تتوالى الضربات على جبهة البوليساريو مع اقتراب مؤتمرها المزمع عقده شهر دجنبر الجاري؛ فبعد الاحتجاجات التي شهدتها مخيمات تندوف، واقتحام عائلة وأقارب أحد معتقلي المعارضة مقر إقامة زعيم الجبهة، إبراهيم غالي، وتوعدهم بتصعيد احتجاجاتهم ومقاطعة المؤتمر، توصلت الأحزاب الموريتانية، التي تلقت دعوة من قيادة البوليساريو لحضور مؤتمرها، برسالة تحثها على التراجع عن الحضور. محمد يسلم هيدالة، أحد الناجين من معتقلات جبهة البوليساريو إبان حرب الصحراء، وجه رسالة إلى رؤساء الأحزاب الموريتانية التي تسلمت رسالة حضور مؤتمر البوليساريو، وإلى شخصيات موريتانية بارزة، منها محمد ولد مولود، ومصطفى ولد بدر الدين، والرئيس محمد محمود ولد سيدي، نبههم فيها إلى أنّ حضورهم إلى تندوف معناه أنهم سيجلسون جنبا إلى جنب مع قادة البوليساريو الذين بطشوا بالموريتانيين وقتلوهم. وخاطب محمد يسلم هيدالة هؤلاء القادة بالقول: "هل سترضون بدماء أبنائكم المهدورة في سجون البوليساريو (الرشيد، والذهيبية)؟ وهل تقبلون الجلوس جنبا إلى جنب قرب سيدي احمد البطل، والبشير مصطفى السيد، وغيرهم ممن تلذذوا بقتل الموريتانيين ورقصوا على جثثهم ومثلوا بها، والأخطر من ذلك أنهم رفضوا حتى أن يعرف ذووهم أين دفنوا، من أمثال الشهيد عبد العزيز ولد هيدالة، والشهيد احمد محمود الزحاف تقرة ولد باباه اللود ولد تجدرت ومحمد فال ولد بهاه، الشهيد تحت التعذيب في سجن الرشيد...وغيرهم كثيرون؟". ودعا محمد يسلم هيدالة رؤساء الأحزاب السياسية والشخصيات الموريتانية التي تلقت دعواتٍ لحضور مؤتمر جبهة البوليساريو إلى "استذكار ما قوبل به أبناء موريتانيا من ممارسات وحشية في سجن الرشيد"، معتبرا أن "هذا المكان المظلم الواقع جنوبالجزائر بالقرب من مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف يعني للموريتانيين الألمَ والحزن". واستطرد صاحب الرسالة: "هناك يتجسد الحزن القاتم في السجن السري المشهور، حيث كان المئات من أبناء جلدتنا يعيشون التعذيب والإذلال، مدهوسة كرامتهم ومجبرين على كل الأعمال الشاقة والمهينة"، مضيفا: "علينا أن نسأل الناجين من جحيم سجون البوليساريو أمثال احمد ولد أحمد عيشة احمد فال ولد القاضي سيد احمد ولد اشليشل، واللائحة طويلة". وناشد محمد يسلم هيدالة رؤساء الأحزاب السياسية والشخصيات الموريتانية التي وجه إليها رسالته عدم الحضور إلى مؤتمر جبهة البوليساريو من باب الإنسانية، ومراعاة لمشاعر ضحايا جرائم البوليساريو، خاصة أنّ الكثير من الموريتانيين الذين زجت بهم الجبهة في سجن الرشيد "قضوا نحبهم واغتيلوا بدم بارد ودفنوا في أماكن مجهولة، بدون علامات وفي صحاري شاسعة"، وتابع: "إنهم ضحايا أسطورة سوداء للبوليساريو، الناجون منهم مازالوا يحتضرون، متمسكين بكشف شهدائنا، وأنتم السادة الرؤساء، من أجلهم هم وأبناؤهم وبناتهم، وأرامل رفقائكم اللائي يطالبن العدالة، ندعوكم إلى عدم المشاركة والجلوس قرب من قتل وعذب أبناءنا". ونقلت وكالة "موريتانيا اليوم" أنّ رسالة محمد يسلم هيدالة كان لها وقع على رؤساء الأحزاب السياسية والشخصيات الموريتانية الموجهة إليها، إذ قررت بعض الأحزاب وكذا الشخصيات الوطنية الموريتانية، بعد اطلاعها عليها، عقد اجتماعات للتداول بشأن الرد المناسب على الرسالة المؤثرة التي توصلوا بها.