[email protected] وجه محمد يسلم ولد هيدالة، أحد الناجين من سجون جبهة البوليساريو خلال ثمانينيات القرن الماضي، نداءً لرؤساء الأحزاب الموريتانية يتعلق بعدم مشاركتهم في مؤتمر جبهة البوليساريو 15 المقرر أواسط دجنبر الجاري. وناشد محمد يسلم ولد هيدالة كلا من محمد ولد مولود، ومصطفى ولد بدر الدين، ومحمد محمود ولد سييدي عدم الحضور مخاطبا إياهم ” من باب الانسانية ومن باب ما عومل به أبناءنا وابناءكم من ممارسات وحشية من لدن عصابة البوليساريو التي دعتكم لحضور مؤتمرها في مخيمات تندوف “. وتساءل الناجي من حقبة التعذيب الممنهجة حول رضا هؤلاء بدماء الموريتانيين الْمهدورة في سجون البوليساريو (الرشيد ، والذهيبية )، وعن قبولهم الجلوس الى جانب جلادي جبهة البوليساريو على غرار ” سيدي احمد البطل والبشير مصطفى السيد وغيرهم ممن تلذذ بقتل الموريتانيين ورقص على جثثهم ، ومثل بها والاخطر من ذلك أنهم رفضوا حتى أن يعرف ذويهم أين دفنوا من أمثال الشهيد عبد العزيز ولد هيدالة، والشهيد احمد محمود الزحاف و محمد فال ولد بهاه شهيد تحت التعذيب في سجن الرشيد وغيرهم كثيرون”. ودعا المتحدث رؤساء الأحزاب الموريتاتية لاستحضار ما قوبل به الموريتانيين آنذاك ” من ممارسات وحشية في سجن الرشيد فذاكرة الكثير من الموريتانيين وعائلاتهم، يختلف كليا، لما يعنيه لهم من حزن والم، فبالنسبة لهم هو مكان مظلم في جنوبالجزائر، بالقرب من مخيمات اللاجئيين الصحراويين بتيندوف”، مطالبا إياهم بسؤال الناجين من جحيم سجون البوليساريو أمثال احمد ولد أحمد عيشة احمد فال ولد القاضي سيداحمد ولد اشليشل عن تلك الممارسات. ووصف المتحدث تلك الحقبة ب” الحزن القاتم في السجن السري المشهور ، أين كان المئات من أبناء جلدتنا، يعيشون التعذيب والإذلال، مدهوسة كرامتهم ومجبرون على كل الاعمال الشاقة والمهينة”، مضيفا “الكثير منهم قضى نحبه، اغتيلوا بدم بارد ودفنوا في أماكن مجهولة، بدون علامات وفي صحاري شاسعة”، مبرزا أن الموريتانيين كانوا “ضحايا اسطورة سوداء للبوليساريو، الناجون منهم مازالوا يحتضرون، متمسكون بالكشف عن شهدائنا”. وحث محمد يسلم ولد هيدالة رؤساء الأحزاب الموريتانية على عدم مجالسة قتلة الموريتانيين نسبة لجرائمهم التي لا تخطر على بال أحد، مشيرا أن لا أعذار ولا حجج بإمكانها تبرير ما حدث في تلك الفترة التي وصفها ب “المجزرة المخططة والمنفذة عمدا، من قبل فريق من القادة والمؤتمرين بأمرهم”، داعيا محمد ولد مولود ، محمد محمود ولد سييدي ،مصطفى ولد بدر الدين لعدم الحضور لمؤتمر البوليساريو حزنا وحدادا على الموريتانيين الذين استشهدوا تحت التعذيب في زنازين الرشيد وحفر وانفاق تندوف، حاثا إياهم على عدم التخلي عن دمائهم.