره الطبيعي كما كان، ويعطي ذلك جمالية أكثر للمنطقة"، بتعبير المسؤول الجماعي ذاته. وأضاف رئيس جماعة سكورة امداز أن تصور المجلس لتأهيل شلالات المنطقة ينبني على إعطائها جاذبية أكثر عبر إحداث مقاه ومطاعم لتعزيز إحدى وحدات الاستقبال الموجودة بالمنطقة، مبرزا أن هذه المقاربة ترتكز، أيضا، على تعبئة الموارد المائية لهذه الشلالات لخدمة القطاع الفلاحي، وإنتاج الطاقة الكهرومائية. وأضاف محمد بويصدان أن تهيئة منابع تادوت في حاجة إلى مشروع ترابي مندمج، يشمل المسالك والمرافق الصحية والترفيهية والمنتزهات، مشيرا إلى أنه تم اقتراح إنجاز هذا المشروع على مصالح جهة فاسمكناس، بعد إنجاز دراسة جدوى له بالاستشارة مع وكالة الحوض المائي لسبو وعمالة بولمان ومصالح المياه والغابات.