أطلق عدد من النشطاء المدنيين بجهة فاسمكناس عريضةً من أجل إحداث القطب السياحي المندمج "بويبلان"، وهو إحدى القمم الجبلية المهمة في المغرب، بهدف تحقيق تنمية تضمن العدالة المجالية وتنهي تهميش الأطلس المتوسط الشرقي. وقال محمد الديش، وكيل لائحة عريضة "جبل بويبلان" المُوجهة إلى مجلس جهة فاسمكناس من أجل إدراجها ضمن جدول أعماله، إنه "بالرغم من المؤهلات الطبيعية التي يزخر بها جبل بويبلان والمنطقة المحيطة به، وبالرغم من اعتبارها منطقة سياحية مهمة منذ فترة الحماية، فإن هذه المنطقة لا تزال خارج الإدماج الاقتصادي والتثمين السياحي". وتندرج هذه العريضة ضمن آليات الديمقراطية التشاركية التي نص عليها دستور 2011، إلى جانب العرائض الموجهة إلى السلطات العمومية والملتمسات في المجال التشريعي المنظمتين وفق قانونين تنظيميين. وتتطلب عريضة "بويبلان" حوالي 500 توقيعاً، حيث يحدد هذا الرقم حسب سكان الجهة، ويتطلب جمع التوقيعات الخاصة بها من كل الأقاليم في الجهة لتتم دراستها من قبل مصالح الجهة ثم البت فيها لإدراجها ضمن إحدى دوراتها. وأورد الديش، في تصريح لهسبريس، أن سياق العريضة الخاصة بقطب بويبلان يأتي في إطار "تفعيل الديمقراطية التشاركية وتمرين للتشاور والتشارك ومساهمة المواطنين والمواطنات باقتراح خطط عمل ومشاريع وأفكار لتنمية الجهة". وذكر الفاعل المدني أن العريضة تقترح عدداً من الأفكار لتحويل منطقة بويبلان، التي تهم أقاليم تازة وبولمان وصفرو، إلى قطب سياحي مندمج لتحقيق التكامل مع القطب الجبلي بإفران؛ بهدف تعزيز السياحة جهوياً ورفع ليالي المبيت، وأيضاً لحماية المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة. وسجل الديش "المفارقة الواضحة بين عناصر الجذب التي تتوفر للمدينتين التاريخيتين، فاسومكناس، وبين الواقع المتمثل في ضعف توظيف الإمكانات الغنية التي تتيحها المجالات الأخرى بالجهة"، وقال إن "المؤهلات الطبيعية المتنوعة القريبة من فاس أو مكناس لم تستثمر بالشكل الكافي، حيث اقتصرت على مسارات تقليدية سرعان ما تستنزف جاذبيتها". وتسعى العريضة، حسب الديش، إلى تثمين سياحة التزلج بمنطقة بويبلان التي تتوفر على محطة تعود إلى فترة الحماية؛ لكنها اليوم مهمشة، مشيراً إلى أن المنطقة تعرف تساقطات ثلجية تدوم حوالي ستة أشهر؛ وهو ما يمكن أن يستقطب محبي الجبال والثلوج والطبيعة. ووضع القائمون على العريضة أيضاً هدف تعزيز السياحة الثقافية المتمركزة حول معالم المدن التاريخية بخيارات أخرى؛ مثل: السياحة البيئية القائمة على ثراء الفضاءات الطبيعية المختلفة التي تأويها المنطقة (تازكا، تيشوكت)، والسياحة الرياضية (التزلج، الاستغوار، الطيران الشراعي، الصيد والقنص)، وإتاحة الفرصة لزيارة المناطق الجبلية المجاورة والتي لم تستثمر بعد وعلى رأسها جبل بويبلان. ويؤكد وكيل لائحة عريضة "جبل بويبلان" المُوجهة إلى مجلس جهة فاسمكناس أن المنطقة تتوفر أيضاً على إمكانية "لتنويع العروض السياحية في محيط جبل بويبلان، لما ينفرد به المجال من مؤهلات إيكولوجية، أركيولوجية، جيولوجية وتراث ثقافي وتاريخي زاخر يجب استغلاله بما يعود بالنفع على المنطقة". وأضاف الفاعل المدني سالف الذكر أن "الثراء والغنى الأركيولوجي في المنطقة مهم جداً، فهي تتوفر على حفريات عديدة؛ فأقدم الحيوانات مثل الفيلة والماموت وُجدت في سفوح تيشكوت، وأكبر ديناصور المعروف باسم بولحفة عُثر عليها في منطقة بإقليم بولمان". ويقع موقع منطقة بويبلان غير بعيد من تازة ومن فاس والطريق السيار المتوجه إلى وجدة، ولديه امتياز تعدد المداخل داخل الجهة من أربعة أقاليم، وانفتاح على منفذ من كرسيف سيفيد في ولوج زوار قادمين أو عابرين من الجهة الشرقية خاصة وجدة أو الناظور. وفي نظر وكيل لائحة عريضة "جبل بويبلان" المُوجهة إلى مجلس جهة فاسمكناس، فإن القطب السياحي لبويبلان يتوخى تنمية الأطلس المتوسط الشرقي الذي لا يزال بعيداً عن كل السياسات العمومية الخاصة بالتنمية، مورداً أن العريضة تعتبر من الاقتراحات المواطنة التي تعطي تصوراً للنموذج التنموي الجديد الذي يمكن صالحاً للمناطق المعزولة.